100 شخصية معارضة تشترط «تثبيت الهدنة» و«إشراك الهيئة» لحضور آستانة

مصادر تتحدث عن تشكيل موسكو لقوة عسكرية من الفصائل والنظام

عناصر من حركة {أحرار الشام} في دورية حول «الباب» بريف حلب في 23 ديسمبر الماضي ضمن معركة {درع الفرات} لتحرير البلدة من {داعش} (إ ب)
عناصر من حركة {أحرار الشام} في دورية حول «الباب» بريف حلب في 23 ديسمبر الماضي ضمن معركة {درع الفرات} لتحرير البلدة من {داعش} (إ ب)
TT

100 شخصية معارضة تشترط «تثبيت الهدنة» و«إشراك الهيئة» لحضور آستانة

عناصر من حركة {أحرار الشام} في دورية حول «الباب» بريف حلب في 23 ديسمبر الماضي ضمن معركة {درع الفرات} لتحرير البلدة من {داعش} (إ ب)
عناصر من حركة {أحرار الشام} في دورية حول «الباب» بريف حلب في 23 ديسمبر الماضي ضمن معركة {درع الفرات} لتحرير البلدة من {داعش} (إ ب)

انطلقت يوم أمس مباحثات سوريا - تركية في أنقرة للبحث في اتفاق وقف إطلاق النار و«مؤتمر آستانة» المزمع عقده في العاصمة الكازاخستانية، فيما تضاربت المعلومات حول مشاركة ممثلين روس أو عدمها.
وبعدما كانت بعض المصادر قد أشارت إلى احتمال تأجيل موعد المؤتمر إلى شهر فبراير (شباط) المقبل، نفى مصدر دبلوماسي روسي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» هذا الأمر، مؤكدًا أنه سيُعقد في 23 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وقد حملت نحو مائة شخصية معارضة، سياسية وعسكرية، يوم أمس إلى اجتماعات أنقرة «مسودة شروط»، كانت قد توصلت إليها خلال اجتماع لها عقدته أول من أمس، وترتكز بشكل أساسي على تثبيت الهدنة، ووقف شامل لإطلاق النار في سوريا، إضافة إلى تمسكها بإشراك المعارضة السياسية في المفاوضات بالعاصمة الكازاخستانية، بعدما كانت موسكو تحاول الاكتفاء بوفد عسكري يضم ممثلين عن الفصائل.
ولفت عضو المكتب السياسي للجيش الحر، زكريا ملاحفجي، إلى أن موافقة روسيا على شروط المعارضة ستحدّد القرار النهائي لجهة مشاركة المعارضة أو عدمه في مؤتمر آستانة، إضافة طبعًا إلى ترسيخ الهدنة بعدما كانت الفصائل قد هدّدت بالرد على خروقات النظام. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «المجتمعين الذين بلغ عددهم نحو مائة شخصية ينتمون إلى قوى سياسية وعسكرية، منها الائتلاف الوطني والهيئة العليا والحكومة المؤقتة، اتفقوا على ضرورة أن يكون وفد المعارضة إلى آستانة يجمع بين الفصائل والهيئة العليا، وقد يتم تشكيل وفد من الطرفين ترأسه شخصية متفق عليها من الجميع، وهو الأمر الذي سيكون بندًا أساسيًا على جدول أعمال اجتماعات أنقرة».
وأشار ملاحفجي إلى أنه ووفقًا للمعلومات المتوفرة، يبدو أن تركيز الروس على التفاوض مع الفصائل العسكرية يهدف بالدرجة الأولى إلى تشكيل قوى عسكرية مشتركة بينها وبين قوات النظام كمرحلة أولى في أي حلّ في سوريا، وهو الأمر الذي قد يضمن برأي روسيا تثبيت وقف إطلاق النار، تمهيدًا للانتقال إلى خطوات الحل السياسي، مضيفًا: «كذلك فإن وفد النظام المتوقع حضوره إلى آستانة، وتعمل روسيا على التفاوض معه، يتألف من شخصيات عسكرية، وهو ما يوحي بأن المفاوضات تأخذ في هذه المرحلة منحى عسكريًا أكثر منه سياسيا».
من جهة أخرى، قال مصدر دبلوماسي فرنسي، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن روسيا تحاول طرح مبدأ تشكيل حكومة سوريا انتقالية، تضم وزراء من النظام والمعارضة والمستقلين، وشدد على أن مجموعة أصدقاء سوريا التي تضم عددًا كبيرًا من الدول، لن تقبل بمثل هذا الطرح إطلاقًا، وتُصر على ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، وفق ما نص عليه جنيف - 1 عام 2012، وكل القرارات الأممية التالية له. وقال المصدر الدبلوماسي إن ما يطرحه الروس هو «محاولة لترويض المعارضة السورية»، على حد وصفه.
وفيما من المتوقع أن يحسم مصير مشاركة المعارضة، بناء على نتائج اجتماع أنقرة الذي من المتوقع أن تمتد جلساته إلى اليوم، بحسب مصادر مطلعة، لافتة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المعلومات كانت قد أشارت إلى أن التمثيل التركي والروسي سيكون على مستوى رفيع، وأضافت أن «التواصل مع المشاركين خلال انعقاد الاجتماع أمر مستحيل، على اعتبار أنهم يكونون ممنوعين من التواصل مع الخارج بعدما تؤخذ منهم هواتفهم».
