نشر عدد من ذوي الإعاقة طاقة إيجابية بين حضور ملتقى «شارك قدرة»، الذي نظمته مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية»، مساء أول من أمس، بمدينة الرياض، إذ استعرضوا تجاربهم المميزة في التغلب على تحديات الإعاقة، وتحدثوا بأساليب تحفيزية عمّا واجههم من مواقف كانت بدايتها محزنة، إلا أنها زادت من إصرار بعضهم، وأدت ببعضهم إلى تحويل التحديات إلى مشاريع ناجحة.
ووفّرت «مسك الخيرية» على أرض الملتقى مسارات خاصة بالمكفوفين، كما وفّرت نسخة مطبوعة بلغة «برايل»، مع تخصيص منطقة للضيوف ذوي الإعاقة الحركية.
وفي الفقرة الأولى، قالت أبرار السبر، الحائزة على المركز الأول في مسابقة عظماء لذوي الإعاقة: «ما دامت الأحلام مشروعة، فتحقيقها ممكن بالعزيمة والإصرار».
وأضافت أبرار، التي تعاني من «متلازمة بهجت»، أنها تأثرت نفسياً بأفكار سلبية بسبب إصابتها بهذا النوع من الإعاقة، إلا أنها تفوقت على ذلك خطوة بخطوة، وتناست الأفكار السلبية، وأخذت في التركيز على طموحها، حيث بدأت دورات تدريبية في مجال الكتابة، ومن ثم تحرير الأخبار، حتى أصبحت إعلامية وكاتبة في صحيفة «إنماء».
وأشارت إلى أنها عزمت على المشاركة في مسابقات، وهو ما تكلل بالنجاح في عدد من المسابقات، مختتمة بقولها: «نحن محظوظون بوطن منحنا الكثير، ويتطلب منا الكثير».
عقب ذلك، قال خالد مدخلي، الإعلامي السعودي المذيع في قناة العربية، الذي يعاني من إعاقة حركية، إن سبب إعاقته يعود إلى خطأ طبي، عندما كان عمره سنة واحدة، لكن الإعاقة لم تؤثر عليه نفسياً أثناء مراحل الدراسة، إذ كان يلقى الدعم من أسرته، ويمارس حياته بشكل طبيعي، حتى أنه كان متفوقاً دراسياً، ويمارس رياضة كرة القدم، إضافة إلى مشاركته في تقديم عدد من المناسبات المدرسية والاجتماعية.
ولفت مدخلي إلى أن المعاناة الحقيقية بدأت معه بعد تخرجه من الجامعة من قسم اللغة العربية، إذ لم يكن يقبل في الوظائف التي يتقدم إليها بسبب عبارة «غير لائق»، إلى أن جاء يوم استقبل فيه اتصالاً من وزارة الثقافة والإعلام يطلبونه للمقابلة الشخصية، حيث أجرى المقابلة الشخصية وتجاوزها بجدارة، وتم توظيفه مذيعاً عام 2001، ومنها تدرج في العمل الإعلامي في عدد من البرامج حتى تأسيس قناة الإخبارية، ليكون أحد أفراد الطاقم الذين وضعوا اللبنة الأولى لها.
وعن عمله في قناة العربية، قال: «أفتخر بأنني ضمن طاقم قناة العربية، القناة الأولى في العالم العربي، وأشكر جميع العاملين في العربية، والبيئة العملية التي أعمل بها، كما أفتخر بأنني شاب سعودي من ذوي الاحتياجات الخاصة تغلب على جميع العقبات... اليوم أختم بنصيحة: إن كل إنسان يجب أن يضع هدفاً في حياته، ولا يلتفت لأحد».
أما محمد سعد، وهو كفيف ومدرب لفاقدي البصر ومصور فوتوغرافي وناشط في المجال الاجتماعي، فبدأ حديثه باستعراض عدد من المهارات لتجاهل الأصوات المثبطة، مؤكداً أنه في حال التعلم من النقاط السلبية، ستكون بلا شك نقاطاً إيجابية.
وقال إنه أنشأ حساباً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وكان ناشطاً في نشر الطاقة الإيجابية، وذكر ما يواجهه من مواقف، وكيفية التغلب عليها، إلا أن البعض تعمد الإساءة إليه بحجة أنه لا يوجد لديه إعاقة، مما أدى إلى إقفال حسابه، مضيفاً: «لكن عدت من جديد عبر حساب في (يوتيوب) أنشر فيه مقاطع فيديو، ورغم ملاحقة البعض لي بتهمة أنني مبصر وأدعي الإعاقة، فإنني نجحت وساعدني ظهوري في وسائل الإعلام على التغلب على هذه المعضلة، حتى أصبحت أقدم دورات للمكفوفين».
وفي الجلسة الحوارية، تحدث كل من هايدي العسكري المدير العام لبرنامج توافق في صندوق تنمية الموارد البشرية، وخالد الهاجري نائب رئيس مجلس إدارة جمعية جسد لدعم أسر ذوي الإعاقة، والدكتور وجدي وزان عضو هيئة التدريس بقسم الهندسة الصناعية والمشرف على مركز ذوي الاحتياجات الخاصة، وأحمد الفهيد خبير ومدرب معتمد للغة الإشارة وناشط في حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث سلطوا الضوء على حقوق ذوي الإعاقة وواقعهم في سوق العمل، من حيث التوظيف وبيئة العمل.
وفي هذه الجلسة التي أدارها يحيى الزهراني الناشط في حقوق المعاقين والمذيع السابق في قناة الإخبارية، جرى استعراض سيناريوهات عدة حول تعليم ذوي الإعاقة، وتمكينهم في سوق العمل، ودور المؤسسات في المجتمع لتحقيق تطلعات ذوي الإعاقة، من حيث التأهيل والتوظيف.
كما ناقشت الجلسة الجهود الحكومية في تأمين بيئة عمل مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، وما تتضمنه من سن إجراءات لضمان حقوقهم، بدءًا من التوظيف إلى التقاعد، وما يتطلبه ذلك من تحسينات وتطوير في هذه الجهود لمواكبة تطلعات حكومة المملكة العربية السعودية نحو بناء الإنسان.
وتضمنت الجلسة مطالب بأهمية زيادة البرامج التوعوية والتثقيفية تجاه حقوق واحتياجات ذوي الإعاقة في منشآت القطاع الخاص، والتعامل معهم بالطرق السليمة.
وفي الفقرة الختامية، تحدث فايز المالكي، الممثل السعودي، عن قصص لذوي الإعاقة، سواء كانت إعاقة طبيعية أو إعاقة بسبب حوادث، مشيراً إلى أن عدداً منهم أصبحوا نبراساً في العمل الخيري، ونشر الطاقة الإيجابية، وتعزيز روح الأمل والطموح لدى الآخرين من ذوي الإعاقة.
واستدعى الملكي الشاب نواف البقمي الذي يعاني من إعاقة حركية، مستعرضاً معه صورة قديمة تجمعه به، عندما كان عمر نواف 6 سنوات. بعد ذلك، بدأ نواف في سرد قصته مع الطموح والإصرار حتى أصبح اليوم مصوراً فوتوغرافياً محترفاً، يتعاقد مع جهات إعلامية عدة، كما حل الشاب ماجد العتيبي أيضاً ضيفاً على المنصة، وهو الآخر يعاني من إعاقة حركية بسبب حادث سير. وبحديثه عن قصته مع الحادث، شد انتباه الحضور، وأطلق عدداً من الرسائل التي خاطبت قلوب الحضور قبل عقولهم، عن أهمية القيادة المروية السليمة، مستشهداً بما آل إليه حاله بسبب حادث مروري، حيث تم بتر رجليه، ولكنه مع الإصرار أصبح يمشي على أطراف صناعية.
7:57 دقيقة
سعوديون يلهمون ملتقى «شارك قدرة» بتجاربهم مع الإعاقة
https://aawsat.com/home/article/882116/%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%84%D9%87%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%89-%C2%AB%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%A9%C2%BB-%D8%A8%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D9%87%D9%85-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D9%82%D8%A9
سعوديون يلهمون ملتقى «شارك قدرة» بتجاربهم مع الإعاقة
نظمته «مسك الخيرية» لتسليط الضوء على إبداعاتهم ودورهم في المجتمع
سعوديون يلهمون ملتقى «شارك قدرة» بتجاربهم مع الإعاقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة