تمسك عربي بحل الدولتين

بعد التأكيد على أن الطروحات الأخرى لها تداعيات خطيرة

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال  لقائه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في لندن (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في لندن (أ.ف.ب)
TT

تمسك عربي بحل الدولتين

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال  لقائه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في لندن (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في لندن (أ.ف.ب)

لا يزال احتمال تخلي ادارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب عن حل الدولتين بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، يلقى الكثير من ردود الفعل المنددة والشاجبة، والداعية الى التمسك بهذا الخيار واستئناف عملية السلام وفقه، خصوصاً أن الطروحات الأخرى تعني العودة الى الصفر وسيكون لها تداعيات خطيرة.
وفي هذا السياق، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في لندن، أن أية طروحات لا تستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية المعتمدة، ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عنه، تأكيده على ضرورة تكثيف الجهود لتحريك عملية السلام بما يفضي لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا إلى حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع.
وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال اجتماعه في القاهرة مع المبعوث الروسي إلى المنطقة ميخائيل بوغدانوف، أنه لا جدوى من محاولة الالتفاف حول حل الدولتين. مضيفا أن "حل الدولتين هو الخيار الوحيد الذي ترضى به الدول العربية، لحل أزمة الصراع العربي - الإسرائيلي".
وتأتي تصريحات العاهل الأردني وأبو الغيط بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة الى واشنطن، ولقائه الرئيس الاميركي دونالد ترمب، الذي أكد أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ملمحاً أيضاً الى حل الدولة الواحدة.
وعلى الرغم من تأكيد الإدارة الأميركية تمسكها بالسلام بغض النظر عن طريقة تحقيقه، إلا أن ترمب كسر منذ وصوله الى البيت الأبيض الكثير من الخطوط الحمر في عملية السلام المنطلقة قبل أكثر من عقدين. واضافة الى اعلان عدم التمسك بحل الدولتين، أعلن ترمب سابقاً أنه يفكر جدياً بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وهو ما يعني اعترافاً بالمدينة المتنازع عليها عاصمة للكيان الإسرائيلي.
وفي سياق السياسات أيضاً التي يمكن وضعها في خانة تطويق السلطة الفلسطينة، كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، اليوم (الاربعاء)، أن أعضاء في الكونغرس الأميركي قدموا مشروع قانون لوقف تمويل السلطة الفلسطينية، بمبادرة من النائب ليندزي غراهام.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.