عرض وزير الدفاع الروسي أمام مجلس الدوما (مجلس النواب) من البرلمان الروسي الوضع في القوات المسلحة، واصفا مجمل عمليات التطوير التي طرأت على تلك القوات خلال العام الماضي، بأنها إنجاز الأول من نوعه في تاريخ روسيا. وأشار شويغو بهذا الصدد إلى أن «99 في المائة من منصات إطلاق الصواريخ النووية بحالة تأهب قتالي دائمة، و96 في المائة من الصواريخ النووية تقف بحالة استعداد للإطلاق الفوري»، مؤكدًا أن «القوات الاستراتيجية النووية الروسية، تقف اليوم عند مستويات تضمن القيام بمهام الردع النووي»، لافتًا إلى أن 62 في المائة من أسلحة القوات الصاروخية للمهام الاستراتيجية هي أسلحة حديثة. ولا يختلف الأمر بالنسبة للمنظومات الرادارية الروسية، التي تلعب دورا حاسما في تفادي الضربات الصاروخية التقليدية أو النووية، وتشكل قدرتها على الرصد المبكر للأهداف المعادية مسألة مصيرية في المواجهة الاستراتيجية. إذ أكد شويغو أمام البرلمانيين إنشاء حقول رادارية على طول الحدود الروسية، لمواجهة الضربات النووية، وذلك عبر نشر منظومات رادارية حديثة، فضلا عن اختبارات ناجحة جرت عام 2016 على ثلاث محطات رادارية حديثة من طراز «فورونيج»، مؤكدًا أن «هذا كله يسمح لأول مرة في تاريخ روسيا بإنشاء حقول رادارية مكثفة على طول الحدود الروسية، وأنظمة تحذير مبكر من الهجمات الصاروخية على كل الجبهات الاستراتيجية، والهجمات الصاروخية الجوية – الفضائية، وعلى جميع مسارات كل أنواع الصواريخ الباليستية». أما القوات الجوية الاستراتيجية النووية فقد حصلت العام الماضي على أربع قاذفات استراتيجية جديدة من طراز (تو 160) المعروفة أيضًا باسم «البجعة البيضاء»، ومن طراز (تو - 95 إم إس).
بموازاة ذلك عززت روسيا المكون الاستراتيجي النووي من قواتها البحرية، أي السفن والغواصات المحملة بصواريخ نووية، وأشار شويغو بهذا الصدد إلى تسلم أسطول المحيط الهادي عام 2016 الغواصة النووية الصاروخية «فلاديمير مونوماخ»، مؤكدًا أن تزويد القوات البحرية الروسية بأسلحة حديثة بلغ 74 في المائة، بينما بلغ تسليح قوات الإنزال الخاصة بأسلحة حديثة نسبة 47 في المائة من إجمالي الأسلحة لدى تلك القوات.
ولن يقتصر الأمر على ذلك، إذ تخطط وزارة الدفاع الروسية لإدخال ثماني سفن حربية إلى القوات البحرية، وتزويد قوات حرس السواحل بأربع منظومات صاروخية حديثة. وبشكل عام سيشهد عام 2017 إعادة تسليح للقوات الروسية بالمنظومات الصاروخية، وتزويدها كلها بمنظومات «إسكندر - إم». وكان أوليغ ساليوكوف، القائد العام للقوات البرية الروسية قد أعلن في وقت سابق أن نسبة منظومات «إسكندر - إم» في القوات البرية بلغت 80 في المائة، على أن يتم استكمال عملية الاعتماد كليا على تلك المنظومات الصاروخية خلال العام الجاري. ومعروف عن منظومة «إسكندر - إم» التكتيكية أنها مخصصة للعمل دون أن يتمكن الخصم من رصدها، وتوجيه ضربات صاروخية من مكامن سرية، بدقة إصابة عالية للأهداف على مسافات تتراوح من 50 إلى 500 كم، في ظل أي ظروف طبيعية أو مناخية أو جغرافية، ومع محاولات تصدٍ كبيرة من جانب الخصم واستخدامه وسائل الدفاع الجوي وأنظمة التشويش الرادارية.
إلى جانب خطوات التحديث التقني لمنظومات الأسلحة المستخدمة في القوات الروسية البرية والبحرية والجوية، التقليدية والاستراتيجية، تنوي وزارة الدفاع الروسية تعزيز قواتها في مناطق جنوب غربي البلاد، وبصورة خاصة تخطط لنشر ثلاث فرق عسكرية مهمتها حماية جزر الكوريل، المتنازع عليها مع اليابان.
ومع أن تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو جاءت في سياق «الساعة الحكومية» في البرلمان الروسي، وهي جلسات دورية تقليدية، يستمع خلالها النواب من الوزراء لعرض موسع حول عمل وزارتهم، إلا أن ما قاله شويغو كان له وقع خاص، لا سيما على ضوء الإحباط الذي تشعر به موسكو حتى الآن إزاء سياسات ترمب، ووعوده الانتخابية التي لم ينفذها حول التطبيع مع موسكو والتعاون معها في الحرب على الإرهاب. ويبدو الإحباط واضحا في روسيا بعد شهر على تولي ترمب الرئاسة في الولايات المتحدة، ذلك أنه وعوضًا عن تطبيع العلاقات الثنائية، الذي كاد البعض في موسكو يجزم أنه سيكون مجرد «تحصيل حاصل» بعد دخول ترمب البيت الأبيض، تفاجأت روسيا بتصريحات أميركية لا تبشر بخير، منها تصريحات وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، الذي قال خلال لقاء مع نظرائه من دول الناتو إن واشنطن تنوي الحديث مع موسكو لكن «من موقع القوة». ومن ثم حمل مايكل بنس، نائب الرئيس الأميركي، روسيا المسؤولية عن عدم تنفيذ اتفاقات مينسك الخاصة بحل الأزمة الأوكرانية، بينما استبعد وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلغاء العقوبات الأميركية ضد روسيا. هذه المواقف الأميركية جعلت كثيرين في موسكو ينتقدون العجلة في تعليق الآمال على إدارة ترمب، ويحذرون من تدهور للعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستويات ربما أسوأ مما كانت عليه في عهد أوباما.
وزير الدفاع الروسي يؤكد جاهزية القوات النووية للإطلاق الفوري
وسط إحباط من سياسات واشنطن وتحذير من توتر في العلاقات الثنائية
وزير الدفاع الروسي يؤكد جاهزية القوات النووية للإطلاق الفوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة