مسؤول بلجيكي ينتقد «ضعف» تعاون أنقرة

لجنة في برلمان بلجيكا تواصل التحقيق حول تفجيرات بروكسل

مسؤول بلجيكي ينتقد «ضعف» تعاون أنقرة
TT

مسؤول بلجيكي ينتقد «ضعف» تعاون أنقرة

مسؤول بلجيكي ينتقد «ضعف» تعاون أنقرة

وجه المفوض الأمني البلجيكي بيتر ديبوشير، المكلف بالتعاون الدولي، انتقادات للسلطات التركية، في قضية إبراهيم البكراوي، أحد منفذي تفجيرات بروكسل في مارس (آذار) الماضي، وذلك بعد ترحيله من تركيا.
وأدلى ديبوشير بشهادته أمام لجنة التحقيق التابعة للبرلمان البلجيكي، أول من أمس، حول ملابسات الهجوم الذي استهدف محطة للقطارات الداخلية ومطار بروكسل في 22 مارس 2015، وأسفر عن مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين.
ونقلت وسائل الإعلام أمس، عن ديبوشير قوله إن «هناك الكثير من النواقص في مجال التعاون مع السلطات التركية، ولا سيما بخصوص طرد المواطنين الأجانب، الذين يتم توقيفهم بتركيا»، منتقدا أنقرة على عدم توجيه تحذير للدول التي رحلت الموقوفين إليها. وتابع أن «سلطات الأمن البلجيكية لم تحصل على المعلومات في الوقت المناسب»، موضحا أن السلطات علمت بترحيل 21 بلجيكيا من أصل 35، وذلك «بعد فوات الأوان ربما كان البكراوي هو الواحد والعشرون».
وبحسب الجهات الأمنية البلجيكية، فإن قضية إبراهيم البكراوي، أحد انتحاريي 22 مارس، استغرقت الأجهزة التركية أشهرا لإبلاغ ضابط الاتصال بإسطنبول عن أسباب اعتقال البكراوي يوم 11 يوليو (تموز) 2015، وبعبارات عامة وغامضة للغاية. وهي طريقة تعامل جعلت الضابط المسؤول يفقد أعصابه.
من جهته، قال ضابط الاتصال الأمني البلجيكي في إسطنبول سباستيان جويس: إن وقت ترحيل البكراوي «أديت المطلوب مني، وتصرفت في هذا الملف بالطريقة المطلوبة».
وكان وزير الداخلية قد لمح بعد ثلاثة أيام من تفجيرات بروكسل أمام أعضاء البرلمان بأن هناك تقصيرا من جانب ضابط الاتصال الأمني البلجيكي في إسطنبول «سباستيان»، وأن الأخير لم يتصرف بالشكل المطلوب مع التطورات التي تتعلق باعتقال البكراوي على الحدود بين تركيا وسوريا، ثم قرار أنقرة ترحيل البكراوي إلى هولندا وليس إلى بلجيكا.
لكن مداخلة سباستيان ورئيسه في العمل أمام لجنة التحقيق البرلمانية شكلت فرصة لضابط الاتصال الأمني في إسطنبول أن يرد على ما ذكره الوزير وتوضيح الصورة.
وأنهى تدخل الضابط المسؤول جلسة الاستماع التي طال انتظارها منذ وقت طويل. وكرر أعضاء المعارضة الاستنتاجات التي توصلوا إليها بالفعل في نهاية السنة، بعد الاستماع إلى الرجلين في جلسة مغلقة بالقول: «إن تأكيدات الوزير لا تصمد في أعينهم أمام اختبار الوقائع» وفق ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.
في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أدان مكتب التحقيق الفيدرالي البلجيكي تسريب معلومات لوسائل الإعلام، تتحدث عن أن إبراهيم البكراوي، أحد المتورطين في تفجيرات بروكسل، دفع رشى من أجل ترحيله إلى هولندا وليس إلى بلجيكا، وكان يظن أنه مطلوب أمنيا فيها؛ ولهذا كان يفضل الترحيل من تركيا إلى هولندا؛ لأنه لا توجد له صحيفة جنائية وغير معروف للشرطة الهولندية. وقال الإعلام البلجيكي إن إبراهيم ربما يكون قد دفع رشى في تركيا لتحقيق هذا الأمر وصلت إلى 7 آلاف يورو. هذا ما ذكرته وسائل إعلام بلجيكية نقلا عن أوراق موثوقة تابعة لمكتب التحقيق الفيدرالي البلجيكي تتضمن أقوال أحد المتهمين أثناء التحقيق معه.
ورفض مكتب التحقيقات التعليق على الأمر وأدان نشر مثل هذه المعلومات في وسائل الإعلام، وقال: «من جديد يتم تسريب معلومات أمنية جرى الإدلاء بها أمام لجنة التحقيق التابعة للبرلمان حول ملابسات تفجيرات بروكسل أن هذا الأمر يستدعي منا المزيد من الحذر».
في أبريل (نيسان) الماضي قال باتريك ديوايل، رئيس لجنة التحقيق البرلمانية المكلفة بالتحقيق في تفجيرات مارس الماضي، إن الغرض من عمل اللجنة ليس الانتهاء في أقرب وقت من التحقيق لمحاكمة أشخاص، ولكن الغرض هو إيجاد إجابات لأسئلة كثيرة طرحها الناس عقب وقوع التفجيرات.
واتفق قادة الكتل الحزبية في البرلمان البلجيكي على المهام التي ستوكل للجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق في تفجيرات 22 مارس الماضي، وسيكون ضمن اختصاصات اللجنة ملابسات الهجمات، وأيضا خطط الحماية الأمنية في بلجيكا، وأيضا حول التشدد والتطرف.
ومن المقرر أن تقدم اللجنة توصياتها وتحدد المسؤولية في تقرير بعد انتهاء عملها. وتضم اللجنة 17 عضوا ولكل كتلة حزبية من يمثلها مع وجود برلماني احتياطي في حال غاب أحد الأعضاء.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».