ترمب يتعهد بالقضاء على «داعش» مجدداً ويهاجم الإعلام

انتقد «مسيرة النساء» المليونية والمشاهير الذين دعموها

متظاهرون اجتمعوا أمام حديقة إليبس بواشنطن في ختام مسيرة النساء المليونية السبت الماضي (أ.ف.ب)
متظاهرون اجتمعوا أمام حديقة إليبس بواشنطن في ختام مسيرة النساء المليونية السبت الماضي (أ.ف.ب)
TT

ترمب يتعهد بالقضاء على «داعش» مجدداً ويهاجم الإعلام

متظاهرون اجتمعوا أمام حديقة إليبس بواشنطن في ختام مسيرة النساء المليونية السبت الماضي (أ.ف.ب)
متظاهرون اجتمعوا أمام حديقة إليبس بواشنطن في ختام مسيرة النساء المليونية السبت الماضي (أ.ف.ب)

تعهد الرئيس دونالد ترمب بتقديم دعم غير مسبوق لمجتمع الاستخبارات الأميركي، في الحرب على «التطرف الإسلامي» والتنظيمات الإرهابية.
واختار ترمب أن تكون أولى مهامه في أول يوم له رئيسا للولايات المتحدة، هي زيارة مقر وكالة الاستخبارات المركزية بمنطقة لانغلي بولاية فيرجينيا مساء السبت، والالتقاء بمسؤوليها وتأكيد دعمه لهم بعد الكثير من الجدل والتوتر بين الاستخبارات والرئيس ترمب خلال الفترة الماضية على خلفية التسريبات والجدل حول قرصنة روسية للانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقد عمل ترمب على تحسين علاقته بموظفي الاستخبارات والثناء على جهودهم والتأكيد على دعمه لمجهوداتهم، وقد رافقه في الزيارة نائبه مايكل بينس وعدد من المسؤولين الذين اختارهم ترمب في إدارته الجديدة.
وشدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أهمية القضاء على «داعش»، التنظيم الإرهابي الذي يبدو أنه أصبح الشغل الشاغل للرئيس المنتخب فيما يتعلق بسياسته الخارجية، إذ أشار الرئيس الأميركي للحرب على «داعش» في خطاب التنصيب.
ووصف الرئيس الأميركي «داعش» بـ«الشر» الواجب التخلص منه، ولمح إلى نيته إعطاء وكالة الاستخبارات المركزية إمكانيات وصلاحيات أكبر مما وفرتها إدارة الرئيس أوباما في الحرب ضد «داعش»، وقال: «نحن في طريقنا للقيام بأشياء عظيمة فيما يتعلق بـ(داعش)، فلا زلنا نخوض حربا أخذت وقتا أطول من اللازم. خضنا حروبا كثيرة، ولكن الحرب ضد (داعش) أطول من أي حرب سبقتها لأننا لم نستخدم قدراتنا الحقيقية التي نمتلكها، كنا نتبع تكتيك ضبط النفس». وأضاف ترمب: «علينا التخلص من (داعش)، ليس لدينا خيار آخر لا بد أن نجتث الإرهاب المتطرف من على وجه الأرض. (داعش) هو الشر، وكما تعلمون أنه من الممكن أن تكون هناك حروب بين دول. هذا أمر نتفهمه، ولكن ما يقوم به (داعش) ومستوى الشر الذي لديهم لا يمكننا تفهمه، ولذا أقول إن الوقت قد حان لوضع حد لهذا الأمر».
وأشار ترمب إلى أن «داعش» ظهر نتيجة لحرب العراق التي عارضها، وقال: «عندما كنت صغيرا أتذكر أحد المدرسين يقول بأن أميركا لم تخسر حربا من قبل، ولكن على ما يبدو أن ذلك توقف ولم نعد نفوز بأي شيء». وأضاف: «دائما ما كنت أقول أبقوا على النفط، ولم أكن من محبي الحرب على العراق، والآن أصبح النفط الدخل الأول لتنظيم داعش الذي سيكون القضاء عليه أحد أهم الأمور التي من شأنها إبقاء بلادنا آمنة، وهنا أؤكد لكم بأننا سنفوز مجددا وننهي هذه المشكلة المتكونة من مشاكل مترابطة، تسبب بها هذا التنظيم المريض الذي ينشر الخوف والفوضى».
