هاجم بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، السلطة الفلسطينية، واتهمها بعدم الرغبة في السلام، وطلب منها بسخرية أن تختار بين تفكيكها والوحدة مع حركة حماس.
وقال نتنياهو: «السلطة الفلسطينية تحدثت أمس عن تفكيكها، واليوم تتحدث عن الوحدة مع حماس، هل يريدون التفكيك أم الوحدة؟». وأضاف: «عندما يريدون السلام معنا فليتصلوا بنا، لأننا نريد أن نعرف متى سيكون ذلك». وكان نتنياهو يعقب على تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) قال فيها إنه لا يمانع في تسليم مفاتيح السلطة لأي ضابط إسرائيلي، في حال بقي الجمود في عملية السلام كما هو، وتصريحات أخرى أعلن فيها نيته تحقيق مصالحة مع حركة حماس.
وانطلقت أمس نقاشات مع حماس حول آليات تنفيذ اتفاق المصالحة السابق إثر وصول وفد من منظمة التحرير الفلسطينية إلى غزة. وقال رئيس الوفد عزام الأحمد، أمس، بعد لقائه عباس وقبل أن يسافر إلى القطاع، إن «مهمة الوفد تنفيذ الاتفاقات الموقعة سابقا، والتي تنص على تشكيل حكومة توافق وطني من كفاءات مستقلة، برئاسة الرئيس، والاتفاق على موعد الانتخابات بكل أشكالها، عبر إعلان موعد الانتخابات بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة، أو تخويل الرئيس بالتشاور مع الفصائل والفعاليات الفلسطينية لتحديد موعدها، والاتفاق على بدء عمل لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير». وأضاف في تصريح بثته وكالة الأنباء الرسمية: «أي تغيير غير وارد الآن». وتابع الأحمد: «بعد ذلك كل القضايا الأخرى هي تفصيلية، ومن مهمة حكومة التوافق الوطني أن تبدأ في تنفيذها على الفور».
ويأتي تحرك وفد المنظمة في ذروة التهديد بحل السلطة، الذي أصبح مثل كرة ثلج تتدحرج. ومن المفترض أن يناقش المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي يجتمع السبت المقبل، مصير السلطة والمصالحة مع حماس كذلك.
ولا يعتقد أن يقرر المركزي حل السلطة، لأنه خيار غير عملي بالنسبة لمستقبل الفلسطينيين، ويعده الكثيرون خطوة كارثية إلى الخلف. كما حذرت إسرائيل والولايات المتحدة من الإقدام على مثل هذا الخيار. وطالب وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتنفيذ عقوبات على الفلسطينيين إذا ما قرروا حل السلطة.
واقترح إلغاء الحصانة التي يتمتع بها قادة منظمة التحرير الفلسطينية، ومنع أي سفر للفلسطينيين بين الضفة وغزة.
كما حذرت الإدارة الأميركية السلطة من مغبة الإقدام على حل نفسها. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في إيجاز للصحافيين في واشنطن بأنه ستكون لمثل هذه الخطوة تداعيات خطيرة على العلاقات بين الولايات المتحدة والفلسطينيين، بما في ذلك المساعدات الاقتصادية الأميركية.
وفي غضون ذلك، استؤنفت، أمس، المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بحضور المبعوث الأميركي لعملية السلام مارتن أنديك، في محاولة للوصل إلى اتفاق مع بدء العد التنازلي انتهاء المهلة المحددة.