بغداد وعمان تبحثان تسيير قوافل تحت حماية أمنية

سفيرة العراق لدى الأردن لـ«الشرق الأوسط»: معبر طريبيل جاهز

بغداد وعمان تبحثان تسيير قوافل تحت حماية أمنية
TT

بغداد وعمان تبحثان تسيير قوافل تحت حماية أمنية

بغداد وعمان تبحثان تسيير قوافل تحت حماية أمنية

قالت صفية السهيل، سفيرة العراق لدى الأردن، إن لجنة مختصة تعمل على إعادة فتح الطريق الواصل بين معبر طريبيل الحدودي مع الأردن حتى مشارف بغداد. وأضافت، لـ«الشرق الأوسط»، أن اللجنة تعمل على تنفيذ كل الإجراءات من الناحية اللوجيستية والأمنية، تمهيدًا لفتح المركز الحدودي، وتأمين الطريق الواصل إليه.
وأكدت السفيرة أن المركز الحدودي في طريبيل «جاهز للعمل حاليًا، وكنا نتحدث عن الطريق الاستراتيجي، حيث تم تأمين الطريق التي توجد فيها بعض النقاط التي تحتاج إلى حزم من الناحية الأمنية، لضمان سلامة المارين»، مشيرة إلى أن هناك عمليات عسكرية جارية لتنظيف وتمشيط المنطقة كي تكون جاهزة للاستخدام، إضافة إلى تجهيز الطرق البديلة إلى حين فتح الطريق بالكامل.
وأشارت السهيل إلى أن هناك تحضيرات مع الجانب الأردني للعمل على البدء في فتح الطريق، والاتفاق على السير بأسلوب القوافل أو المجموعات تحت حماية أمنية من طريبيل إلى مشارف العاصمة بغداد، موضحة أن هناك لجانًا مشتركة تعمل على تأمين فتح الطريق في القريب العاجل. كانت اللجنة العليا الأردنية - العراقية المشتركة، التي عقدت في بغداد في التاسع من الشهر الماضي، قد أكدت على فتح المركز الحدودي بين البلدين، وتأمين الطريق الواصل إلى بغداد، في غضون 5 أشهر.
وكانت وسائل إعلام أردنية قد نقلت عن مصدر عراقي أن الحكومة العراقية ستعلن عن إعادة فتح معبر طريبيل الحدودي، في الأيام القليلة المقبلة، ليعاد العمل فيه بعد توقف دام أكثر من عامين، نتيجة الأحداث الأمنية هناك، وأنها اعتمدت شركة أميركية لتأمين الطريق لحركة العبور من بغداد إلى المعبر وبالعكس، مما سيسهم في تأمين حركة القوافل التجارية التي يتبادلها البلدان، بالإضافة إلى حركة مرور الركاب من المقيمين العراقيين في الأردن.
وبيّن المصدر أن الحكومة العراقية تدرك تمامًا مدى أهمية هذا المعبر بالنسبة لانسيابية البضائع إليها عبر الأردن، وأهميته كنقطة عبور لمواطنيها إلى الأردن، بالإضافة إلى سعيها لتأمين أكثر من معبر لتصدير بضائعها عبر ميناء العقبة، إلى أوروبا وغيرها من الدول.
وأشار إلى أن زيارة الوفد الحكومي الأردني إلى بغداد أخيرًا «ساهمت، وبشكل فعال، في تسريع العمل على فتح المعبر الحدودي، خصوصًا أن القوات العراقية استطاعت استعادة منطقة الأنبار من تنظيم داعش الإرهابي الذي كان يسيطر عليها».
ويعتبر العراق من أهم الأسواق التصديرية للصناعات الأردنية، حيث بلغت قيمة صادرات الأردن إلى العراق خلال الأعوام السابقة نحو 1.3 مليار دولار سنويًا، ثم تراجعت إلى أكثر من النصف جراء الإغلاق الحدودي بسبب الإجراءات الأمنية التي اتبعتها الحكومة العراقية لتأمين الطريق أمام حركة البضائع. وخلال العامين الماضيين، تراجعت صادرات الأردن إلى العراق بنسبة 40 في المائة، بقيمة 695 مليون دولار خلال العام الماضي، بينما كانت تبلغ 1.2 مليار دولار في عام 2014.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.