الصندوق السيادي النرويجي يحقق أفضل عوائده في 27 عاماً

الأكبر في العالم بقيمة تتخطى 910 مليارات دولار

الصندوق السيادي النرويجي  يحقق أفضل عوائده في 27 عاماً
TT

الصندوق السيادي النرويجي يحقق أفضل عوائده في 27 عاماً

الصندوق السيادي النرويجي  يحقق أفضل عوائده في 27 عاماً

ربح صندوق الثروة السيادي النرويجي، الأكبر في العالم، نحو 35 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري، بعائد نسبته 3.8 في المائة، الذي يعتبر «ثالث أفضل نسبة عائد فصلية على استثمارات الصندوق منذ نشأته في عام 1990»، بحسب البنك المركزي النرويجي.
ويقدر حجم الصندوق في نهاية مارس (آذار) الماضي، بنحو 910 مليارات دولار، ويؤكد البنك المركزي «أن الأهداف التي وضعت منذ 20 عاماً لتحقيق أرباح قيمتها 3375 مليار كرونا نرويجية في عقدين من الزمن، تم تجاوزها، حيث بلغت الأرباح في تلك الفترة 3421 مليار كرونا، أي ما يعادل 395 مليار دولار».
والأرباح التي تحققت في الربع الأول من العام الحالي تعود أساساً إلى أداء محفظة الأسهم التي تشكل 64.4 في المائة من أصول الصندوق، إذ حققت عائدا بنسبة 5.5 في المائة، مقابل 5 في المائة عائداً من السندات التي تشكل 32.9 في المائة من أصول الصندوق، و0.8 في المائة من الاستثمارات العقارية، التي لا تمثل أكثر من 2.5 في المائة من إجمالي استثمارات الصندوق السيادي.
ويتغذى الصندوق من الإيرادات النفطية التي تجنيها البلاد، بيد أن قوانين البلاد لا تسمح باستخدام سوى 4 في المائة من الصندوق لأغراض الميزانية العامة، أي متوسط النسبة التي يرجح أن تحققها استثمارات الصندوق كعائد. ويرغب اليمين الحاكم حالياً بخفض النسبة المسموحة إلى 3 في المائة فقط.
ويقول البنك المركزي: «إن أداء 2016 سجل أرباحاً بنحو 53 مليار دولار بنسبة عائد تاريخي مرتفع وصل إلى 6.9 في المائة. وبلغ أداء المكونات الثلاثة (الأسهم والسندات والعقارات) العام الماضي 8.6 و4.3 و0.8 في المائة على التوالي. وبفضل الأداء الجيد للاستثمارات تضاعف حجم الصندوق في السنوات الخمس الماضية».
ويستثمر الصندوق في نحو تسعة آلاف شركة حول العالم، ما نسبته 1.3 في المائة من إجمالي القيمة السوقية لجميع البورصات الدولية، لكنه يتجنب الاستثمار في مئات الشركات لأسباب تقول عنها الحكومة إنها «أخلاقية وبيئية».
وبعد عام 2006 حدث إجماع رسمي وشعبي في البلاد على عدم الاستثمار في شركات السلاح والتبغ والمناجم، فضلاً عن عشرات الشركات في قطاعات أخرى لأنها تنتهك الشروط البيئية والإنسانية والأخلاقية، بحسب الصندوق.
وبدأ الصندوق زيادة استثماراته في شركات التنمية المستدامة مثل الطاقة البديلة والاقتصاد الأخضر الصديق للبيئة والتقنيات والبطاريات المستخدمة في صناعة السيارات الكهربائية، علماً بأن النرويج من البلدان الأكثر استخداماً للسيارات الكهربائية في العالم.
وفي العقدين الماضيين باع الصندوق الحصص التي كانت له في شركات كثيرة بعدما صنفها بأنها غير مناسبة لشروطه الأخلاقية والبيئية، وقال القائمون على الصندوق: «فقدنا ما يوازي 1.1 إلى 1.8 في المائة من العوائد سنوياً منذ 10 سنوات، لأننا اخترنا الابتعاد عن مئات الأسهم حول العالم».
إلى ذلك، بدأ الصندوق بقواعد عمل جديدة هذا العام لتشجيع وضع سقف لرواتب ومكافآت الرؤساء والمديرين التنفيذيين، كما يشجع على فرض قواعد الحوكمة في الشركات التي يستثمر فيها. مما دفع مؤسسات دولية ووكالات تصنيف إلى وصف الصندوق بالنموذج الذي يحتذى به على صعيد الشفافية والحوكمة. كما يوصف بـ«المستثمر المسؤول».
وتعمل الحكومة الآن على وضع قواعد إضافية تجنب الصندوق الاستثمار في قطاعات مثل البنى التحتية والمضاربات العقارية، لأنها تحمل مخاطر على العوائد، فالصندوق مخصص للأجيال القادمة ولا يحتمل أي نشاط مضاربي. في المقابل، تعمل الحكومة على توسعة خيارات الاستثمار لتشمل الشركات غير المدرجة اعتباراً من العام المقبل، ورفع نسبة الاستثمار في الأسهم إلى 70 في المائة من إجمالي الأصول المدارة.
وكما فعلت الحكومة العام الماضي، نقلت في الربع الأول من العام الحالي 23 مليار كرونا (2.6 مليار دولار) إلى الميزانية العامة لسد العجز، بعدما تراجعت الإيرادات الأخرى بفعل التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده البلاد.
وعلى الصعيد الاقتصادي العام سجل الناتج النرويجي نمواً متواضعاً في العام الماضي، نسبته 0.8 في المائة، وهو أدنى نمو منذ الأزمة المالية في عام 2008، علماً بأن النرويج تستثني الناتج النفطي والنقل البحري من حساب النمو لتجنب التقلبات الحادة بسبب تذبذب أسعار النفط.
أما توقعات النمو العام الجاري، 1.6 في المائة آخذة في الاعتبار استيعاب تحسن القطاعات غير النفطية المتأثرة بالارتفاع النسبي الذي طرأ على سعر البرميل الذي تتوقعه النرويج بمتوسط 56 دولارا هذه السنة. وتؤكد الحكومة أن الصناعة النفطية استطاعت خلال السنتين الماضيتين خفض تكلفة الإنتاج والتشغيل في هذا القطاع لزياد هوامش الربح.
واستقر إنتاج النفط النرويجي الشهر الماضي عند نحو 1.62 مليون برميل يومياً، وهو أعلى إنتاج لبلد في أوروبا الغربية. أما مبيعات الغاز الطبيعي فتراجعت من 11.5 مليار متر مكعب إلى 10.2 مليار بداية العام الحالي.
وقررت الحكومة مؤخراً زيادة الاستثمار النفطي في المناطق البحرية، وحددت نحو 100 بقعة للاستكشاف والتنقيب في بحر النرويج وبعض المناطق القطبية، ولذلك أطلقت جولة ترويج لتخصيص امتيازات لشركات كبرى بهدف المحافظة على الإنتاج.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.