البرلمان الصومالي يمنح الثقة لرئيس الوزراء الجديد

قال إن حكومته ستعمل على إيصال المساعدات العاجلة إلى المتضررين من الجفاف

البرلمان الصومالي يمنح الثقة لرئيس الوزراء الجديد
TT

البرلمان الصومالي يمنح الثقة لرئيس الوزراء الجديد

البرلمان الصومالي يمنح الثقة لرئيس الوزراء الجديد

صوت مجلس الشعب الصومالي (الغرفة الثانية من البرلمان) بأغلبية ساحقة لصالح منح الثقة لرئيس الوزراء الصومالي الجديد حسن خيري، الذي كلفه الرئيس محمد عبد الله فرماجو بتأليف الحكومة في 23 من الشهر الماضي.
وصوت البرلمان بالإجماع (231 نائبا) لصالح خيري، وهي سابقة في تاريخ البرلمان الصومالي، حيث لم يحصل أي من رؤساء الوزراء السابقين على هذه النسبة العالية من الأصوات.
ويتكون مجلس الشعب الصومالي (الغرفة الثانية للبرلمان) من 275 عضوا، وهو الذي يصوت على منح الثقة لرئيس الوزراء، وكذلك الحكومة بعد تشكيلها. أما الغرفة الثانية (مجلس الأعيان) فتشارك في انتخاب رئيس الدولة وسن القوانين حسب الدستور الصومالي.
وفي خطاب للرئيس الصومالي محمد فرماجو أمام البرلمان قبل إجراء التصويت، قال إنه «اختار السيد حسن خيري للمنصب كونه يتمتع بالخبرة اللازمة والمؤهلات المطلوبة للشخص الذي سيقود الحكومة في المرحلة المقبلة»، وطلب من النواب منح الثقة له ليستطيع أداء مهامه وأولها تأليف المجلس الوزاري.
وألقى رئيس الوزراء الجديد خطابا أمام البرلمان، تحدث فيه عن ملامح برنامج حكومته المرتقبة، وقال إنه سيعطي الأمن وتحسين قدرات الأجهزة الأمنية، وكذلك محاربة الفساد أولوية قصوى، لأن هذه المجالات هي الأكثر إلحاحا في هذه الفترة.
وتحدث رئيس الوزراء الجديد عن حالة الجفاف التي تجتاح البلاد والمخاوف من حدوث مجاعة، تشبه تلك التي حدثت عامي 2010 و2011، وقال إن حكومته ستعمل على تحقيق مهمتين في وقت واحد: الأولى إيصال المساعدات العاجلة إلى المتضررين من الجفاف، والثانية مواجهة حالة الجفاف، خلال وضع برنامج طويل الأجل لتمكين المتأثرين من الجفاف من التعافي وممارسة حياتهم بشكل طبيعي، دون الحاجة إلى الاعتماد على المساعدات الغذائية.
وقال رئيس الوزراء الصومالي الجديد إنه سيشكل حكومة متوازنة، وسيختار أعضاء وزارته على أساس الكفاءة والنزاهة بغض النظر عن الاعتبارات الأخرى.
ويقوم اقتسام السلطة في الصومال على نظام المحاصصة القبلية، الذي يصنف القبائل الصومالية إلى خمس مجموعات تتقاسم المقاعد البرلمانية والوزارية، وكذلك المناصب العليا الثلاثة (رئاسة الدولة ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة) بشكل متوازن. وهذا النظام هو المعتمد والمعمول به دستوريا منذ عام 2000. ومن المقرر أن يتم استبدال نظام الأحزاب السياسية والاقتراع المباشر به، ابتداء من عام 2021 المقبل.
وأمام رئيس الوزراء الصومالي الجديد مهلة 30 يوما لتشكيل الحكومة، وتقديمها إلى البرلمان مرة أخرى لنيل الثقة بشكل منفصل، ثم تبدأ مهامها بعد الحصول على تقة أغلبية مجلس الشعب.
ورئيس الوزراء الجديد حسن خيري (49 عاما) من مواليد وسط الصومال، وعاش في النرويج التي يحمل جنسيتها، كما شغل منصب المدير التنفيذي لشركة «صوما أويل آند غاز» في أفريقيا، وهي شركة بريطانية يرأسها الزعيم السابق لحزب المحافظين البريطاني مايكل هاوارد. ولم يتقلد رئيس الوزراء الجديد أي منصب سياسي في الصومال قبل إعلان الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو عن تعيينه في هذا المنصب في 23 من فبراير (شباط) الماضي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.