يعيش لبنان فترة سياحية ذهبية بسبب وصول حجوزات السفر إليه بنسبة 100 في المائة خلال فترة الأعياد المجيدة. وفي اتصال مع سلام داغر أحد المسؤولين عن حجوزات السفر إلى لبنان في «طيران الشرق الأوسط»، أكد أن الرحلات اكتملت وأصبح من المتعذّر إيجاد حجوزات في الفترة الممتدة بين 21 و24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وأشار إلى أن الشركة (MEA) اضطرت إلى زيادة الرحلات (إكسترا) لتصبح مضاعفة في بعض مدن المملكة السعودية، ولا سيما من جدة والرياض. وقال: «هذا الأمر لم يقتصر فقط على دول الخليج، بل طال أيضًا الأردن ومصر، بحيث اضطررنا إلى تسيير رحلات إضافية لتصل إلى 3 رحلات يوميًا بدلاً من رحلة واحدة أو اثنتين ولتلامس الخمس رحلات أحيانًا».
أما بالنسبة لدول أوروبا، ولا سيما تلك المتعلقة بالعاصمة الفرنسية باريس، فإن جميع الرحلات بين فترة 22 و24 ديسمبر الحالي اكتملت تمامًا، وهي تقل في معظمها لبنانيين يستقرون فيها ويتوجهون إلى بلدهم الأم لتمضية فترة الأعياد فيه. وابتداء من الأول من الشهر المقبل يبدأ المغتربون في العودة، بحيث تشهد حجوزات الإياب الازدحام نفسه.
ويؤكد جان بيروتي (نقيب المؤسسات البحرية السياحية في لبنان)، أن لبنان يعيش حاليًا فترة ذهبية في هذا المجال، وأن عمليتي انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة ساهمتا بشكل أساسي في هذا الموضوع. وقال: «لقد كنت أخيرًا في مؤتمر سياحي عقد في بروكسل وعلمنا أن الحركة السياحية فيها تراجعت بنسبة 40 في المائة بسبب أعمال الإرهاب السائدة في أوروبا عامة. أما في لبنان فإننا فخورون باستتباب الأمن على أراضيه، مما انعكس إيجابًا على نسبة حجوزات رحلات السفر إليه. وهذا الأمر لمس أيضًا حجوزات الفنادق التي تجاوزت الـ80 في المائة، مما يبشر بموسم سياحي مزدهر سنعيشه في فترة الأعياد». وأضاف: «كنا في لبنان بأمس الحاجة للاستقرار السياسي من أجل الانطلاق بفترة أعياد مزدهرة، كون الشق الأمني مؤمنًا لدينا عكس الدول الأوروبية تمامًا».
ويبلغ معدل عدد الركاب في رحلة واحدة إلى لبنان نحو 240 شخصًا، مما يعني أن الألوف من المسافرين سيصلون إلى لبنان يوميًا وتباعًا، خصوصًا أن حجوزات السفر المكتملة هذه لا تقتصر فقط على الخطوط اللبنانية (ميدل إيست)، بل تطال أيضًا خطوط طيران عربية أخرى كالإماراتية والعمانية والسعودية وغيرها، التي كانت قد أعلنت عن اكتمال حجوزاتها إلى لبنان قبل فترة، كون أسعارها أقل من تلك الخاصة بطيران الشرق الأوسط.
ويبدو أن معظم الرحلات تحمل على متنها لبنانيين مغتربين، يقصدون لبنان بهدف تمضية عطلة الأعياد فيه، وأن هذا الازدحام الذي يشهده لبنان عادة في حجوزات السفر في هذه الفترة من السنة، شهد ارتفاعًا ملحوظًا عشية الأعياد، بعدما كانت هذه النسبة في السنوات السابقة تبلغ نحو 85 في المائة.
ومن ناحية ثانية، فقد أشار الأمين العام لأصحاب الفنادق في لبنان وديع كنعان، إلى أن ثقة السائحين بلبنان عادت بعد المصالحة الوطنية التي تمت، من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. ولفت إلى أن الفنادق بدأت تستقبل حجوزات من دول الخليج، خصوصًا من اللبنانيين هناك، بالإضافة إلى حجوزات أخرى من أوروبا ولا سيما من فرنسا، مؤكدًا أن فترة أعياد الميلاد ورأس السنة ستكون جيدة جدًا في لبنان. وقال: «نسبة إشغال الفنادق اللبنانية في فترة الأعياد داخل بيروت تخطت 80 في المائة، فيما بلغت خارجها بالتحديد على الساحلين الشمالي والجنوبي نسبة لامست 70 في المائة». وأضاف: «أما في مناطق الوسط والجبلية منها، فإن نسبة الإشغال ستتراوح بين 35 و50 في المائة». وتوقع كنعان أن تفوق نسبة الحجوزات في الفنادق القريبة من مراكز التزلج 90 في المائة ولتتدنى إلى نسبة 50 في المائة في الفنادق الأبعد عنها.
لبنان يعيش فترة سياحية ذهبية بفضل اكتمال حجوزات السفر
لبنان يعيش فترة سياحية ذهبية بفضل اكتمال حجوزات السفر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة