نيجيرفان بارزاني: الانتخابات ستغير الخريطة السياسية في العراق

شكاوى من استمرار الدعاية الانتخابية في كردستان بعد انتهاء مهلتها

ناخب يرافق والدته إلى مركز اقتراع في السليمانية أمس (أ.ف.ب)
ناخب يرافق والدته إلى مركز اقتراع في السليمانية أمس (أ.ف.ب)
TT

نيجيرفان بارزاني: الانتخابات ستغير الخريطة السياسية في العراق

ناخب يرافق والدته إلى مركز اقتراع في السليمانية أمس (أ.ف.ب)
ناخب يرافق والدته إلى مركز اقتراع في السليمانية أمس (أ.ف.ب)

فتحت مراكز ومحطات الاقتراع في مدن ومحافظات إقليم كردستان العراق في الساعة السابعة من صباح أمس أمام مليونين و785 ألف ناخب في الإقليم في اقتراعين الأول، لانتخاب ممثليهم في البرلمان العراقي، والثاني لاختيار أعضاء مجالس محافظات الإقليم.
وكان نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة الإقليم، أول المصوتين في الإقليم، إذ وصل إلى مركز التصويت الخاص به في حي كوران بأربيل قبل الساعة السابعة بعشر دقائق ومن دون زوجته، بخلاف الانتخابات السابقة.
وبعد إدلائه بصوته، تحدث نيجيرفان بارزاني لوسائل الإعلام، مؤكدا على أهمية العمليتين الانتخابيتين للإقليم. وبالنسبة لانتخابات البرلمان العراقي، قال بارزاني إنها «ستغير الخريطة السياسية في العراق». وأعرب بارزاني عن سعادته لظهور مقطع فيديو يظهر فيه الرئيس العراقي جلال طالباني وهو يصوت في برلين، مشيرا إلى أن غياب طالباني «أحدث فراغا سياسيا كبيرا على مستوى العراق والإقليم». وتوقع بارزاني أن يكون تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة صعبا للغاية، وقال ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بهذا الشأن إن «جهود تشكيل الحكومة في كردستان لاقت حتى الآن صعوبة كبيرة فلا بد أن تكون جهود تشكيل الحكومة الاتحادية أصعب بكثير».
وكان مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، يرافقه نجله مسرور بارزاني مستشار الأمن القومي في الإقليم قد أدليا بصوتيهما في مصيف صلاح الدين في أربيل، من دون الإدلاء بأي تصريحات.
وفي السليمانية حيث يدلي أغلب قياديي حركة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفى والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس طالباني بأصواتهم، أكد الرئيس الجديد لبرلمان الإقليم من حركة التغيير، يوسف محمد، أن أصوات مواطني الإقليم قوية ومؤثرة ويجب أن يمارس جميع المواطنين في الإقليم حقهم القانوني والدستوري. وفي السليمانية أيضا، وصف كوسرت رسول علي، نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس إقليم كردستان، اقتراع أمس باليوم التاريخي. أما هيرو إبراهيم أحمد، عقيلة الرئيس طالباني، قد أدلت بصوتها في أحد مراكز الاقتراع في كركوك.
وكما في الانتخابات السابقة لاختيار أعضاء برلمان الإقليم في سبتمبر (أيلول) الماضي، أدى بطء جهاز الختم والبصمة الإلكتروني إلى عرقلة عملية التصويت في الكثير من المراكز. وقال مسؤول مكتب أربيل للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية، هندرين محمد صالح، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه «شخصيا والمفوضية بذلوا كل ما في وسعهم للتخلص من هذه المشكلة».
من جهة أخرى، اتهم الكثير من مراقبي الانتخابات وقياديون في أحزاب كردستانية الحزب الديمقراطي الكردستاني والأحزاب المتنفذة في أربيل والسليمانية بالاستمرار في الدعاية الانتخابية أمس. وقال القيادي في الجماعة الإسلامية شوان رابر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الكثير من أفراد قوات الشرطة والبيشمركة صوتوا مرتين أثناء التصويت الخاص والعام والكثير منهم كانوا يحملون بطاقتين إلكترونيتين». وأضاف رابر أن «حرية التنقل بين المحافظات بحجة التصويت أدت إلى اقتراع الكثير من أفراد الشرطة والبيشمركة بأصواتهم مرتين في محافظتين مختلفتين وبأسماء مختلفة، بالإضافة إلى استمرار التصويت ببطاقات متوفين لم تحذف أسماؤهم من سجلات الناخبين».
وأقر رئيس شبكة «شمس» لمراقبة الانتخابات التي منعت من مراقبة الانتخابات من قبل المفوضية العليا للانتخابات باستمرار الدعاية الانتخابية في بعض المراكز، لكنه أكد في نفس الوقت أن المسألة «ليست بالحجم الذي يتحدثون عنه في القنوات الإعلامية». وأوضح هوكر جتو لـ«الشرق الأوسط»، أن شبكته وبسبب منعها من المراقبة اعتمدت على مصوتين مراقبين وبشكل طوعي زودوها بتقارير متعلقة بعملية التصويت. وكانت مراكز للتصويت في ضواحي السليمانية وكركوك قد شهدت الكثير من المشكلات والمشاحنات بين مؤيدي القوائم الانتخابية المتنافسة وحتى مع بعض أفراد الشرطة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.