ونقلت وكالة «آكي» عن مصادر من الفصائل المعارضة المسلحة المشاركة بالاجتماعات، قولها «إن الروس مارسوا ضغوطًا من أجل استثناء بعض المناطق السورية من الهدنة، ومن بينها ريف دمشق والوعر بحمص، كما شددوا خلال الاجتماعات على أن مؤتمر آستانة لن يطرح مصير الرئيس السوري، ولن يُطالب بتغيير النظام السوري، وإنما سيضع أرضية مشتركة وسطية تسمح ببدء المفاوضات بين المعارضة والنظام في جنيف».
وأشارت المصادر إلى أن ممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة الموقّعة على «اتفاق أنقرة» للهدنة نهاية الشهر الماضي، عرضوا على الوفدين الروسي والتركي «ضرورة وقف خرق إطلاق النار في وادي بردى كشرط لحضور آستانة، وإدخال لجنة أممية للوقوف على خروقات النظام وميليشياته في تلك المنطقة، والسماح للجان الصيانة التي يمنعها النظام بالوصول إلى نبع الفيجة لإصلاح مضخات المياه التي تسمح بتزويد جزء من العاصمة دمشق بمياه الشرب، لكن الروس وافقوا فقط على الطلب الأخير.
وكانت المعارضة السياسية السورية قد اعتبرت اجتماعات أنقرة بين الروس والأتراك من جهة، وممثلي فصائل المعارضة السورية وسياسيين معارضين من جهة أخرى، بمثابة «اختبار لمدى جدية موسكو في التعامل مع خروقات النظام في أكثر من منطقة، خصوصًا وادي بردى»، وأكدت أن نتائج هذه المباحثات ستحدد قرار المشاركة في آستانة من عدمه.
إلى ذلك، قالت مصادر قريبة من المحادثات الحالية بين الجانبين الروسي والتركي والمعارضة السورية في أنقرة إنه لم يرشح حتى الآن ما يشير إلى احتمال إرجاء مفاوضات آستانة المقترحة بين الأطراف السورية عن موعدها المحدد في 23 يناير الحالي.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الروسي سيرغي لافروف يتابعان سير المحادثات الحالية في أنقرة لتقييم وقف إطلاق النار في سوريا الذي بدأ سريانه منتصف ليل 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بضمان من روسيا وتركيا.
ولفتت المصادر إلى أن الاتصال الذي جرى ليل الثلاثاء – الأربعاء، بين الوزيرين التركي والروسي، تناول التطورات في سوريا، وخروقات وقف إطلاق النار، وحصيلة ما جرى مناقشته في لقاءات أنقرة التي تم توسيعها أمس لتشمل شخصيات من المعارضة من داخل وخارج سوريا، ومعارضين مستقلين لم تسبق لهم المشاركة في المحادثات التي استضافتها أنقرة من قبل، والتي اقتصرت على ممثلي الفصائل المسلحة مع الجانب الروسي.
وأشارت المصادر إلى أن وزيري الخارجية أكدا ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، ومعاقبة الأطراف التي ترتكب خروقات، موضحة أن ممثلي المعارضة ركزوا خلال هذه المحادثات على ضرورة أن تضغط موسكو بقوة على النظام السوري لوقف خروقاته، وكذلك الميليشيات الموالية له في وادي بردى بريف دمشق.
وفي السياق، نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أنه يتوجب أن يأخذ الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي مكانه على طاولة مفاوضات البحث عن حل سياسي طويل الأمد في آستانة.
وقال تونر إن بلاده ترى أن الطريق الوحيد لوضع حد للحرب في سوريا، هو المساعي التي ترعاها الأمم المتحدة في سبيل إيجاد حل للأزمة في هذا البلد... «يجب أن يدرج أكراد سوريا في هذه المرحلة أيضًا». وجدد تونر تأكيده على عدم إمداد الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية بالسلاح.
من جانبه، قال ويسي كايناك، نائب رئيس الوزراء التركي، أمس (الأربعاء)، إن حلفاء لتركيا ما زالوا يقدمون السلاح لوحدات حماية الشعب الكردية السورية، وتساءل: «ما الذي يمكن أن تفعله على طاولة السلام؟».
في سياق متصل، قتل 11 إرهابيًا من تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الباب السورية، في غارات لمقاتلات تابعة لسلاح الجو التركي.
وذكر الجيش التركي، أمس، أن مقاتلاته استهدفت 12 هدفًا تابعًا للتنظيم، عرف من بينها 3 ملاجئ، ونقطتا تفتيش، ومخزن سلاح، و6 أماكن سلاح.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.