تشهد مناطق ريف حماه الشمالي تطورات عسكرية مهمة، تتمثّل في سيطرة تنظيم «جند الأقصى» الذي أعلن انفصاله عن جبهة «فتح الشام»، على عدد من القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة التابعة لـ«الجيش الحر» أو القريبة منه، فضلاً عن سيطرته على بلدات في ريف إدلب الجنوبي.
فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم جند الأقصى «بدأ هجومًا واسعًا على مقرات لفصائل (أجناد الشام) و(المغاوير) و(سرايا الغرباء) وفصائل أخرى في بلدة كفرزيتا ومناطق أخرى بريف حماه الشمالي»، مؤكدًا أن «مقاتلي التنظيم تمكنوا من الاستيلاء على عدد من مقرات هذه الفصائل ومصادرة الأسلحة والمعدات والآليات المتواجدة فيها». وقال إن التنظيم وعبر هذه العملية «وسّع نطاق سيطرته، وبات يهيمن على 8 قرى وبلدات في ريف حماه الشمالي، وعلى 9 قرى وبلدات ومدن في ريف إدلب الجنوبي».
وتنطوي هذه العملية على تداعيات سلبية، ينتظر أن تظهر في الأيام المقبلة، حيث رأى مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تمدد تنظيم جند الأقصى بريف حماه الشمالي، ينذر بسقوط المنطقة كلها في يد الجهاديين». وأشار إلى أن «(جند الأقصى) باتوا أقرب إلى تنظيم داعش منه إلى (فتح الشام)، وهذا يعطي مبررًا للنظام والروس بسحق المنطقة بالطيران، واستعادة كل الجغرافيا التي خسرها النظام في الأشهر الماضية»، لافتًا إلى أن «التطورات الحاصلة في مدينة الباب صرفت الانتباه عما يحصل في ريف حماه».
وكانت جبهة «فتح الشام» أعلنت خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، «فك بيعة (جند الأقصى) لها تنظيميًا»، وعزت الأسباب إلى «عدم انصياع جند الأقصى للأوامر، بناء على (السمع والطاعة) وحصولهم على معلومات من مقاتلي جند الأقصى بعدم قبولهم بالبيعة التي قدمها أميرهم من تلقاء نفسه، ومن شاء من أفراد (جند الأقصى) ومن دون إجماع».
ويبدو أن خوف الفصائل من انسحاب مقاتلي «جند الأقصى» من إدلب إلى ريف حماه، كان في محلّه؛ لأن التنظيم المذكور لم يتردد في مهاجمتها لفرض نفوذه في المنطقة؛ إذ اعترف الناطق باسم «جيش النصر» في ريف حماه، محمد رشيد، بأن «جند الأقصى» يحاصر نقاط الرباط العائدة لـ«جيش النصر» في طيبة الإمام منذ ثلاثة أيام، معترفًا بأن التنظيم سيطر على أحد مقراته في كفرزيتا، وأسر عددًا من المقاتلين.
وأكد رشيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «(جند الأقصى) وضع فصائل (الجيش الحر)، في موقع الحصار بين النظام وبينه، مثل (أجناد الشام) و(الفرقة الوسطى) و(جيش العزة) و(جيش النصر)؛ بسبب تطويق هذه الفصائل عددا من الجبهات المواجهة لقوات النظام». وقال: «كل هذه التطورات تصبّ في مصلحة النظام، خصوصًا بعد محاصرة مقراتنا في طيبة الإمام، واضطرارنا إلى سحب مقاتلينا من عدد من المقرات، خشية الإطباق عليهم وقتلهم»، مؤكدًا أن «إضعاف الفصائل المعارضة في طيبة الإمام يسهّل على قوات الأسد مهمة الهجوم على البلدة والسيطرة عليها».
وعزا رشيد جنوح «جند الأقصى» نحو قضم مواقع الفصائل، إلى «الرغبة في الهيمنة على مناطق واسعة وتثبت نفوذه في المنطقة، خصوصًا بعد انفصاله عن جبهة (فتح الشام)، وصراعه المرير مع (أحرار الشام) قبل شهرين تقريبًا».
وكان تنظيم «جند الأقصى» بايع جبهة «فتح الشام»، في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، معارك عنيفة بينه وبين حركة «أحرار الشام»، وهو اضطر إلى هذه البيعة، بعد وقوف عدد كبير من فصائل المعارضة إلى جانب «أحرار الشام»، واتخاذ القرار بالقضاء على «جند الأقصى»، واستئصاله من إدلب نهائيًا.
ميدانيًا، كان ريف إدلب الجنوبي هدفًا للطائرات الحربية التابعة للنظام، التي نفذت أمس غارات استهدفت بلدة التمانعة، بالتزامن مع غارات منطقة الخزانات جنوب شرقي خان شيخون. ولم توفر الغارات الجوية بلدتي طيبة الإمام وكفرزيتا في ريف حماه الشمالي، في وقت تعرضت قرية حربنفسه بريف حماه الجنوبي، لقصف من قوات النظام، ردّت عليها الفصائل المعارضة باستهدافها مواقع النظام في قبة الكردي بعدد من القذائف.
إلى ذلك، قال ناشطون إن «مقاتلين من (هيئة تحرير الشام)، اقتحموا رحبة الدبابات التابعة لـ(ثوار الشام) المنضوية ضمن حركة (أحرار الشام) في ريف حلب الغربي وسيطروا عليها».
«جند الأقصى» يسيطر على 17 بلدة وقرية بريفي إدلب وحماه
تمدد التنظيم يضع المنطقة في يد المتشددين ويبرر للروس استهدافها
«جند الأقصى» يسيطر على 17 بلدة وقرية بريفي إدلب وحماه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة