«لا عناصر» تربط المشتبه به باعتداء بروسيا دورتموند

تحقيقات الشرطة الألمانية لم تتوصل الى أدلة تربط عبد الباسط بهجوم دورتموند (إ.ب.أ)
تحقيقات الشرطة الألمانية لم تتوصل الى أدلة تربط عبد الباسط بهجوم دورتموند (إ.ب.أ)
TT

«لا عناصر» تربط المشتبه به باعتداء بروسيا دورتموند

تحقيقات الشرطة الألمانية لم تتوصل الى أدلة تربط عبد الباسط بهجوم دورتموند (إ.ب.أ)
تحقيقات الشرطة الألمانية لم تتوصل الى أدلة تربط عبد الباسط بهجوم دورتموند (إ.ب.أ)

أخرجت السلطات الالمانية من دائرة الشك، اليوم (الخميس)، المشتبه به الرئيسي في اعتداء بروسيا دورتموند وبات عليها الآن توضيح عدد من النقاط الغامضة، بدءا بصحة "فرضية التشدد".
فقد أعلنت نيابة مكافحة الإرهاب في ألمانيا الخميس ان الشرطة لم تعثر على أي عنصر يتيح ربط المشتبه به المتشدد الموقوف على خلفية الاعتداء الذي استهدف الثلاثاء فريق دورتموند لكرة القدم بالتفجيرات.
وقالت النيابة في بيان ان "التحقيق لم يؤد حتى الآن إلى العثور على عناصر تبين أن هذا المشتبه به شارك في الاعتداء".
لكن الرجل وهو عراقي يبلغ من العمر 26 عاما ويدعى عبد الباسط أ. حسب النيابة، ملاحق بتهمة انتمائه المفترض في بلده اعتبارا من نهاية 2014 "على ابعد تقدير" الى تنظيم "داعش" الارهابي. وقد طلبت نيابة مكافحة الارهاب توقيفه.
وكان المحققون توجهوا بسرعة الى فرضية تورط التيار المتطرف في الهجوم الذي اسفر عن سقوط جريحين قبل مباراة دورتموند وموناكو. وداهموا شقتي رجلين ينتميان الى هذا التيار واعتقلوا العراقي.
وقالت صحيفة "بيلد" الخميس ان الرجل الذي اوقفته الشرطة يخضع للمراقبة منذ فترة طويلة ويبدو انه أدلى بتعليقات "مثيرة للشبهات" في اتصال هاتفي أوحت للسلطات بانه يمكن ان يخفي متفجرات في منزله.
لكن المحققين لم يعثروا على شيء في شقته كما قالت الصحيفة. إلا ان المحققين بدوا حذرين منذ البداية نظرا لأنهم واجهوا قضايا مشابهة أوقف فيها مشبوهون من التيار المتطرف ثم تمت تبرئتهم.
وأكد رالف ييغر وزير داخلية منطقة رينانيا فيستفاليا الواقعة غرب المانيا، ان كل الفرضيات مطروحة و"قد يكون الامر يتعلق بيساريين متطرفين او مشجعين (لكرة القدم) يتسمون بالعنف او متطرفين اسلاميين".
وذكرت صحيفة "بيلد" ان ناشطين من اليسار المتطرف والمشجعين يخضعان لتحقيقات الشرطة.
وما دفع السلطات الى ترجيح فرضية المتطرفين الاسلاميين هو العثور في مكان الانفجار على ثلاث نسخ من رسالة تبن تقوم السلطات بالتحقق من صحتها وتدعو ألمانيا الى وقف مشاركة طائراتها في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الارهابي، والا ستشهد هجمات جديدة.
واشار وزير الداخلية الى احتمال ان تكون الرسالة مزيفة بهدف "تضليل" الشرطة.
واشارت صحيفة "دي فيلت" امس الى ان "الرسالة بحد ذاتها غير عادية" مشددة على ان التنظيم المتطرف تبنى في الماضي هجماته بتسجيلات فيديو او بيانات. واضافت ان النص الذي عثر عليه في دورتموند "لا يحمل شعار ولا راية التنظيم" ولا توقيعا ولا إشارات دينية.
لكن النيابة الفدرالية لا تشك اطلاقا في الطبيعة "الارهابية" للهجوم، معتمدة في ذلك على "الطرق التي اتبعت" في التفجير ورسالة تبن عثر عليها في المكان.
وانفجرت عبوات ثلاث مساء الثلاثاء عند مرور حافلة فريق بوروسيا دورتموند، لدى توجهها من الفندق الى ملعب "سيغنال إيدونا بارك" التابع للنادي الألماني للعب مباراة مع موناكو الفرنسي. وأدى ذلك الى اصابة لاعب دورتموند الاسباني مارك بارترا وأحد أفراد الشرطة، وإرجاء المباراة الى الأربعاء.
وكشفت النيابة الاربعاء ان "قوة تفجير" العبوات الثلاث بلغت مائة متر. مضيفة ان العبوات كانت تحوي "مسامير معدنية" سقط أحدها على مسند مقعد داخل الحافلة، ما يشير الى ان حصيلة الضحايا كان يمكن ان تكون أكبر.
وتم تعزيز الاجراءات الامنية في المدينة وفي محيط الستاد وكذلك في ميونيخ (جنوب) حيث جرت مساء الاربعاء ايضا مباراة بين ناديي بايرن ومدريد فاز فيها الاسبان (2-1).



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».