قائد عسكري يمني: الميليشيات تواصل تهجير أهالي تعز

قال إن الانقلابيين دفعوا بتعزيزات شرق وغرب المحافظة

جانب من المنازل التي هدها قصف الميليشيات في تعز (أ.ف.ب)
جانب من المنازل التي هدها قصف الميليشيات في تعز (أ.ف.ب)
TT

قائد عسكري يمني: الميليشيات تواصل تهجير أهالي تعز

جانب من المنازل التي هدها قصف الميليشيات في تعز (أ.ف.ب)
جانب من المنازل التي هدها قصف الميليشيات في تعز (أ.ف.ب)

أكد رئيس عمليات اللواء 17 مشاه، العقيد عبده حمود الصغير لـ«الشرق الأوسط»، مواصلة «ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية عملية تهجير أهالي تعز، وأهالي قرية حذران في الربيعي كانوا آخر ضحايا التهجير الممنهج».
وتواصل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية قصفها على أحياء مدينة تعز وقرى حيفان والصلو، جنوب المدينة، وارتكاب مزيد من الانتهاكات من قتل وقنص ومطاردات وملاحقات للأهالي وتهجير للأهالي من قراهم، حيث باشرت الميليشيات، أمس، بعملية تهجير لما تبقى من أهالي قرية حذران، شمال غربي جبل هان غرب تعز، بشكل قسري وبقوة السلاح.
كما قصفت الميليشيات بشكل أعنف منطقة الصياحي والربيعي، غربا، بمختلف الأسلحة، والأحياء الشمالية والشرقية، ويرافقها تكرار محاولاتها للوصول إلى مواقع الجيش اليمني واستعادة مواقع تم دحرهم منها، حيث اشتدت المعارك بشكل أعنف في محيط معسكر التشريفات والقصر الجمهوري، شرقا.
وأضاف الصغير أن «جميع جبهات القتال بتعز ما زالت مشتعلة، ويرافقها القصف العنيف، إضافة إلى دفع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بأعداد كبيرة من المسلحين والعتاد العسكري إلى مواقعها في محاولة منها الهجوم على مواقع الجيش واستعادة التقدم والسيطرة على مواقع خسرتها الميليشيات، وتدفع بتعزيزاتها بشكل أكبر إلى الجبهات الغربية والشرقية».
وحول متطلبات الحسم العسكري ودحر الميليشيات الانقلابية من تعز وفك الحصار عنها، أكد العقيد عبده الصغير، أنه «منذ بدء خروج المعركة إلى خارج مدينة تعز، أصبح الاحتياج إلى الأسلحة الثقيلة كالمدرعات والدبابات للدخول إلى هذه المناطق الجديدة ضرورة، وهناك تنسيق مستمر بين الجيش اليمني وقوات التحالف العربي حول ذلك».
إنسانيا، وفي حين تواصل ميليشيات الحوثي وصالح حصارها المطبق على جميع مداخل مدينة تعز وتمنع دخول المواد الغذائية والطبية والدوائية والمشتقات النفطية من دخول المدينة، استمرارا لمواصلة نهج قتل وتجويع أهالي تعز، وجه محافظ المحافظة، علي المعمري، بتشكيل «لجنة تضم عددا من الخبراء والمهندسين لإجراء عملية مسح ميداني لعدد من الطريق التي تربط بين محافظتي عدن وتعز».
وقال بيان صادر عن مكتب المحافظ: «ستقوم اللجنة بالتنسيق مع شركة النفط اليمنية بإجراء عملية مسح ميداني لعدد من الطرق الرابطة بين عدن وتعز ورفع تصور باحتياجاتها لضمان سهولة وصول ناقلات النفط والوقود إلى مدينة تعز، التي تشهد شحا كبيرة في الوقود والمشتقات النفطية وارتفاع أسعارها منذ عامين بعد إغلاق الخطوط الرئيسية بين تعز ومحافظتي عدن ولحج من قبل الميليشيات الانقلابية».
من جهة أخرى، شهد شارع جمال، وسط مدينة تعز، أمس، وقفة احتجاجية نظمها ناشطون من أبناء المحافظة، جددوا فيها مطالباتهم من «قيادة الشرعية بسرعة تحرير المحافظة وتفعيل مؤسسات الدولة والاهتمام بأسر الشهداء ومعالجة الجرحى ودعم مشافي المدينة وصرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين وسرعة استكمال دمج المقاومة في الجيش اليمني».
وفي جبهة ميدي، تستمر المواجهات بين الجيش اليمني والميليشيات الانقلابية، في الوقت الذي أعلن الجيش مواصلة الفرق الهندسية عملية نزع الألغام وتطهير المناطق المحررة في ميدي بمحافظة حجة، وللأسبوع الثاني على التوالي.
وكان الجيش اليمني قد أعلن إتلافه ما يقارب من 700 لغم أرضي الأسبوع الماضي، حيث قامت بتفجيرها بعد نزعها من مناطق تم تحريرها من ميليشيات الحوثي وصالح.
وذكر المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، جبهة ميدي، مقتل اثنين من عناصر الميليشيات وجرح ثلاثة آخرين، جراء غارة جوية لطيران التحالف استهدفت مركز تدريب للميليشيات في جنوب مدينة ميدي، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، إضافة إلى استهداف مخزن للصواريخ في مديرية مستبأ، إحدى مديريات محافظة حجة، وأسفر عن مقتل 18 شخصا من الميليشيات الانقلابية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.