تقارب شعبي سعودي ـ أفغاني عبر معرض بالرياض

كابل تقدم تراثها على وقع الأهازيج الشعبية

من فعاليات المعرض الثقافي التراثي الأفغاني (تصوير: حميد الحازمي)
من فعاليات المعرض الثقافي التراثي الأفغاني (تصوير: حميد الحازمي)
TT

تقارب شعبي سعودي ـ أفغاني عبر معرض بالرياض

من فعاليات المعرض الثقافي التراثي الأفغاني (تصوير: حميد الحازمي)
من فعاليات المعرض الثقافي التراثي الأفغاني (تصوير: حميد الحازمي)

برقصات وأهازيج شعبية أفغانية ضجّت بها أروقة مركز الملك فهد الثقافي، أول من أمس، في العاصمة السعودية الرياض، دشن الدكتور نصير أحمد أنديشة، نائب وزير خارجية أفغانستان، فعاليات «المعرض الثقافي التراثي الأفغاني - طريق الحرير».
واحتشد جمع غفير من عشّاق التراث ومحبي التاريخ والثقافة في مركز الملك فهد الثقافي، للتعرّف على القطع الأثرية والتحف الأفغانية النادرة، في المعرض الذي ستستمر فعالياته حتى نهاية اليوم.
وبهذه المناسبة، خاطب نائب وزير الخارجية الأفغاني، الحضور، مؤكدا متانة العلاقات بين الرياض وكابل، والاهتمام المتبادل من قبل قيادتي البلدين، مسلطاً الضوء على العلاقات التاريخية والزيارات النادرة لملوك ورؤساء البلدين في سبعينات القرن الماضي، مستحضراً البعد الحضاري والإنساني لبلاده، ومساهمتها في صناعة التاريخ الإسلامي.
ونوّه بحجم السعودية وأهميتها السياسية والاقتصادية والتاريخية والدينية والرمزية للعالمين العربي والإسلامي، وفضلها على بلاده في أكثر من جانب، مؤكدا المضي قدما في تعزيز العمل المشترك بين الرياض وكابل على الأوجه والمجالات كافة، لا سيما التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وبيّن أن المعرض عبارة عن تواصل بين شعبي السعودية وأفغانستان، ويعكس تقاربا ثقافيا وحضاريا وتراثيا وإسلاميا كبيرا جدا، وتواصلا شعبويا وإعلاميا واجتماعيا وإنسانيا.
إلى ذلك، أوضح سيد جلال كريم، سفير أفغانستان لدى السعودية، أن بلاده تقيم المعرض الثقافي الحضاري التراثي في الرياض لأول مرة، لافتاً إلى أن كل الجهات المعنية، قدمت تسهيلات لإقامة هذا المعرض بالصورة التي خرج بها، مشيرا إلى تاريخ العلاقات السعودية – الأفغانية، وزيارة الملك فيصل لبلاده، وما تركته من أثر كبير على علاقات البلدين.
وأوضح أن السعودية وقفت إلى جانب بلاده في محنتها، وأسهمت بشكل كبير في إعمارها وتعزيز الاستقرار السياسي والأمني فيها، مشيرا إلى أن لأفغانستان تاريخا مشرّفا في مسيرة العمل والدعوة والانتشار الإسلامي، إلى جانب مساهمتها في مختلف المجالات العلمية والفقهية والطب والعلوم والفلك وغير ذلك.
وأكد أن هذا المعرض رسالة بأن أفغانستان قادرة على تجاوز التحديات ومحاربة الإرهاب وهي لا تألو جهداً في استتباب الأمن والاستقرار السياسي، ولن تدع الإرهابيين يحرمونها من محاكاة تاريخها وعرض فنها وتراثها الإسلامي والحضاري لشعوب العالم الذي يحب لها الخير، ويعكس المعرض صمودها ومضيها قدما في سبيل البناء والتعمير والتنمية بلا توقف.
ويحتوي المعرض الذي حضره سفراء ودعاة سعوديون، من بينهم عائض القرني، وسلمان العودة، على عدد كبير من عينات من الأحجار الكريمة والسجاد الأفغاني والزعفران والمنتجات الغذائية والشعبية والمنسوجات اليدوية، إضافة إلى بعض المؤلفات والكتب الأفغانية القديمة، حيث شارك أكثر من 56 مسؤولا ومعنيا بالثقافة والتراث في أفغانستان بهذه المناسبة.
وقدّم المعرض للزوار، أبعاد حضارة بلادهم ومساهمتها في صناعة التاريخ، وعرض مكنوزاتها من القطع الأثرية والتحف النادرة، حيث جاءت الفكرة الأساسية من المعرض الثقافي التراثي الأفغاني، طريق الحرير، بهدف إلقاء الضوء على الثقافة والفن والتراث الإسلامي الأفغاني، ومساهمة العلماء الأفغان في صناعة التاريخ ولمساتهم في التاريخ الإسلامي، للشعب السعودي والمنطقة.
واطلع الزوار على موجودات وقطع تراثية أفغانية تحمل بصمات إسلامية وثقافية وحضارية ضاربة في جذور التاريخ. ويشمل المعرض فعاليات تتناول جوانب تراثية للتعريف بأفغانستان، بلدا وثقافة وتراثا وشعبا، حيث يضم المعرض عددا من التحف النادرة في مجال الفن الإسلامي والفن الأفغاني، من داخل المملكة ومن داخل أفغانستان.
وشارك في المعرض كل من ولاية غزني عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2013، وولاية فراه وهي معروفة بثقافتها وتاريخها العريق، وولاية بلخ، المعروفة بعمق تاريخها وثقافتها وحضارتها.
ويشهد المعرض محاضرة عن تاريخ غزني والسلطان محمود غزنوي، تستعرض حضورها وتاريخها وتراثها وآثارها التي تركتها حتى الآن على الصعد كافة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.