إرهابي برلين ارتكب 11 جناية في 17 شهرًا

بينها محاولة قتل وسرقات واتجار بالمخدرات وتزوير

إرهابي برلين ارتكب 11 جناية في 17 شهرًا
TT

إرهابي برلين ارتكب 11 جناية في 17 شهرًا

إرهابي برلين ارتكب 11 جناية في 17 شهرًا

بعد يومين فقط من استجواب ممثلي القوى الأمنية الألمانية من قبل لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان، حول تقصيرها المحتمل في قضية الإرهابي التونسي أنيس العامري، أجج تقرير صحافي اتهامات الإهمال، بعدما كشف أن العامري ارتكب 11 جناية في 17 شهرًا قضاها في ألمانيا.
وجاء في تقرير لصحيفة «إكسبريس» الواسعة الانتشار، أن 8 نيابات عامة في مدن وولايات ألمانية مختلف كانت تطارد العامري (24 سنة) خلال فترة إقامته في ألمانيا بين يوليو (تموز) 2015 وحتى ارتكابه عملية الدهس الإرهابية التي أودت بحياة 12 شخصًا في برلين في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وبين الجنايات التي اتهم بها العامري محاولة قتل في برلين لم تكشف تفاصيلها. كما أثبتت النيابات العامة عليه تهم سرقة دراجات وهواتف جوالة، وتعاطي مخدرات وبيعها، وإلحاق أضرار جسدية بالغة بآخرين، ومغادرة محل الإقامة من دون علم سلطات الأجانب، وتزوير الوثائق والشهادات، وانتحال الشخصية، والاحتيال في قضية تسلم المساعدات المالية للاجئين.
ونقلت «إكسبريس» هذه المعلومات من تقرير طلبه وزير العدل الاتحادي هايكو ماس (الحزب الديمقراطي الاشتراكي) من الأجهزة العدلية. وقالت إنها حصلت على نسخة منه. ويظهر بحسب التقرير أن العامري سُجن لمدة يوم واحد فقط، على رغم هذه الاتهامات كلها، وأنه تلقى عقوبات مالية خفيفة بسبب السرقات التي كان يرتكبها في معسكرات اللجوء. ومعروف أن العامري انتحل بوثائق مزورة 14 هوية مختلفة خلال إقامته في ألمانيا، وقدم طلب اللجوء السياسي في 14 مركزًا للجوء، وكان ينال المساعدات الاجتماعية من هذه المراكز كلها. وتكشف المعلومات الني نقلتها الأجهزة القضائية إلى وزير العدل، أن التهم الموجهة إلى العامري كانت تكفي لسجنه احترازًا لأكثر من سنة قيد الترحيل. وكان حبسه في تلك الفترة جديرًا بمنع العملية الإرهابية التي نفذها في برلين قبل أيام من عطلة نهاية العام.
وعلق شتيفن هيك، الخبير القانوني في الحزب الديمقراطي المسيحي، على تقرير «إكسبريس» بالقول إن هذه التهم كانت كفيلة بحبس العامري وترحيله قسرًا إلى خارج ألمانيا. وأضاف أنه يريد أن يعرف لماذا لم تفعل السلطات ذلك.
وكانت المعارضة البرلمانية شككت كثيرًا بسلامة الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأمنية في ولايتي برلين والراين الشمالي فيستفاليا. ودافع وزيرا الداخلية في الولايتين رالف ييغر وأندرياس غايزل (كلاهما من الحزب الديمقراطي المسيحي)، عن سلامة الإجراءات أمام برلماني ولايتيهما، وأمام البرلمان الاتحادي. وقالا إن الأدلة لم تكن كافية لحبس العامري، وأن السلطات استنفدت كل الوسائل التي تتيحها دولة القانون لترحيله.
وفي رد فعل سريع على المعلومات الجديدة، قرر برلمان ولاية الراين الشمالي فيستفاليا أمس تشكيل لجنة تحقيق خاصة في ملابسات قضية العامري. ووافق على تشكيل اللجنة بأصوات «الديمقراطي المسيحي» و«الليبرالي» و«حزب القراصنة»، وامتناع نواب «الاشتراكي» و«الخضر». ويعبر تشكيل اللجنة عن عدم قناعة المعارضة بالمبررات التي صاغها وزير الداخلية ييغر لتعذر حبس العامري وترحيله.
ومثل ييغر ثلاث مرات أمام لجنة الشؤون الداخلية في برلمان الولاية بسبب قضية العامري، ونجح كل مرة في رد الاتهامات بنجاح على أساس عدم كفاية الأدلة، رغم تصنيف الشاب التونسي في خانة «الخطرين» من قبل الشرطة. وهذا يناقض ما كشفه تقرير «إكسبريس» عن عدد الجنايات التي ارتكبها خلال فترة وجده القصيرة في ألمانيا.
إلى ذلك، نقلت أكثر من صحيفة ألمانية ما تناقلته الصحافة الإيطالية عن علاقة الشرطيين اللذين قتلا العامري في محطة قطارات بميلانو، بالأوساط الفاشية الجديدة. ونشرت أكثر من جريدة ألمانية صورة أحد الشرطيين وهو يؤدي التحية الهتلرية.
ويبدو أن السلطات الألمانية كانت بصدد تكريم الشرطيين الإيطاليين، ومنحهما وسام الشجاعة، إلا أنها امتنعت عن ذلك بعد انكشاف علاقة الشرطيين بالحركات الفاشية الجديدة في إيطاليا. ومعروف أن العامري نجح في الإفلات من قبضة الشرطة الألمانية، وتمكن من التسلل إلى هولندا وفرنسا، ومن ثم إلى إيطاليا حيث كشفه الشرطيان المذكوران في محطة قطارات ميلانو.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».