{حماس} تعدم 3 «متخابرين» في {أسبوع التوبة}

انتقادات حقوقية ... والسلطة ترفض «القتل خارج القانون»

فلسطينية تمر أمام لافتة ضخمة في أحد شوارع غزة تحذر المتخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي (أ.ف.ب)
فلسطينية تمر أمام لافتة ضخمة في أحد شوارع غزة تحذر المتخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

{حماس} تعدم 3 «متخابرين» في {أسبوع التوبة}

فلسطينية تمر أمام لافتة ضخمة في أحد شوارع غزة تحذر المتخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي (أ.ف.ب)
فلسطينية تمر أمام لافتة ضخمة في أحد شوارع غزة تحذر المتخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي (أ.ف.ب)

أعدمت حركة حماس، أمس، 3 فلسطينيين معتقلين لديها، قالت إنهم مدانون بالتخابر مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد أيام فقط من إطلاق حملة أمنية كبيرة في قطاع غزة تستهدف «العملاء»، وبدأت باعتقالات وملاحقات وإمهالهم أسبوعا للتوبة وتسليم أنفسهم.
وبدأت حماس حملة ضخمة في غزة ضد مشتبه بهم في التعاون مع إسرائيل، بعد قتل مجهولين قبل أسبوعين مازن الفقها، وهو مسؤول في «كتائب القسام» التابعة للحركة، وسط قطاع غزة، متعهدة بتنظيف غزة من «العملاء»، في إشارة إلى أن الحركة تعتقد أنهم يقفون خلف عملية الاغتيال.
وأعلنت وزارة الداخلية التابعة لحماس في قطاع غزة أن عملية الإعدام بحق «المتخابرين الثلاثة؛ (ع.م 55 عاماً)، و(و.أ 42 عاماً)، و(أ.ش 32 عاماً)، تمت استنادا إلى الشريعة الإسلامية وإلى ما نص عليه القانون الفلسطيني، وإحقاقاً لحق الوطن والمواطن، وحفاظاً على الأمن المجتمعي».
ونشرت «داخلية» حماس صورا لملثمين مسلحين من الأجهزة الأمني يتجمعون حول حبل المشنقة الذي يفترض أنه شهد إعدام الثلاثة، في رسالة لردع آخرين.
وقالت الداخلية: «إن المحكمة العسكرية الدائمة بغزة، حكمت عليهم مسبقا بالإعدام شنقاً، وأيد الحكم كل من محكمة الاستئناف العسكرية، والمحكمة العسكرية العليا بصفتها محكمة قانون، بعد أن وجهت إليهم النيابة العسكرية تهم الخيانة والتخابر مع جهات أجنبية معادية».
وأكدت الداخلية أن التنفيذ جرى بحضور الجهات المختصة حسب القانون، وبحسب الإجراءات القانونية المنصوص عليها، وبحضور وجهاء ونخب المجتمع الفلسطيني. وتابعت: «تنفيذ الأحكام تم بعد استنفادها طرق الطعن كافة، وأصبحت نهائية وباتة وواجبة النفاذ، بعد أن مُنح المحكوم عليهم حقهم الكامل بالدفاع عن أنفسهم، حيث أكدت المحكمة أن هذه الأحكام صدرت وجاهياً وبالإجماع وأُفهمت علناً».
ونشرت «الداخلية» تفاصيل حول تاريخ الارتباط مع المخابرات الإسرائيلية، وقالت إن «المتخابرين الثلاثة قدموا معلومات ألحقت ضررا بالغا بالمقاومة». وقالت إن «المدان (ع.م) ارتبط بمخابرات إسرائيل من عام 1987 حتى عام 1993. وقدّم خلال تلك الفترة، معلومات عن منتمي التنظيمات الفلسطينية، وجدّد ارتباطه بإسرائيل عام 1997. حيث قدّم معلومات عن نشطاء الفصائل وأماكن إطلاق الصواريخ، وعن بعض المساجد ومرتاديها، كما قدّم معلومات عن المواقع العسكرية للحركة الفلسطينية والتي تم قصف عدد منها. أما المدان (و.أ) فارتبط بمخابرات إسرائيل خلال (انتفاضة الأقصى) أثناء عمله داخل الخط الأخضر، وظل مرتبطاً إلى أن جرى القبض عليه، حيث قدّم معلومات عن رجال حماس وأماكن سكناهم، والكثير من الأعمال العسكرية وأماكن إطلاق الصواريخ. بينما ارتبط المدان (أ.ش) بمخابرات إسرائيل في بداية عام 2010 إلى أن جرى القبض عليه. وخلال تلك الفترة، زوّد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات وإرشادات أدت إلى استشهاد مقاتلين لحماس».
وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها حماس على إعدام «متخابرين»، فقد قامت في حرب 2014 بإعدام كثير من المشتبه بهم أمام عامة الناس، ما خلف انتقادات كبيرة أوقفت معها الحركة حملة الإعدامات آنذاك، لكن بعد اغتيال الفقها، أطلقت حماس حملتها الجديدة التي يتوقع أن تكون الكبرى، حيث تقدم حماس على إعدام آخرين، واعتقال عدد أكبر، والكشف عن معلومات كشفت حديثا بعد التحقيقات مع المتورطين.
وتنفيذ أحكام الإعدام تم على الرغم من الخلاف القانوني حول الأمر؛ إذ ترى السلطة أن محاكم حماس غير متخصصة، إضافة إلى أن أي إعدامات وفق القانون الفلسطيني تحتاج من أجل تنفيذها إلى توقيع الرئيس.
ورفضت الحكومة الفلسطينية أمس إجراءات المحاكمة في غزة «دون الرجوع للقانون، بوجوب مصادقة الرئيس قبل تنفيذ أي حكم إعدام».
وقال الناطق باسم الحكومة طارق رشماوي، إن «الحكومة ترفض أحكام الإعدام في غزة، لأنها تتم خارج نطاق القانون، ولم تأخذ تسلسل المحاكمة العادلة الواجبة لأي متهم، مهما كانت التهمة». وأضاف: «ممارسات حركة حماس في القطاع، وتنفيذها للإعدامات، بعد تشكيلها لجنة لإدارة غزة في وقت سابق، من شأنها ترسيخ الانقسام، وإعطاء مبررات للحصار المفروض على غزة».
ودعت الحكومة سلطة «الأمر الواقع في غزة»، إلى «وقف إجراءاتها الانفصالية، وتسليم الأمور إلى حكومة الوفاق الوطني، للتخفيف من معاناة غزة التي تتفاقم يوما بعد يوم، بسبب تصرفات حماس غير المسؤولة».
كما انتقدت مؤسسات حقوقية الإعدامات، وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، إن إعدام 3 رجال في غزة أدينوا بالتعاون مع إسرائيل، عقوبة «وحشية» ولا مكان لها في دولة حديثة. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في المنظمة، في بيان لها: «إن الإعدام المثير للاشمئزاز الذي نفذته سلطات حماس بحق 3 رجال في غزة، اعتبروا عملاء، هو علامة ضعف لا قوة. لن تحقق سلطات حماس أمنا أو استقرارا حقيقيا من خلال فرقة الإعدام أو حبل المشنقة، بل من خلال احترام المعايير الدولية وسيادة القانون».
وعارضت «هيومان رايتس ووتش» عقوبة الإعدام في جميع الظروف، مشيرة إلى أنها «بطبيعتها قاسية ولا رجعة فيها».
كما عبر «مركز الميزان لحقوق الإنسان»، عن قلقه الشديد واستنكاره لمواصلة تنفيذ أحكام الإعدام في قطاع غزة، دون استيفاء الإجراءات القانونية، الأمر الذي يمس بقانونية التنفيذ. وطالب المركز، في بيان له، بوقف العمل بعقوبة الإعدام، وكمقدمة لذلك، وقف إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام، داعيا إلى البحث في المعالجات الشاملة التي تعالج جذور المشكلات الاجتماعية، بما فيها مشكلات العمالة والمخدرات وجرائم القتل على الخلفيات المختلفة كالسرقة والشرف وغيرهما.
وتابع البيان: «تشير مصادر المعلومات في (مركز الميزان لحقوق الإنسان)، إلى أن عدد الأحكام الصادرة، والتي تم تأييدها من تاريخ 15 -07 - 2007 حتى 06 – 04 - 2017، بلغت 125 حكما، منها 62 بتهم أمنية، و63 بتهم جنائية، تم تنفيذ 57 حكما، من بينها 34 جرى قتلهم خارج إطار القانون، من قبل تنظيمات أو جماعات مسلحة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.