قد يبدو الفرق صارخا بين الدعم الذي قدمه مشاهير هوليوود للرئيس باراك أوباما خلال حملاته الانتخابية ويوم تنصيبه، وخلال فترة رئاسته، مقارنة برفض أغلبهم المشاركة بالأداء في حفل تنصيب دونالد ترامب. فحتى الآن لم يقبل أي مغن مشهور الدعوة للغناء في الحفل، وحرص معظمهم على إعلان ذلك الرفض حتى لا يسارع معجبوهم بانتقادهم.
ولكن ترامب لا يعرف عنه الصمت في مواجهة منتقديه؛ فقد لجأ إلى ساحته المفضلة في «تويتر» للرد على هؤلاء المشاهير، وكتب «من يطلقون عليهم اسم (القائمة الأولى) يريدون تذاكر لحضور الحفل، ولكن انظر ما فعلوا لهيلاري: لا شيء. أنا أريد الشعب». وجاءت تغريدته ليل الخميس في الوقت نفسه الذي أعلن فيه خبر مشاركة فرقة «روكيت» في الحفل إلى جانب المغنية الشابة جاكي إيفانشو، التي اشتهرت مؤخرا عندما غنت في البرنامج التلفزيوني «أميركان تالينتز» (مواهب أميركية وفرقة الترتيلات الموسيقية التابعة للكنيسة المرمونية في سولت ليك سيتى (ولاية يوتا).
ولكن يبدو أن أيضا أن هناك بعض عضوات فريق روكيتز ممن لم تعجبهم فكرة الغناء في الحفل فكتبت فيبي بيرل على «إنستغرام» أنها تشعر «بالحرج وخيبة الأمل»؛ كونها ستغني في الحفل، مضيفة أنها تجد أن اللغة التي درج الرئيس المنتخب على استخدامها للحديث عن النساء واتهامات له بالتحرش «تمثل كل ما نعارضه».
ولم يعد سرا أن نجوما آخرين سيقاطعون حفل التنصيب. منهم: جاكي ايفانكو، أندريا بوتشيلي، إلتون جون، غارث بروكس، وأخيرا سيلين ديون.
قبل الانتخابات الرئاسية، سال دين رايدار، شاعر ومؤلف، الشعراء الأميركيين «إذا فاز ترامب بالرئاسة، وإذا طلب من واحد منكم تأليف قصيدة، وقراءتها في حفل التنصيب، هل توافقون؟».
رد أكثرهم بأنهم لن يفعلوا ذلك. واحتار عدد قليل منهم، مثل: دانا ليفين، شاعرة في سانتا في (ولاية نيومكسيو). سألت نفسها «هل أرفض الدعوة بكل أدب؟ أو أقبلها، وأذهب، وأستخدمها نوعا من الاحتجاج؟ أو هل أهرب في البرية من دون إجابة، حتى ينتهي عهد ترامب؟».
واستغل معارضو ترامب الأمر للسخرية منه، وكان في المقدمة برنامج «ساترداي نايت لايف» (ليلة السبت على الهواء) في تلفزيون «إن بي سى» التي يقوم من خلالها النجم أليك بولدوين بتقمص شخصية ترامب.
حتى مساء أمس (الجمعة)، استمر «القتال» بين ترامبين: ترامب الحقيقي (الرئيس المنتخب)، وترامب الممثل (اليك بولدوين)، ففي يوم الخميس الماضي، غرد بولدوين في «تويتر»: «سيكون يوم تنصيب ترامب (20 يناير/كانون الثاني)، أول يوم في عداد بقية أيام ترامب في البيت الأبيض».
وفي تغريدة أخرى، قال «اقترب يوم تنصيب أكثر رئيس أميركي مكروه» و«سأغني في حفل تنصيب ترامب. سأغني أغنية (الطريق إلى الجحيم)». يوم السبت الماضي، سخر بولدوين من ترامب بسبب ما سماه «أكبر إحراج في تاريخ تنصيب الرؤساء». أثناء البرنامج الفكاهي، دخلت فتاة، وقالت «توجد في هذا الظرف قائمة أسماء الذين سيغنون في حفل ترامب». فتح ترامب الممثل الظرف، وأخرج ورقة صغيرة جدا، وليس فيها أي اسم.
وفي سلسلة المغنين الرافضين لدعوة ترامب كان المغني إلتون جون، ففي البداية قال أنتوني سكراكماتشو، وهو أحد مستشارين ترامب، إنه سيحضر. لكن، مدير علاقات المغني البريطاني سارع ونفى قائلا باسمه «لست جمهوريا لمليون عام».
وأعلن غارث بروكز، مغنى «كانتري ميوزيك» (أغاني الريف) أنه ربما سيحضر الحفل. وقال لموقع «تى إم زي» «تجدوني دائما في خدمة رؤساء الوطن، جمهوريين أم ديمقراطيين». لكن، في وقت لاحق، غرد مدير علاقاته العامة بأنه «لم يلتزم حتى الآن».
أما بالنسبة للموسيقار الإيطالي أندريا بوتشيلي، قال توماس باراك، رئيس الفريق الانتقالي لترامب، في عجرفة واضحة، إنه عرض أن يحضر، لكن «قلنا له لا نحتاج إليك».
وفي الحال، غضب أكثر من 226.000 من متابعي بوتشيلي في «تويتر»، وبدأوا هاشتاغ «#بويكوت بوتشيلي» (قاطعوا بوتشيلى). وغرد واحد منهم: «أحبك يا بوتشيلي. لكن، لن أستمع لك أبدا إذا حضرت حفل ترامب».
أمس (الجمعة)، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» خلفية تاريخية لاشتراك فنانين وشعراء في حفلات تنصيب رؤساء الجمهورية. مما قالت إن العادة بدأت في تنصيب الرئيس جون كنيدي (عام 1961) عندما أنشد الشاعر روبرت فروست قصيدة. وأنشدت الشاعرة السوداء مايا انجيلو في تنصيب الرئيس بيل كلينتون (عام 1993) ثم في تنصيب الرئيس باراك أوباما (2009).
فنانون وشعراء يقاطعون حفل تنصيب ترامب
رد عليهم بمهاجمتهم على تويتر
فنانون وشعراء يقاطعون حفل تنصيب ترامب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة