برقصات وأهازيج شعبية أفغانية ضجّت بها أروقة مركز الملك فهد الثقافي، أول من أمس، في العاصمة السعودية الرياض، دشن الدكتور نصير أحمد أنديشة، نائب وزير خارجية أفغانستان، فعاليات «المعرض الثقافي التراثي الأفغاني - طريق الحرير».
واحتشد جمع غفير من عشّاق التراث ومحبي التاريخ والثقافة في مركز الملك فهد الثقافي، للتعرّف على القطع الأثرية والتحف الأفغانية النادرة، في المعرض الذي ستستمر فعالياته حتى نهاية اليوم.
وبهذه المناسبة، خاطب نائب وزير الخارجية الأفغاني، الحضور، مؤكدا متانة العلاقات بين الرياض وكابل، والاهتمام المتبادل من قبل قيادتي البلدين، مسلطاً الضوء على العلاقات التاريخية والزيارات النادرة لملوك ورؤساء البلدين في سبعينات القرن الماضي، مستحضراً البعد الحضاري والإنساني لبلاده، ومساهمتها في صناعة التاريخ الإسلامي.
ونوّه بحجم السعودية وأهميتها السياسية والاقتصادية والتاريخية والدينية والرمزية للعالمين العربي والإسلامي، وفضلها على بلاده في أكثر من جانب، مؤكدا المضي قدما في تعزيز العمل المشترك بين الرياض وكابل على الأوجه والمجالات كافة، لا سيما التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وبيّن أن المعرض عبارة عن تواصل بين شعبي السعودية وأفغانستان، ويعكس تقاربا ثقافيا وحضاريا وتراثيا وإسلاميا كبيرا جدا، وتواصلا شعبويا وإعلاميا واجتماعيا وإنسانيا.
إلى ذلك، أوضح سيد جلال كريم، سفير أفغانستان لدى السعودية، أن بلاده تقيم المعرض الثقافي الحضاري التراثي في الرياض لأول مرة، لافتاً إلى أن كل الجهات المعنية، قدمت تسهيلات لإقامة هذا المعرض بالصورة التي خرج بها، مشيرا إلى تاريخ العلاقات السعودية – الأفغانية، وزيارة الملك فيصل لبلاده، وما تركته من أثر كبير على علاقات البلدين.
وأوضح أن السعودية وقفت إلى جانب بلاده في محنتها، وأسهمت بشكل كبير في إعمارها وتعزيز الاستقرار السياسي والأمني فيها، مشيرا إلى أن لأفغانستان تاريخا مشرّفا في مسيرة العمل والدعوة والانتشار الإسلامي، إلى جانب مساهمتها في مختلف المجالات العلمية والفقهية والطب والعلوم والفلك وغير ذلك.
وأكد أن هذا المعرض رسالة بأن أفغانستان قادرة على تجاوز التحديات ومحاربة الإرهاب وهي لا تألو جهداً في استتباب الأمن والاستقرار السياسي، ولن تدع الإرهابيين يحرمونها من محاكاة تاريخها وعرض فنها وتراثها الإسلامي والحضاري لشعوب العالم الذي يحب لها الخير، ويعكس المعرض صمودها ومضيها قدما في سبيل البناء والتعمير والتنمية بلا توقف.
ويحتوي المعرض الذي حضره سفراء ودعاة سعوديون، من بينهم عائض القرني، وسلمان العودة، على عدد كبير من عينات من الأحجار الكريمة والسجاد الأفغاني والزعفران والمنتجات الغذائية والشعبية والمنسوجات اليدوية، إضافة إلى بعض المؤلفات والكتب الأفغانية القديمة، حيث شارك أكثر من 56 مسؤولا ومعنيا بالثقافة والتراث في أفغانستان بهذه المناسبة.
وقدّم المعرض للزوار، أبعاد حضارة بلادهم ومساهمتها في صناعة التاريخ، وعرض مكنوزاتها من القطع الأثرية والتحف النادرة، حيث جاءت الفكرة الأساسية من المعرض الثقافي التراثي الأفغاني، طريق الحرير، بهدف إلقاء الضوء على الثقافة والفن والتراث الإسلامي الأفغاني، ومساهمة العلماء الأفغان في صناعة التاريخ ولمساتهم في التاريخ الإسلامي، للشعب السعودي والمنطقة.
واطلع الزوار على موجودات وقطع تراثية أفغانية تحمل بصمات إسلامية وثقافية وحضارية ضاربة في جذور التاريخ. ويشمل المعرض فعاليات تتناول جوانب تراثية للتعريف بأفغانستان، بلدا وثقافة وتراثا وشعبا، حيث يضم المعرض عددا من التحف النادرة في مجال الفن الإسلامي والفن الأفغاني، من داخل المملكة ومن داخل أفغانستان.
وشارك في المعرض كل من ولاية غزني عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2013، وولاية فراه وهي معروفة بثقافتها وتاريخها العريق، وولاية بلخ، المعروفة بعمق تاريخها وثقافتها وحضارتها.
ويشهد المعرض محاضرة عن تاريخ غزني والسلطان محمود غزنوي، تستعرض حضورها وتاريخها وتراثها وآثارها التي تركتها حتى الآن على الصعد كافة.
تقارب شعبي سعودي ـ أفغاني عبر معرض بالرياض
كابل تقدم تراثها على وقع الأهازيج الشعبية
تقارب شعبي سعودي ـ أفغاني عبر معرض بالرياض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة