استمرت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان، لليوم الثالث على التوالي، بين مجموعات فلسطينية، على خلفية اعتراض ما تعرف بـ«مجموعة بلال بدر» على إعادة انتشار «القوة الأمنية المشتركة». وارتفعت حصيلة الاشتباكات إلى 5 قتلى وإصابة 32 شخصا، في وقت تكثّفت فيه الاجتماعات الفلسطينية – الفلسطينية من جهة، والفلسطينية – اللبنانية من جهة أخرى، في محاولة من المسؤولين لاحتواء الوضع.
واتهمت الفصائل الفلسطينية مجموعة متشددة مرتبطة بالمدعو بلال بدر، والتي لا يتجاوز عددها 50 عنصرا، بالمبادرة مساء الجمعة إلى إطلاق النار على القوة المشتركة المخولة الإشراف على أمن المخيم وملاحقة المطلوبين.
وأمهل أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» في لبنان، فتحي أبو العردات، في مؤتمر صحافي بعد اجتماع قيادات الفصائل أمس، أفراد المجموعة المتشددة 6 ساعات، حتى مساء أمس، لتسليم أنفسهم وسلاحهم إلى القوة الأمنية.
وشدّد بعد الاجتماع الذي جمع مسؤولين عن القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، على أن المجتمعين «أكدوا تمسكهم بالوثيقة التي وقعتها الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في سفارة دولة فلسطين في 28 فبراير (شباط) 2017، والتي تضمنت صيغة المبادئ العامة لتثبيت الأمن والاستقرار في مخيم عين الحلوة، واعتبارها أساسا لمعالجة الوضع في المخيم».
وأعلن المجتمعون الاتفاق على «تفكيك حالة بلال بدر الشاذة، وتسليم الذين أطلقوا النار على القوة المشتركة لحظة انتشارها في المخيم، إلى الجهات الأمنية اللبنانية المختصة، وعدم السماح بإنشاء أي مربعات أمنية في عين الحلوة»، معتبرين «القوة الفلسطينية المشتركة الجهة الوحيدة، المولجة الحفاظ على أمن المخيم والتصدي لكل العابثين بأمنه وأمن أهله».
وأكد عزم القوة الأمنية «الانتشار في جميع أرجاء المخيم دون استثناء»، مشددا على «حقها في الدخول إلى جميع أرجاء المخيم، حتى تتمكن من معالجة أي حدث يخل بالأمن». وقال: «نمر بوقت عصيب جدا، علينا تجاوزه لتثبيت الأمن، وفي حال عدم تسليم بلال بدر نفسه، وقتها سيكون لكل حادث حديث».
من جهته، أكد الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» النائب السابق أسامة سعد، بعد لقائه العردات «الوقوف مع الإجماع الفلسطيني على نشر القوة الأمنية المشتركة في كل أحياء مخيم عين الحلوة، بهدف إحلال الأمن والاستقرار، وضبط حالة الفلتان الأمني، ووضع حد لمسلسل الأحداث الأمنية المتكررة».
واعتبر أن «أمن المخيم من أمن صيدا وأمن الجنوب والأمن الوطني اللبناني عامة»، مشددا على «المسارعة إلى وضع حد لما يجري في المخيم، وضرورة الالتزام من قبل الجميع بالمقررات الصادرة عن الاجتماع الموسع وبمتطلبات تطبيقها عمليا، وضرورة إغاثة النازحين من المخيم بشكل فوري، والتعويض على المتضررين من الأحداث».
وكانت حدة الاشتباكات قد تصاعدت صباحاً في المخيم، الذي اتخذ الجيش اللبناني الموجود على مداخله تدابير أمنية مشددة، مستقدماً تعزيزات إضافية، خشية من تفاقم الوضع الميداني، قبل أن تتراجع حدة المعارك ظهراً لتعود وتشتد بعد الظهر. وسجّل استخدام قذائف صاروخية من عيار 100 ملّيمتر، وقذائف هاون عيار 60 و82 ملّيمتر، وشوهد تصاعد دخان كثيف من أحد المنازل، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.
ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات، بموجب اتفاق غير معلن بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتمارس الفصائل الفلسطينية نوعا من الأمن الذاتي داخل المخيمات.
وتوجد مجموعات عسكرية متعددة المرجعيات داخل المخيم، الذي يعد أكثر المخيمات كثافة سكانية في لبنان، ويعرف عنه إيواؤه مجموعات مسلحة وخارجين عن القانون.
وغالبا ما يشهد المخيم عمليات اغتيال وتصفية حسابات بين مجموعات متنافسة على السلطة، أو لخلافات سياسية أو غير ذلك، بالإضافة إلى مواجهات مسلحة بين الفصائل.
ويعيش في مخيم عين الحلوة أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأمم المتحدة، من أصل 450 ألفا في لبنان، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من أعمال العنف في سوريا.
استمرار اشتباكات «عين الحلوة»... واتفاق فلسطيني على تفكيك «بلال بدر»
5 قتلى وعشرات الجرحى في 3 أيام من المواجهات
استمرار اشتباكات «عين الحلوة»... واتفاق فلسطيني على تفكيك «بلال بدر»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة