الملك سلمان للسفراء السعوديين: احرصوا على التعريف بمواقف المملكة

أوصى بتلمس حاجات المواطنين في الخارج

خادم الحرمين الشريفين  لدى إلقائه كلمة خلال استقباله كبار مسؤولي الخارجية السعودية ورؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج بالرياض أمس... ويبدو الأمير محمد بن نايف (تصوير: بندر الجلعود)
خادم الحرمين الشريفين لدى إلقائه كلمة خلال استقباله كبار مسؤولي الخارجية السعودية ورؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج بالرياض أمس... ويبدو الأمير محمد بن نايف (تصوير: بندر الجلعود)
TT

الملك سلمان للسفراء السعوديين: احرصوا على التعريف بمواقف المملكة

خادم الحرمين الشريفين  لدى إلقائه كلمة خلال استقباله كبار مسؤولي الخارجية السعودية ورؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج بالرياض أمس... ويبدو الأمير محمد بن نايف (تصوير: بندر الجلعود)
خادم الحرمين الشريفين لدى إلقائه كلمة خلال استقباله كبار مسؤولي الخارجية السعودية ورؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج بالرياض أمس... ويبدو الأمير محمد بن نايف (تصوير: بندر الجلعود)

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن التحديات التي تواجه السعودية، والمستجدات في الساحة الدولية التي قد تؤثر على مصالحها، يتطلب ذلك حرصًا ويقظة، للتعريف بمواقف المملكة، وحرصها على تحقيق السلام والاستقرار في المجتمع الدولي، مشددًا على رؤساء البعثات السعودية في الخارج، أن تكون صدورهم قبل أبوابهم مفتوحة للمواطنين، لتلمس حاجاتهم ورعاية شؤونهم.
وأشار الملك سلمان خلال استقباله عادل الجبير وزير الخارجية وكبار مسؤولي الوزارة ورؤساء بعثات المملكة في الخارج بالديوان الملكي بقصر اليمامة في الرياض، أمس، إلى «أهمية التعريف بنهج المملكة وسياستها، التي تقوم على الوسطية والتسامح والاعتدال، والحرص على التعايش بين الشعوب، ونبذ العنف والإرهاب وحسن الجوار».
وطلب الملك سلمان من كبار مسؤولي الوزارة ورؤساء بعثات المملكة في الخارج، «الحرص على أن تكون صدورهم قبل أبوابهم مفتوحة للمواطنين، لتلمس حاجاتهم ورعاية شؤونهم وتذليل ما قد يواجهونه من عقبات»، مشيرًا إلى تقديره لما يقومون به من جهود لخدمة دينهم ووطنهم والتعريف بمواقف بلدهم، والدفاع عن مصالحه وخدمة المواطن، في مستهل لقائه بهم يوم أمس، مبديًا تطلعه إلى مزيد من العطاء والجهد.
إلى ذلك، قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة: «هؤلاء يا خادم الحرمين الشريفين هم سفراؤكم إلى دول العالم، رجال في أعناقهم عهد، وعلى أكتافهم حمل، وفي ذممهم أمانة... مثلوا بين أيديكم اليوم ليتشرفوا بتجديد الولاء والعهد، وتأكيد العزيمة على الإخلاص والجد، جاؤوكم اليوم ليتزودوا من حكمتكم، وأنتم تقودون بلادًا شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين، ملتمسين النصيحة، وليؤكدوا لكم حرصهم على أن ينقلوا للعالم رسالتكم الواضحة بأن هذا البلد الكريم الذي يستند في نهجه على الدين الإسلامي الحنيف منذ أن أرسى دعائمه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - سيظل متمسكًا بدينه ووحدته».
وأضاف الوزير الجبير: «نقف بين يديكم اليوم للاستماع إلى توجيهاتكم الحكيمة، والوقوف على آرائكم الثاقبة»، ثم تشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين.
حضر الاستقبال الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والدكتور إبراهيم العساف وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وخالد العيسى وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الديوان الملكي، والدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام، والدكتور نزار مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية.
من جهة أخرى، قال عادل الجبير، خلال افتتاحه يوم أمس بمقر وزارة الخارجية في الرياض أعمال الاجتماع الرابع العام لرؤساء البعثات في الخارج بحضور جميع رؤساء البعثات والمندوبين الدائمين للسعودية في المنظمات الإقليمية والدولية في وقت لاحق أمس، إن الوزارة مطالبة بتحديث خطواتها العملية في ضوء التغيرات الهيكلية والتنظيمية التي فرضتها متطلبات برنامج التحول الاستراتيجي الذي تبنته الوزارة، وحظي بالموافقة السامية بناء على متطلبات برنامج التحول الوطني 2020 والرؤية 2030، وما تضمنته من تأكيد على ضرورة الالتزام بمعايير واضحة لقياس الأداء والعمل.
وأضاف الجبير: «أداء البعثات السعودية في الخارج يجب أن يركز على بحث سبل الارتقاء بدورها بما يساعدها على جعل أدائها مواكبًا لطبيعة القضايا والملفات الساخنة في الساحة الدولية، مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، وحقوق الإنسان، والتغير المناخي، والأزمات في المنطقة، وأزمة اللاجئين وغيرها من القضايا الأخرى، إضافة إلى خدمة الرعايا السعوديين».
واعتبر وزير الخارجية السعودي الاجتماع فرصة لاستعراض المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وما يستوجب من تطوير لقدراتنا للتعامل مع الواقع الجديد، وأضاف: «أهم ما يتعين التركيز عليه هو بحث سبل الارتقاء بدور البعثات بما يساعدها على جعل أدائها مواكبًا لطبيعة القضايا والملفات الساخنة في الساحة الدولية، مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، وحقوق الإنسان، والتغير المناخي، والأزمات في المنطقة، وأزمة اللاجئين وغيرها من القضايا الأخرى، إضافة إلى خدمة الرعايا السعوديين في الخارج».
وشدد الجبير على أن «أي توصيات منبثقة عن هذا الاجتماع يجب أن تأخذ في الاعتبار الاستراتيجية التي اعتمدتها حكومة الملك سلمان في سياساتها الخارجية من واقع ومتطلبات المصلحة الوطنية وكذلك من منطلق مسؤولياتها وواجباتها تجاه الأمتين العربية والإسلامية والتزاماتها الدولية».



