ملاحظات ومقترحات نقدية في منهاج بعض الكتب المدرسية

اعتبرها أساتذة الفلسفة «متعصبة»... ووزارة التربية المغربية تدعو إلى «التروي في إصدار الأحكام»

استنكرت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة «الاختراقات الآيديولوجية الخطيرة للمدرسة المغربية» التي رأت أنها «تسير عكس الاختيارات الاستراتيجية التي تبنتها الدولة (غيتي)
استنكرت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة «الاختراقات الآيديولوجية الخطيرة للمدرسة المغربية» التي رأت أنها «تسير عكس الاختيارات الاستراتيجية التي تبنتها الدولة (غيتي)
TT

ملاحظات ومقترحات نقدية في منهاج بعض الكتب المدرسية

استنكرت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة «الاختراقات الآيديولوجية الخطيرة للمدرسة المغربية» التي رأت أنها «تسير عكس الاختيارات الاستراتيجية التي تبنتها الدولة (غيتي)
استنكرت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة «الاختراقات الآيديولوجية الخطيرة للمدرسة المغربية» التي رأت أنها «تسير عكس الاختيارات الاستراتيجية التي تبنتها الدولة (غيتي)

1تثير بعض مضامين كتب مادة «التربية الإسلامية»، في المغرب، موجهة لتلاميذ التعليم الثانوي التأهيلي، جدلاً متواصلاً بين مدرسي مادة الفلسفة والتربية الإسلامية؛ حيث يرى أساتذة الفلسفة في بعض مضامين هذه الكتب «دعوة للتعصب والفكر الواحد والتفكير من داخل الدين وتحقير العقل والفلسفة، بتقسيم العلوم إلى شرعية وغير شرعية»، مع دعوتهم إلى «تعليم تربية دينية يستطيع من خلالها التلميذ أن يتعرف على تاريخ الديانات، وأن يضع الإسلام في مرآتها، ويطلع على أسس الإيمان في الديانات الوضعية وغير الوضعية، توضيحًا لبعض الأفكار الكبرى التي تشترك فيها الديانات واحترامًا لمبادئ الإيمان لدى الآخر»، مع تشديدهم على أن «النقاش يجب أن يكون تربويا بالدرجة الأولى».
ويتواصل هذا الجدل في وقت سعت فيه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، إلى التواصل لتوضيح الأمور وإنهاء الجدل. فيما جاء الرأي في سياق تناول الكتاب لمبحث القيم، عبر دراسة ثلاث قيم أساسية، هي الحق والخير والجمال، لكل قيمة علم يدرس مواضيعها، وهي علم المنطق وعلم الأخلاق وعلم الجمال. ورأى الكتاب أننا «إذا استثنينا علم المنطق وعلم الجمال فإن الوحي قد عالج القضايا التي تتناولها مباحث الفلسفة بشكل دقيق، الشيء الذي يجعل الإنسان المؤمن أمام منظومتين: الأولى منزلة من عند الله سبحانه وتعالى وتدعوه إلى الإيمان بها إيمانًا لا شك فيه ولا ارتياب، والثانية وضعية هي عبارة عن افتراضات حول قضايا ليس للإنسان الوسائل الكفيفة بإرشاده إلى الصواب فيها».
واستنكرت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة مضامين، اعتبرتها «مسيئة لمادة الفلسفة والعلوم الإنسانية والعلوم الحقة والطبيعية». وذلك «لما تضمنته من مس وتشويه وتحريف للمقاصد النبيلة للفلسفة والعلوم»، مشيرة إلى أن الكتب المعنية «هي كتب متزمتة تدعو للتعصب والجمود والتطرف ولا تمت بصلة إلى التقاليد المغربية الراسخة في الثقافة الفلسفية».
وحذرت الجمعية مما سمته «الاختراقات الآيديولوجية الخطيرة للمدرسة المغربية»، التي رأت أنها «تسير عكس الاختيارات الاستراتيجية التي تبنتها الدولة والمتمثلة في الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان وتشجيع الإسلام المغربي المعتدل والوسطي والمتسامح»، الشيء الذي «يعرض مستقبل المدرسة والبلد للخطر في ظل مناخ إقليمي مهيأ للعنف والتطرف والإرهاب». كما دعت الجمعية، في بيان لها، الوزارة إلى «التراجع الفوري عن هذه الكتب المدرسية وسحبها من التداول المدرسي درءا للفتنة والتطرف وحفاظًا على سلامة الجو التربوي بالمؤسسات التعليمية»، كما طالبت بـ«مراجعة برنامج مادة التربية الإسلامية» و«الحفاظ على استقلالية المجالات المعرفية والإبستمولوجية بما يخدم التربية والتعلم والتكوين ويصون المدرسة من الصراعات الآيديولوجية والتقاطبات المذهبية»، مع «محاسبة المؤشرين على هذه الكتب المدرسية المتطرفة والتي لا تراعي منهاج مادة التربية الإسلامية نفسه والداعي إلى الوسطية والاعتدال والتسامح واحترام الآخر والدعوة إلى إعمال العقل وطلب العلم والمعرفة».
ولم يتأخر تفاعل الوزارة الوصية مع هذا الجدل، حيث سعت إلى تهدئة الأمور، من خلال بيان قالت فيه إن منهاج التربية الإسلامية يستند إلى «مبدأ الوسطية والاعتدال» و«نشر قيم التسامح والسلام والمحبة، وتعزيز المشترك الإنساني بالبعد الروحي الذي يعطي معنى للوجود الإنساني».
ورأت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، في بيان تعقيبي، قالت: إنه موجه للرأي العام الوطني والدولي، أن بيان الوزارة الوصية «لم يأت بجديد في الموضوع» مشيرة إلى أن الوزارة «تورط نفسها في الدفاع عن كتب متزمتة»، قبل أن تجدد (الجمعية) مطالبتها بـ«سحب هذه الكتب من التداول المدرسي».
وردت الوزارة بالقول إن «الخيارات التربوية المتعلقة بالمنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية تسعى إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال ونشر قيم التسامح والسلام والمحبة وتعزيز المشترك الإنساني بالبعد الروحي»، مشددة على أن «البرنامج الجديد للتربية الإسلامية في سلك التعليم الثانوي التأهيلي يتضمن قضايا تفرضها السياقات الثقافية والاجتماعية الوطنية والدولية»، وأن المنهاج الجديد آثر «مناقشة هذه القضايا ذات الراهنية في إطارها الصحيح داخل المؤسسات التعليمية بتأطير من المدرسين تطبيقا لمنهاج دراسي واضح المرامي والأهداف».
ورأت الوزارة في بيانها أن «الأمر يتعلق بنص واحد متضمن في كتاب منار التربية الإسلامية للسنة الأولى بكالوريا في موضوع الإيمان والفلسفة، في موضوع الإيمان والفلسفة، ورد في باب تقديم نموذج لموقف يشدد الكتاب المدرسي المعني على أنه عنيف من الفلسفة حيث يؤطر الكتاب تقديم هذا النص بأسئلة توجيهية لدفع التلاميذ إلى إجراء مقارنات بين محتوى هذا الموقف العنيف والموقف الآخر الذي يعتبر العقل والتفكير من أدوات الوصول للحقيقة. وبذلك يكون هذا الكتاب قد سعى إلى تمكين التلاميذ، تحت إدارة الأستاذ(ة)، من تنمية تفكيرهم النقدي وتطوير كفاية الحجاج وفق خيارات تربوية واضحة ومضبوطة في إطار يمكن من التعاطي مع قضايا تثير حساسيات بطريقة تربوية هادئة عوض ترك تلك المواضيع من دون تأطير حيث تكون عرضة لاستغلال لا تربوي لتمرير مواقف متطرفة، الدين السمح المعتدل بريء منها».
ودعت الوزارة، في ختام بيانها «كل المثقفين والباحثين والمفكرين، سواء الذين عبروا عن بعض الآراء المنتقدة لبعض فقرات الكتاب المدرسي السالف الذكر أو الذين تفاعلوا مع الموضوع دفاعًا عن الفلسفة إلى التروي في إصدار أحكام من دون التزام الشروط والضوابط العلمية والمنهاجية لإعداد الوثائق التربوية وخاصة الكتب المدرسية والتي تؤسس لإقرار مساحات للحرية والتعدد وقبول الآخر في التعاطي التربوي مع القضايا المثيرة للنقاش»، مع التأكيد على ما قالت: إنه سلف أن نبهت إليه من «التزامها بالتعاطي الإيجابي مع كل المقترحات والملاحظات النقدية البناءة من أجل تجويد المنهاج والكتب المدرسية لجميع المواد الدراسية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.