ووسط تصفيق متكرر وحفاوة ملحوظة من موظفي الاستخبارات لحديث ترمب، امتدح الرئيس الأميركي مدير الاستخبارات الجديد مايك بومبيو الذي اختاره مؤخرا. وقال عنه أمام موظفي الوكالة إنه «الرجل المناسب لهذه المهمة. كان هناك ثلاثة مرشحين، وبعد أن التقيت به، اخترته مباشرة دون النظر لبقية المرشحين. وسوف ترون أنه الأفضل، ومن المتوقع أن بعضكم يعرفه من قبل فقد كان نجما أكاديميا وخدم في الجيش الأميركي، كما أنه كان عضوا مهما في الكونغرس. وأنا على يقين بأنه سيصبح نجما في مركزه الجديد».
على صعيد متصل، هاجم ترمب وسائل الإعلام مرة أخرى ملقيا اللوم عليها في تشويه العلاقة بينه وبين مجتمع الاستخبارات. ويشير محللون إلى أن ترمب اختار وكالة الاستخبارات المركزية لتكون محطته الأولى في الزيارات الرسمية، ليوضح لموظفي الاستخبارات بأنه «يحترمهم كثيرا، خلافا لما تنقله وسائل الإعلام»، على حد تعبيره. وقد أكد ترمب ذلك قائلا إن «سبب هذه الزيارة التي تعتبر أول زيارة رسمية لي، هو أن لدي كما تعلمون حربا طويلة مع الإعلام، حيث جعلوا الأمر يبدو وكأن لدي عداء مع جهاز الاستخبارات». وتابع: «أريد فقط أن أوضح لكم خلاف ذلك تماما، فأنا أحبكم وأحترمكم ولا يوجد أحد يستحق الاحترام أكثر منكم، ومتيقن بأنكم ستقدمون عملا مميزا وسوف نعود للانتصارات مجددا وسنعود للريادة».
وغرد ترمب على «تويتر» أول من أمس، وقال: «كان لقاء رائعا في مقر وكالة الاستخبارات المركزية، وكان المكان مكتظا والتصفيق حارا، إنهم أشخاص مذهلون».
من جهته، هاجم المسؤول الإعلامي لدى ترمب، شون سبايسر، الإعلام في أول مؤتمر صحافي يعقده في البيت الأبيض، وأكد من دون الاستناد إلى أي وقائع أن «عدد المشاركين في حفل تنصيب ترمب كان الأهم في تاريخ الولايات المتحدة!»، مناقضا بذلك التقارير الصحافية في هذا الخصوص. وأضاف بغضب «سنحاسب الصحافة على ذلك». وأوضح «يستحق الشعب الأميركي أكثر من ذلك، وسيتوجه دونالد ترمب مباشرة إليه»، رافضا الإجابة على أسئلة الصحافيين الحاضرين. كما وجه الانتقادات للديمقراطيين في الكونغرس للتأخر في الانضمام للجمهوريين لتأكيد تعيين مايك بومبيو مديرا للاستخبارات الأميركية. وقال سبايسر «إنه عار أن يتكلم ترمب في وكالة الاستخبارات دون أن يكون مديرها في مكانه».
ومن المحتمل أن يعقد الكونغرس جلساته اليوم الاثنين لمتابعة تأكيدات تعيين الوزراء الذين اختارهم ترمب لإدارته، بعد أن أكد تعيين كل من الجنرال ماتيس وزيرا للدفاع والجنرال جون كيلي وزيرا للأمن الداخلي مساء الجمعة الماضي.
على صعيد متصل، انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تغريدة، أمس، الذين شاركوا في مسيرات في أنحاء الولايات المتحدة احتجاجا على تنصيبه رئيسا، وضمنهم مشاهير.
وكتب ترمب في تغريدته «شاهدت احتجاجات أمس، ولكن على ما أعتقد، فقد أجرينا انتخابات. لماذا لم يصوت هؤلاء؟ إن المشاهير يلحقون أضرارا كبيرة بالقضية». وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن أكثر من مليوني شخص نزلوا إلى شوارع واشنطن ومدن أميركية أخرى انضم إليهم متظاهرون حول العالم السبت في «مسيرة النساء» المعارضة لدونالد ترمب، غداة تنصيب الرئيس الجديد رسميا.
وفي حين اجتاحت مظاهرة ضخمة واشنطن، هاجم ترمب الإعلام متهما إياه بالتقليل من حجم المشاركين في حفل تنصيبه قبل يوم، ولو أنه كان على علم حتما بنزول مئات الآلاف إلى الشوارع في واشنطن حيث شلوا الحركة لساعات في وسط المدينة قرب البيت الأبيض وفي متنزه المول المؤدي إلى مبنى الكابيتول، حيث مقر الكونغرس.