السعودية تؤكد دعمها الكامل لقرارات «قمة فلسطين» في القاهرة

الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في الرياض الثلاثاء (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في الرياض الثلاثاء (واس)
TT

السعودية تؤكد دعمها الكامل لقرارات «قمة فلسطين» في القاهرة

الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في الرياض الثلاثاء (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في الرياض الثلاثاء (واس)

أكّد مجلس الوزراء السعودي الدعم الكامل لقرارات «قمة فلسطين» العربية غير العادية في القاهرة، الهادفة إلى تأكيد رفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وإنهاء التداعيات الكارثية الناتجة عن الحرب، مشدداً على حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

جاء ذلك خلال جلسته، الثلاثاء، برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في الرياض، حيث أدان قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، داعياً المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته تجاه هذه الانتهاكات الخطيرة، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية، وضمان الوصول المستدام للمساعدات.

وتوجَّه ولي العهد بالحمد لله أن بلَّغ المسلمين شهر رمضان المبارك، وعلى ما أكرم السعودية بشرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، مؤكداً الاعتزاز بمواصلة القيام بهذه المسؤولية العظيمة، وبذل كل الجهود وتسخير جميع الإمكانات لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن منذ قدومهم حتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين.

مجلس الوزراء نوّه بما تضمنه بيان السعودية ولبنان المشترك بشأن أهمية التطبيق الكامل لـ«اتفاق الطائف» (واس)

وأطلع المجلس على فحوى الرسائل التي تلقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد، من رئيسي أذربيجان إلهام علييف، وجمهورية القمر المتحدة عثمان غزالي. كما أحيط بنتائج مباحثات الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال زيارته الرسمية للرياض، وما اشتملت عليه من استعراض سبل دعم وتعزيز علاقات البلدين بمختلف المجالات، وبحث مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة والجهود المبذولة تجاهها.

ونوّه بما تضمنه بيان السعودية ولبنان المشترك، بشأن أهمية التطبيق الكامل لـ«اتفاق الطائف»، والقرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة اللبنانية سيادتها، وحصر السلاح بيدها، والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية.

وفي الشأن المحلي، أكد مجلس الوزراء استمرار الدولة في دعم منظومة الخدمات الاجتماعية والمبادرات الوطنية التي تستهدف توفير المسكن الملائم للأسر المستحقة، مشيداً بالتعاون وتكامل الأدوار بين الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية، وأفراد المجتمع لتحقيق أهداف حملة «جود المناطق».

الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في الرياض الثلاثاء (واس)

واستعرض سير العمل في المشاريع التنموية والخدمية الكبرى الجاري إنجازها لتعزيز مسيرة النهضة الشاملة في البلاد، مباركاً افتتاح أولى مراحل مشروع «المسار الرياضي» الذي سيسهم في ترسيخ مكانة مدينة الرياض ضمن أفضل المدن العالمية.

واتخذ المجلس جملة قرارات تضمنت تفويض وزير الداخلية بالتباحث مع المالديف بشأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الدفاع المدني والحماية المدنية، ووزير التعليم بالتباحث مع أمانة مجلس التعاون الخليجي حول مشروع مذكرة تعاون علمي وتعليمي، ووزير السياحة بالتباحث مع الأردن بشأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الترويج والتسويق السياحي.

ووافق على نموذجين استرشاديين لمذكرتي تفاهم في مجالي الصناعة والثروة المعدنية مع دول أخرى، وتفويض وزير الصناعة بالتباحث حولهما والتوقيع عليهما، كذلك اتفاقيات مقر مع مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، وتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة مع مصر. وفي مجال خدمات النقل الجوي مع بروناي دار السلام، ومذكرات تفاهم بشأن المشاورات السياسية مع آيرلندا. وفي مجال تعزيز المنافسة مع قطر، ومكافحة جرائم الإرهاب مع العراق، والتعاون بين النيابة العامة ومكتب المدعي العام الأذربيجاني.

جانب من الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء السعودي في الرياض الثلاثاء (واس)

وأقرّ مجلس الوزراء تحويل اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي إلى مركز، والموافقة على ترتيباته التنظيمية وتعديل نظام تطبيق الكود، وتأسيس أكاديمية للكود، كذلك تنظيم «هيئة تسويق الاستثمار». كما اطّلع على موضوعات عامة مدرجة على جدول أعماله. من بينها تقريران سنويان لمكتبة الملك فهد الوطنية، وجامعة القصيم. وقد اتخذ ما يلزم حيالها.