إبعاد النائب العربي باسل غطاس من الكنيست لستة أشهر

على خلفية تهريب هواتف جوالة إلى أسرى فلسطينيين

إبعاد النائب العربي باسل غطاس من الكنيست لستة أشهر
TT

إبعاد النائب العربي باسل غطاس من الكنيست لستة أشهر

إبعاد النائب العربي باسل غطاس من الكنيست لستة أشهر

قررت لجنة الآداب البرلمانية في الكنيست الإسرئيلي (البرلمان)، أمس، منع النائب العربي، من القائمة المشتركة، الدكتور باسل غطاس، من مزاولة نشاطه وعمله البرلماني لمدة ستة أشهر، مع السماح له فقط بالتصويت على القوانين والمقترحات في الهيئة العامة للكنيست. ويعتبر هذا أعلى عقاب تستطيع اللجنة اتخاذه، حسب القانون، وقد أصدرته عقابا له على الشبهات بتهريب هواتف جوالة إلى الأسرى الفلسطينيين في سجن «كتسيعوت» في النقب. وفي إطار الإبعاد والعقوبات المفروضة، لن يسمح للنائب غطاس بالحديث والنقاش خلال مداولات اللجان البرلمانية، كما يمنع من تقديم اقتراحات قوانين أو إلقاء خطب وتصريحات في الهيئة العامة للكنيست، على أن يسمح له فقط، بالمشاركة بالتصويت بالكنيست.
وقد عقب النائب غطاس على القرار بالقول، إنه «يشكل انتقاما سياسيا من قبل لجنة سياسية اتخذت قرارا غير مسبوق، كونه يصدر حكمًا عقابيًا قبل أن ينتهي التحقيق، وقبل أن تقرر الشرطة أو النيابة التقدم في الملف». وأضاف غطاس، أن «لجنة الآداب قررت أن تحل مكان المحكمة ومكان الشرطة والقضاة، وخولت نفسها إصدار أحكام في خضم التحقيق وقبل أن ينتهي. ولذلك، فمن الواضح أن هذا القرار سياسي لا يمت للعدل أو تقصي الحقيقة». وأكد غطاس أن هذا السقوط المستمر في الجهاز القضائي والجهاز السياسي على حد سواء، في هذه القضية، ينم عن تربص ونية انتقامية من قبل المؤسسة، بسبب كون القضية ضد نائب عربي، بينما لا تفعل المؤسسة أي شيء عندما يتعلق الموضوع بأعضاء كنيست يهود، أو عندما يتعلق الموضوع برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يتهرب من التحقيقات والمشتبه به بملفات رشى وفساد. وأوضح النائب غطاس، أن اللجنة لم تتخذ، في السابق، قرارًا مثل هذا بحق عضو كنيست يهودي قبل أن ينتهي التحقيق معه. وقال غطاس، إنه سيدرس التوجه بالتماس للمحكمة العليا لإبطال القرار.
المعروف أن النائب غطاس كان قد اعتقل وخضع للتحقيق طيلة خمسة أيام، ثم أطلقت محكمة الصلح في ريشون لتسيون، سراحه في الأسبوع الماضي، وأحالته إلى الاعتقال المنزلي لمدة 10 أيام وإيداع كفالة مالية قدرها 50 ألف شيكل. كما قررت منعه من السفر إلى الخارج وزيارة الأسرى لمدة 180 يوما. لكنها أبقت على حقه في المشاركة في التصويت بالكنيست. واعتقلت الشرطة غطاس، بعد أن أعلنت عن وجود شريط يوثق كيفية تسليمه الهواتف الجوالة إلى أسيرين زارهما في السجن، وهما وليد دقة وباسل البزرة.
وقدمت النيابة العامة في لواء الجنوب، أمس، لائحة اتهام في المحكمة المركزية في بئر السبع، ضد أسعد دقة، شقيق الأسير المؤبد وليد دقة، بتهمة تسليمه الهواتف الجوالة إلى عضو الكنيست باسل غطاس، لكي يهربها إلى شقيقه وليد والأسير بزرة في سجن «كتسيعوت». وحسب لائحة الاتهام، فقد تآمر الثلاثة على إدخال الهواتف لتوزيعها على الأسرى الأمنيين، وبعد ذلك انضم إليهم الأسير باسل بزرة. وجاء في لائحة الاتهام، أن دقة كان يعرف بأن ما فعله سيسبب الخطر لحياة الناس: «المتهم كان يعرف أنه سيتم نقل أجهزة الاتصال إلى أسرى أمنيين في السجن، ورأى مسبقا الإمكانية الواردة بأن يسبب استخدام الأجهزة خطرا لحياة الناس، أو التسبب بعمل تخريبي خطير لشخص، أو المس بأمن الدولة، أو مساعدة تنظيم إرهابي».
وحسب لائحة الاتهام، أيضا، فقد التقى دقة وغطاس في محطة الوقود على شارع 6. وهناك سلمه مغلفا يحوي 12 هاتفا جوالا وأجهزة شحن. والتقى غطاس مع الأسير وليد دقة وسلمه وثائق، لا يجري تفصيلها في لائحة الاتهام، وبعد ذلك التقى غطاس مع الأسير بزرة وسلمه المغلف. ويتهم دقة بمخالفة منع استخدام ممتلكات لأهداف إرهابية، وإدخال أجهزة اتصال إلى السجن بشكل غير قانوني.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».