ورغم أن سلطات العاصمة الأميركية لا تنشر أرقاما عن المتظاهرين، فإن منظمي مسيرة النساء في واشنطن قالوا لوكالة الصحافة الفرنسية إن عدد المشاركين بلغ المليون مع انضمام أعداد غفيرة من المحتجين إلى المسيرات في كافة أنحاء البلاد.
وشارك أكثر من نصف مليون شخص بحسب الشرطة السبت في مظاهرة بلوس أنجليس، والعدد نفسه في نيويورك. ونظمت مظاهرات أخرى في شيكاغو ودالاس وسان فرانسيسكو وسانت لويس ودنفر، ومدن كثيرة أخرى ضمت مئات الآلاف.
وفي خطابات نارية، أكد المحتجون رفضهم لنهج الرئيس الجمهوري الذي تعهد بتغيير إنجازات سلفه. وقالت ماريا إيمان (16 عاما) التي أتت إلى واشنطن مع طلاب آخرين من إلينوي «إنه شعور رائع» أن تنضم إلى نساء يرفضن خطاب ترمب «التمييزي والخطير والمثير للانقسام». فيما أعربت الأستاذة تانيا غاكسيولا (39 عاما) التي أتت من تاكسون بأريزونا عن قلقها من أن يحاول ترمب فرض قيود على قوانين الإجهاض، وبالتالي يقيد حرية المرأة. ورفع المتظاهرون في العاصمة لافتات كتب عليها بخط اليد «لا تراجع للنساء» و«حقوق المرأة هي حقوق الإنسان» و«شكرا ترمب، حولتني إلى ناشطة».
وأمام الأرقام التي نشرتها الصحف حول المشاركين في حفل التنصيب، انتقد ترمب السبت بشدة وسائل الإعلام واتهمها بالكذب في تقديراتها لعدد الحاضرين حفل التنصيب. وقال خلال زيارة لمقر وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في لانغلي في فيرجينيا «صراحة كان عدد الأشخاص (الذين حضروا التنصيب) مليونا ونصفا ووصلت الحشود حتى نصب واشنطن» في وسط واشنطن. وأضاف: «أشاهد القناة التلفزيونية التي أظهرت حدائق شاغرة وأشارت إلى مشاركة 250 ألف شخص. هذا نفاق».
والمظاهرة الرافضة لترمب كانت من الأهم في تاريخ واشنطن، وتعاقبت شخصيات معروفة على المنصة بينهم المخرج السينمائي مايكل مور، والممثلتان أميريكا فيرارا وسكارلت يوهانسون، والمغنيتان اليشا كيز ومادونا. ولم يصل أي رئيس أميركي خلال أربعين سنة إلى السلطة بهذا المستوى من تدني الشعبية.
ومع 40 في المائة من الآراء السلبية، تعد شعبية دونالد ترمب أقل بمرتين من شعبية باراك أوباما في يناير (كانون الثاني) 2009 ومن جيمي كارتر ورونالد ريغان وجورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن لدى وصولهم إلى سدة الحكم، وفقا لاستطلاع لقناة «إي بي سي» وصحيفة «واشنطن بوست» أكد أرقام استطلاعات أخرى للرأي نشرت مؤخرا.
تجدر الإشارة إلى أن مظاهرات السبت تخطت الحدود الأميركية، بعد أن أعلن المنظمون أن أكثر من 2.5 مليون شخص انضموا إلى أكثر من 600 مسيرة في كافة أنحاء العالم.
وجرت واحدة من أكبر المسيرات في لندن، حيث سار عشرات آلاف الرجال والنساء والأطفال مرددين «ليسقط ترمب». وطغى حجم حشود المتظاهرين في واشنطن على جموع مناصري ترمب الذين اعتمروا قبعات حمراء كتب عليها شعار ترمب: «سنعيد إلى أميركا عظمتها!» خلال حفل تنصيبه.
من جهتها، أكدت هيلاري كلينتون منافسة ترمب الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية في تغريدة دعمها للمحتجين، في حين شارك وزير الخارجية السابق جون كيري في المسيرة.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.