حمل الأمير تشارلز ولي العهد وزوجته كاميلا، دوقة كورنوال، خلال زيارتهما الرسمية أول من أمس الأربعاء، إلى النمسا، رسالة مفادها: «تترك بريطانيا الاتحاد الأوروبي، لكنّنا لن نترك أوروبا».
قضى الضيفان الملكيان يومين حافلين بالنشاطات في العاصمة فيينا التي رحبت بهما باحتفال رسمي وشعبي.
حملت الزيارة في طياتها رسائل كثيرة تبادلها الجانبان بدبلوماسية. وجال تشارلز وزوجته في الأماكن السياحية التي تزخر بها المدينة.
وكانت النمسا اختارت لاستقبال ضيفيها في المطار والترحيب بهما، منى دوزدار وزيرة الدولة لشؤون الحكم التي تحمل أصولاً عربية مسلمة، وذلك باعتبارها وجهاً مهاجراً يشرّف سياسة الاندماج التي تتبعها النمسا التي لم تغلق حدودها، وبادرت لاستقبال 130 ألف لاجئ معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان، ممّن وصلوها خلال العامين الماضيين، وحطوا رحالهم فيها، ولا تزال تستقبل المزيد.
من جانب آخر، ضمن برنامج مكثف حمل نكهة فيينا عاصمة الفنون، التي حازت لثماني سنوات على التوالي على لقب أفضل مدينة بالعالم للعيش.
وكان الأمير تشارلز يتحدث إلى الجمهور ويصافح مستقبليه من عامة الشعب، ممن اصطفوا أمام مقر إقامته في أفخم فنادق المدينة وأعرقها الذي يعود تاريخ افتتاحه لعام 1876.
من جانبه، أقام الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بلن على شرف الأمير، عشاءً رسمياً دعا إليه 100 شخص من كبار المسؤولين.
سبق العشاء، اجتماع بين المبعوث البريطاني والمستشار النمساوي، ناقشا خلاله العلاقات التاريخية التي تربط الدولتين وسبل الاستمرار بها مستقبلاً، بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ولم تغفل فيينا عن دعوة الأمير وزوجته لتناول «الشاي الإنجليزي» في تمام الساعة الخامسة عصراً، في مقهى ديميل، بيد أن الحلويات التي رافقت أكواب الشاي، جاءت نمساوية بحتة، بعضها زُيّن أثناء جولة الضيفين داخل المقهى «الإمبراطوري»، وهذا اللقب يرجع تاريخياً لمكانته المفضلة لدى أباطرة إمبراطورية الهابسبورغ سكان قصر الهوفبورغ.
ولم يغادر تشارلز وكاميلا فيينا مدينة الموسيقى الكلاسيكية، قبل أن يحضرا حفل موسيقى نُظّم على شرفهما بقاعة «الميوزيك فراين» على أنغام موسيقى فرقة فيينا فيلهارمونيكا من السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، التي ألّفها بتفويض من جمعية فيلهارمونيكا الملكية في لندن 1824؛ ويعتبرها البعض أعظم قطعة موسيقية على الإطلاق.
وحمل الأمير تشارلز مبعوث بريطانيا رسالة موحدة لدى زيارته العاصمة الفرنسية باريس والألمانية برلين والبولندية وارسو والإيطالية روما، تؤكد على استمرارية العلاقات والمصالح البريطانية الأوروبية بعد الـ«بريكست».
الأمير تشارلز وزوجته في ضيافة فيينا
الأمير تشارلز وزوجته في ضيافة فيينا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة