«جند الأقصى» يسيطر على 17 بلدة وقرية بريفي إدلب وحماه

تمدد التنظيم يضع المنطقة في يد المتشددين ويبرر للروس استهدافها

«جند الأقصى» يسيطر على 17 بلدة وقرية بريفي إدلب وحماه
TT

«جند الأقصى» يسيطر على 17 بلدة وقرية بريفي إدلب وحماه

«جند الأقصى» يسيطر على 17 بلدة وقرية بريفي إدلب وحماه

تشهد مناطق ريف حماه الشمالي تطورات عسكرية مهمة، تتمثّل في سيطرة تنظيم «جند الأقصى» الذي أعلن انفصاله عن جبهة «فتح الشام»، على عدد من القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة التابعة لـ«الجيش الحر» أو القريبة منه، فضلاً عن سيطرته على بلدات في ريف إدلب الجنوبي.
فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم جند الأقصى «بدأ هجومًا واسعًا على مقرات لفصائل (أجناد الشام) و(المغاوير) و(سرايا الغرباء) وفصائل أخرى في بلدة كفرزيتا ومناطق أخرى بريف حماه الشمالي»، مؤكدًا أن «مقاتلي التنظيم تمكنوا من الاستيلاء على عدد من مقرات هذه الفصائل ومصادرة الأسلحة والمعدات والآليات المتواجدة فيها». وقال إن التنظيم وعبر هذه العملية «وسّع نطاق سيطرته، وبات يهيمن على 8 قرى وبلدات في ريف حماه الشمالي، وعلى 9 قرى وبلدات ومدن في ريف إدلب الجنوبي».
وتنطوي هذه العملية على تداعيات سلبية، ينتظر أن تظهر في الأيام المقبلة، حيث رأى مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تمدد تنظيم جند الأقصى بريف حماه الشمالي، ينذر بسقوط المنطقة كلها في يد الجهاديين». وأشار إلى أن «(جند الأقصى) باتوا أقرب إلى تنظيم داعش منه إلى (فتح الشام)، وهذا يعطي مبررًا للنظام والروس بسحق المنطقة بالطيران، واستعادة كل الجغرافيا التي خسرها النظام في الأشهر الماضية»، لافتًا إلى أن «التطورات الحاصلة في مدينة الباب صرفت الانتباه عما يحصل في ريف حماه».
وكانت جبهة «فتح الشام» أعلنت خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، «فك بيعة (جند الأقصى) لها تنظيميًا»، وعزت الأسباب إلى «عدم انصياع جند الأقصى للأوامر، بناء على (السمع والطاعة) وحصولهم على معلومات من مقاتلي جند الأقصى بعدم قبولهم بالبيعة التي قدمها أميرهم من تلقاء نفسه، ومن شاء من أفراد (جند الأقصى) ومن دون إجماع».
ويبدو أن خوف الفصائل من انسحاب مقاتلي «جند الأقصى» من إدلب إلى ريف حماه، كان في محلّه؛ لأن التنظيم المذكور لم يتردد في مهاجمتها لفرض نفوذه في المنطقة؛ إذ اعترف الناطق باسم «جيش النصر» في ريف حماه، محمد رشيد، بأن «جند الأقصى» يحاصر نقاط الرباط العائدة لـ«جيش النصر» في طيبة الإمام منذ ثلاثة أيام، معترفًا بأن التنظيم سيطر على أحد مقراته في كفرزيتا، وأسر عددًا من المقاتلين.
وأكد رشيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «(جند الأقصى) وضع فصائل (الجيش الحر)، في موقع الحصار بين النظام وبينه، مثل (أجناد الشام) و(الفرقة الوسطى) و(جيش العزة) و(جيش النصر)؛ بسبب تطويق هذه الفصائل عددا من الجبهات المواجهة لقوات النظام». وقال: «كل هذه التطورات تصبّ في مصلحة النظام، خصوصًا بعد محاصرة مقراتنا في طيبة الإمام، واضطرارنا إلى سحب مقاتلينا من عدد من المقرات، خشية الإطباق عليهم وقتلهم»، مؤكدًا أن «إضعاف الفصائل المعارضة في طيبة الإمام يسهّل على قوات الأسد مهمة الهجوم على البلدة والسيطرة عليها».
وعزا رشيد جنوح «جند الأقصى» نحو قضم مواقع الفصائل، إلى «الرغبة في الهيمنة على مناطق واسعة وتثبت نفوذه في المنطقة، خصوصًا بعد انفصاله عن جبهة (فتح الشام)، وصراعه المرير مع (أحرار الشام) قبل شهرين تقريبًا».
وكان تنظيم «جند الأقصى» بايع جبهة «فتح الشام»، في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، معارك عنيفة بينه وبين حركة «أحرار الشام»، وهو اضطر إلى هذه البيعة، بعد وقوف عدد كبير من فصائل المعارضة إلى جانب «أحرار الشام»، واتخاذ القرار بالقضاء على «جند الأقصى»، واستئصاله من إدلب نهائيًا.
ميدانيًا، كان ريف إدلب الجنوبي هدفًا للطائرات الحربية التابعة للنظام، التي نفذت أمس غارات استهدفت بلدة التمانعة، بالتزامن مع غارات منطقة الخزانات جنوب شرقي خان شيخون. ولم توفر الغارات الجوية بلدتي طيبة الإمام وكفرزيتا في ريف حماه الشمالي، في وقت تعرضت قرية حربنفسه بريف حماه الجنوبي، لقصف من قوات النظام، ردّت عليها الفصائل المعارضة باستهدافها مواقع النظام في قبة الكردي بعدد من القذائف.
إلى ذلك، قال ناشطون إن «مقاتلين من (هيئة تحرير الشام)، اقتحموا رحبة الدبابات التابعة لـ(ثوار الشام) المنضوية ضمن حركة (أحرار الشام) في ريف حلب الغربي وسيطروا عليها».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.