رصد 1500 شخص في «تمويل الإرهاب» بروسيا

موسكو وآسيا الوسطى تتصديان لمصادر التمويل

رصد 1500 شخص في «تمويل الإرهاب» بروسيا
TT

رصد 1500 شخص في «تمويل الإرهاب» بروسيا

رصد 1500 شخص في «تمويل الإرهاب» بروسيا

تضع روسيا مهمة تجفيف مصادر تمويل المجموعات الإرهابية على رأس أولويات وسائلها وآلياتها في التصدي للإرهاب بشكل عامّ، وتقوم بمراقبة شديدة بالتعاون مع الجمهوريات الأخرى في رابطة الدول المستقلة لضبط تلك المصادر على أراضيها. في هذا السياق أعلنت الهيئة الروسية لرصد المعلومات «روس إينفو مونيتورينغ»، أنها تمكنت خلال عام 2016، بالتعاون مع شركائها في بلدان رابطة الدول المستقلة من رصد نحو 1500 شخص لهم ضلوع في تمويل الإرهاب. وقال نائب مدير الهيئة، بافيل ليفادني، في كلمة أمام «مجلس الاتحاد» (الغرفة العليا للبرلمان الروسي)، يوم أمس: «نطور الآن بنشاط ما يسمى بعملية باريير (حاجز) للتصدي لتمويل الإرهاب، بما في ذلك سوق الشرق الأوسط»، مؤكداً: «لدينا نتائج مهمة هنا. تسنى لنا خلال العام الماضي رصد نحو 1500 شخص لهم ضلوع في تمويل الإرهاب، وذلك ليس في إطار روسيا الاتحادية فحسب، وإنما أيضاً وفي رابطة الدول المستقلة». ويذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أصدر في عام 2015 مرسوماً لتشكيل لجنة بين الوزارات لمكافحة تمويل الإرهاب وتجميد أرصدة أشخاص يشتبه في ضلوعهم في الإرهاب.
وفي عام 2015، اتخذ البنك المركزي الروسي قراراً يطالب المصارف الروسية بالتحقق من هوية الزبون خلال قيامه بعمليات مصرفية، بما في ذلك بيع أو شراء عملة صعبة بمبلغ يزيد عن 15 ألف روبل روسي. وبموجب هذا القرار يجب على الزبون إبراز إثبات الشخصية (جواز السفر) وعنوان إقامته ورقم هاتفه، وأن يدوِّن مجموعة أخرى من المعلومات الشخصية وربما المالية، بناء على طلب موظف البنك، في استمارة خاصة. ويقول البنك المركزي إن الهدف من هذا القرار الجديد هو مكافحة تبييض الأموال ومراقبة حركة الأموال المتأتية من مصادر إجرامية، ولمكافحة تمويل الإرهاب.
وبشكل عام تتعامل روسية بحزم مع أي شبهات بتمويل الإرهاب، ومثال على ذلك الحكم الذي أصدرته المحكمة الروسية العليا أخيراً بحق المواطن المقيم في موسكو نصر الدين مورادوف، في قضية بتهمة «تمويل الإرهاب»، وذلك لأنه كان قد أرسل إلى شخص في سوريا مبلغ 3 آلاف روبل روسي، أي ما يعادل 50 دولاراً أميركياً تقريباً. وقالت وكالة «ريا نوفوستي» إن نصر الدين، المقيم في موسكو، كان قد واجه اتهامات بتمويل تنظيم داعش الإرهابي، ووفق ما جاء في ملف القضية، فقد قام المتهم بتحويل مبلغ 3 آلاف روبل روسي، من بطاقته المصرفية إلى شخص يدعى «ماغبودوف»، لتمويل مشاركته في «نشاط المجموعات المسلحة على الأراضي السورية، وتقف ضد المصالح الروسية».
وبناءً عليه أصدرت محكمة مديرية موسكو العسكرية في نهاية يناير (كانون الثاني) حكماً على نصر الدين البالغ من العمر 25 عاماً، بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف السنة. وأمس، قرَّرَت المحكمة العليا في روسيا «الإبقاء وعدم تغيير قرار المحكمة العسكرية في موسكو الصادر بتاريخ 30 يناير 2017»، بحق المتهم نصر الدين، مما يعني أنها رفضت طلب الطعن بالقرار.
ولا يختلف الأمر بالنسبة لحلفاء روسيا في رابطة الدول المستقلة، لا سيما جمهوريات آسيا الوسطى، حيث لا يقتصر نشاط التصدي للإرهاب على العمليات الأمنية، بل ويشمل كذلك الكشف عن مصادر تمويل المنظمات الإرهابية. وأخيراً أعلنت هيئة الأمن الوطني في جمهورية قرغيزستان، في آسيا الوسطى، عن توقيف مجموعة تمارس نشاطات في مجال العملة المزورة، ونقلها وبيعها، بهدف تسخير الموارد المالية التي تحصل عليها لتمويل الإرهاب.
وقال المكتب الصحافي في هيئة الأمن الوطني في قرغيزستان السوفياتية سابقاً، إن عناصر الأمن مواطنين اثنين، عُثر بحوزتهما على مبلغ قدره 56 ألف دولار أميركي، كلها عملة مزورة. ونتيجة عمليات التحقيق والبحث الجنائي اتضح أن مصدر ذلك المبلغ من الدولارات المزورة هو تركيا، ويرجح أنه تم إعدادها هناك. وتشير المعلومات إلى أن المواطنين القرغيزيين منصور سوفانوف من مواليد عام 1970، وإلياس صابيروف من مواليد عام 1978، المقيمين حالياً في تركيا، ضالعان في إعداد تلك العملة المزورة، ونقل المبلغ إلى قرغيزيا، بهدف بيعه، ومن ثم نقله إلى دولة ثالثة. وحسب الأمن القرغيزي فإن إلياس صابيروف مدرج على قائمة المطلوبين دولياً عبر الإنتربول، بتهمة المساهمة بتنظيم العملية الإرهابية التي استهدفت السفارة الصينية في العاصمة القرغيزية بشكيك، في الثلاثين من أغسطس (آب) عام 2016.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».