تُشهد مسارح في واشنطن هذا الربيع عروضاً مسرحية تهدف إلى عثور الإنسان على هويته، وتشجيع التنوع. وتستضيف في هذا الإطار خشبة مسرح «أدفنشرز» (مغامرات)، مسرحية «علاء الدين والمصباح السحري». الجديد في هذا العرض أنّه يظهر «علاء الدين» بطلاً من الصين، وأنّ أحداث المسرحية تدور أيضا في الصين. وكمثال على «تشجيع التنوع»، يمثل رايان كارلو دور علاء الدين، ويلعب أحمد كمال دور الساحر، فيما تجسّد أريانا كروزوسكي شخصية الأميرة أدورا.
وفي مقابلة لها مع صحيفة «واشنطن بوست»، تقول روبرتا غاسباري، مديرة المسرح، يستند العمل إلى قطعة مسرحية تعود لعام 1940 من إعداد جيمس نوريس، بيد أنّها تذهب بالعمل إلى مسار مختلف للرواية، لاعتقادها بأنّ لا أصول عربية لها وقد تكون من الصين. وفيما لم تجادل مخرجة المسرحية أو لم تول اهتماماً كبيراً في تصنيف شخصية علاء الدين وإن كان صينياً أو عربياً، أو مسلماً أو بوذياً، قالت، وهي التي تشرف على مسارح للأطفال: «عندما أقدم مسرحية للأولاد، أقول إنّ الأجيال تتناقلها، وكل جيل قد يصورها بطريقة مختلفة».
من جهتها، تفيد هانا كيم مصممة المسرحية، (أميركية من أصل صيني)، بأنّها وجدت «تنوعا» في المسرحية، جعلها تبحث عن أزياء وإكسسوارات من الصين ومن دول إسلامية مختلفة. أمّا أندريا مور، التي اشتركت في تصميم المسرحية، فقد كُلّفت بالعثور على «مصباح سحري»، فوجدت واحداً في موقع «إي باي» وابتاعته. كما استطاعت الحصول من الموقع نفسه، على ملابس فضفاضة للرجال وللنساء بألوان متنوعة لمهاجرين من كازاخستان. ولمور أيضاً نظريتها الخاصة بها، فهي ترى أنّ «علاء الدين» عاش في مدينة بخارى في كازاخستان. كما لدى كيم نظرية تقول إنّه عاش في شمال الصين.
حسب أول ترجمة كاملة لحكايات «ألف ليلة وليلة» في القرن الرابع عشر الميلادي، التي ظهرت باللغة الفرنسية سنة 1704 على يد المستشرق أنطوان غالان، فهناك أحداث تاريخية تؤكّد بأنّه تلقّى بالإضافة إلى عمله على ترجمة الموسوعة، أيضاً حكايات وقصصاً من خلال المشافهة، عن راوٍ في مدينة حلب يدعى حنا دياب، وفق ما روى غالان نفسه في مذكراته. وحسب البريطاني جون باين، مؤلف كتاب «علاء الدين والمصباح السحري» في لندن عام 1901 الذي قدّم تفاصيل عن لقاء غالان مع دياب في مكتبة فرنسا الوطنية متحدثاً عن اكتشاف مخطوطتين من المخطوطات العربية تحتويا على حكاية علاء الدين، إحداهما مكتوبة من قبل قس سوري كان يعيش في باريس يدعى ديونيسيوس شاويش واسمه المستعار دوم دينيس تشافيز.
وقبل 10 أعوام، نشر حسين هداوي من العراق، ترجمته الصادرة في جزأين، يضم الجزء الأول 270 حكاية، أمّا الثاني فيشتمل على قصص مثل (السندباد، وعلاء الدين)، وبعد ترجمته رأى أنّ تحديد الشخصية معقد جداً، فالجمل الأولى في الرواية القديمة تُظهر أنّ علاء الدين صيني، لكن لا وجود لأي معالم صينية في بقية القصة، ولا وجود أيضاً لمعالم عربية أو فارسية أو إسلامية، كما لا توجد أي معالم تدل على البوذية أو الكونفوشيوسية، أو إشارة إلى ثقافة وتراث «هان» الصينية العريقة.
وفي عام 1929 أنتجت هوليوود فيلم «مغامرات الأمير أحمد»، اعتماداً على قصة «علاء الدين»، بيد أنّه جاء مع نكهة أميركية. ومرّة أخرى، حاولت هوليوود في عام 1962 أمركة القصة، في فيلم «البطة دونالد في كهف علاء الدين».
وبدأت استوديوهات والت ديزني عام 1992، إنتاج فيلم رسوم متحركة أميركي باسم «علاء الدين»، من إصدار «أفلام والت ديزني»، الذي بقي أفضل وأكمل أفلام «علاء الدين». ومنه انتشرت أسماء «ياسمين» و«جعفر» و«أبو علي». ونقلت «ديزني» حوادث الفيلم من الصين إلى «عقربة»، مدينة عربية خيالية. وبذلك، أعادت القصة إلى المكان الذي أشار إليه المستشرقون الأوائل.
مسارح واشنطن تراقص «علاء الدين» بنسخة صينية
عروض تهدف إلى عثور الإنسان على هويته وتشجيع التنوع
مسارح واشنطن تراقص «علاء الدين» بنسخة صينية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة