شركة يابانية تسعى لتنظيف الفضاء من القمامة

إطلاق مركبة لحصر الأنقاض المتناثرة في عام 2018

لمحة داخل شركة «أستروسكيل» بالعاصمة اليابانية التي تتطلع لدخول مجال إدارة المخلفات الفضائية (نيويورك تايمز) - الشركة تعمل على صناعة مجسات وصواريخ مناورة لمساعدة المركبة التي سترسلها في 2018 في تعقب وحصر قطع الأنقاض (نيويورك تايمز)
لمحة داخل شركة «أستروسكيل» بالعاصمة اليابانية التي تتطلع لدخول مجال إدارة المخلفات الفضائية (نيويورك تايمز) - الشركة تعمل على صناعة مجسات وصواريخ مناورة لمساعدة المركبة التي سترسلها في 2018 في تعقب وحصر قطع الأنقاض (نيويورك تايمز)
TT

شركة يابانية تسعى لتنظيف الفضاء من القمامة

لمحة داخل شركة «أستروسكيل» بالعاصمة اليابانية التي تتطلع لدخول مجال إدارة المخلفات الفضائية (نيويورك تايمز) - الشركة تعمل على صناعة مجسات وصواريخ مناورة لمساعدة المركبة التي سترسلها في 2018 في تعقب وحصر قطع الأنقاض (نيويورك تايمز)
لمحة داخل شركة «أستروسكيل» بالعاصمة اليابانية التي تتطلع لدخول مجال إدارة المخلفات الفضائية (نيويورك تايمز) - الشركة تعمل على صناعة مجسات وصواريخ مناورة لمساعدة المركبة التي سترسلها في 2018 في تعقب وحصر قطع الأنقاض (نيويورك تايمز)

وسط منطقة صناعية كئيبة محاطة بالمستودعات والمصانع، يقع مكتب شركة «أستروسكيل» بالعاصمة اليابانية طوكيو، ويبدو من موقع المكتب أنه يتلاءم مع طبيعة عمل شركة تتطلع إلى دخول مجال إدارة المخلفات.
من السهل لأي زائر للمكتب ملاحظة ما يدل على أن مؤسسها، ميتسونوبو أوكادا، يتطلع لأن يصبح أكثر من مجرد جامع للقمامة. فعلى امتداد الممر المؤدي إلى غرفة الاجتماعات تشاهد الجدران وقد زينتها صور للكواكب، وتحتل صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية أحد الأركان.
يقف أواكادا ليحي الزوار بقميصه الأزرق الداكن الذي يحمل شعار واسم شركته «كناسي الفضاء». فأوكادا مقاول صاحب رؤية لتأسيس أول شركة مهمتها تنظيف مخلفات القمامة التي خلفها الإنسان في أماكن يصعب الوصول إليها مثل منصات الصواريخ المستهلكة، والأقمار الصناعية غير الفعالة، وغيرها من المخلفات والأنقاض التي تجمعت في الفضاء أعلى كوكب الأرض منذ سبح «سبوتنك»، أول قمر صناعي، في الفضاء. افتتح أوكادا شركته «أستروسكيل» منذ ثلاث سنوات، لاعتقاده أن وكالات الفضاء المحلية يعانون الأمرين في مواجهة تلك المشكلة، وأن المشكلة يمكن حلها بصورة أسرع بواسطة شركة خاصة صغيرة مقابل المال.
اتخذ أوكادا، 43 عاما، سنغافورة مقرا لشركته الناشئة، فيما افتتح فرعا لشركته في بلده اليابان ليتخصص في الفضاء، حيث يسهل وجود كثير من المهندسين الأكفاء. وتعليقا على نشاطه الجديد، قال أوكادا: «دعونا نواجه تلك المشكلة، فإدارة النفايات ليست بالمشكلة التي تغري وكالات الفضاء للسعي لإقناع دافعي الضرائب لتخصيص مبالغ لها». أضاف: «أحاول باكتشافي الجديد هذا تحويل الفكرة إلى مشروع تجاري».
فعلى مدى نصف القرن الأخير، تناثرت الأنقاض في المدار المنخفض للأرض للدرجة التي جعلت وكالات الفضاء والعلماء يحذرون من الخطر المتزايد من اصطدام تلك المخلفات بالأقمار الصناعية وسفن الفضاء التي تحمل البشر. فبحسب عملية إحصاء قامت بها سلاح الجو الأميركي، فهناك حاليا نحو 23 ألف قطعة مخلفات صلبة كبيرة الحجم - كل قطعة يتعدى حجمها أربع بوصات - جرى رصدها من الأرض.
ويقول العلماء إنه قد يكون هناك عشرات الملايين من القطع الأصغر حجما مثل المسامير أو كتل متجمدة من السوائل المبردة لمحركات الصواريخ التي لا يمكن رؤيتها من الأرض، وحتى أدق الأجسام التي تتحرك في المدار بسرعات عالية قد تشكل خطرا مميتا على سفن الفضاء. ففي عام 1983، عادت سفينة الفضاء «تشالينجر» للأرض، وبحاجب الريح بها (الصدام) ثقب بحجم حبة البازلاء ناتج عن ارتطام رقائق من طلاء قديم متناثر.
ولا يزال مزيد من الخطط في الطريق، وستؤدي في حال تنفيذها إلى زيادة الازدحام في المدار المنخفض للأرض، نظرا لأهميتها للاتصالات على كوكب الأرض. شركات مثل «سبيس إكس» و«ون ويب» تهدف إلى خلق شبكات واسعة جديدة تتألف من مئات أو حتى آلاف الأقمار الصناعية التي تساعد على توفير اتصالات الإنترنت في العالم وتغطية شبكات الهاتف الجوال المتصلة بالأقمار الصناعية. وسوف يؤدي النمو في حركة المرور في الفضاء إلى زيادة خطر الاصطدام، مما يقطع الاتصالات على الأرض، مثلما حدث عام 2009 عندما ارتطم قمر صناعي عسكري روسي بقمر اتصالات أميركي خاص، مما تتسبب في انقطاع اتصالات الهاتف الجوال المتصل بالأقمار الصناعية لبعض الوقت.
الأسوأ من كل ذلك هو أن كل اصطدام كهذا يخلق سحابة من الشظايا، مما يتسبب مستقبلا في حدوث عدد من الاصطدامات الأخرى، وهو ما قد يجعل المدار المنخفض غير قابل للاستخدام.
وأفصح أوكادا، وهو المسؤول الحكومي السابق الذي يعمل بمجال الإنترنت حاليا، أن أزمة مماثلة حدثت منذ نحو أربع سنوات جعلته يعود إلى شغفه القديم بالفضاء عندما كان طفلا، فعندما كان مراهقا عام 1988، سافر إلى ألاباما بالولايات المتحدة للالتحاق بمعسكر تدريبي في علوم الفضاء، وكذلك حضور معسكر بمركز للصواريخ بولاية هانتسفيل، وفي النهاية قرر الالتحاق بكلية إدارة الأعمال بجامعة باردو الأميركية التي درس فيها مثله الأعلى نيل أرمسترونغ. وبعد ذلك أدرك أوكادا أن بمقدوره استغلال خبرته في عالم المشروعات الناشئة - وكان قد أنشأ بالفعل شركة للبرمجيات عام 2009 - للقفز إلى مشروعات نفايات الفضاء.
وستأتي الخطوة الأكثر طموحا عام 2018 عندما تطلق «أستروسكيل» مركبة الفضاء الخاصة بها التي ستحمل اسم «إلسا1»، وستحمل مجسات وصواريخ مناورة لمساعدة المركبة على تعقب وحصر قطع الأنقاض المتناثرة.
فقد استقرت الشركة على طريقة بسيطة وخفيفة الوزن لجمع الأنقاض باستخدام الصمغ، حيث تعاونت «أستروسكيل» مع شركة يابانية تعمل في مجال الكيمياء لصناعة مادة لاصقة تضعها على سطح أملس مثبت بالمركبة، وعندما تصطدم المركبة بالمخلفات والأنقاض ستلتصق بالمركبة، ومن ثم ستسحبها خارج المدار.
إن فكرة إخراج الأنقاض الفضائية خارج المدار ليست بالجديدة، فعندما ظهرت مشكلة مخلفات الفضاء، وباتت ملحة في السنوات الأخيرة، أطلقت وكالات وشركات الفضاء عشرات المصطلحات لتنظيف المدار المنخفض للأرض.
فقد اقترح سلاح الجو الأميركي «مكنسة تعمل بالليزر»، لتقوم بتنظيف مدار الأرض المنخفض باستخدام شعاع الليزر المنبعث من الأرض، لتبخير بقع من على سطح مواد عالقة لتحولها إلى دخان يندفع للأسفل تجاه الغلاف الجوي.
كما نادت مقترحات أخرى باستخدام أذرع إنسان آلي وشبكات، وحبال، وحتى رماح لاصطياد الأنقاض العالقة. غير أن التحدي، وفق الخبراء، يمكن في بناء مركبة فضاء من دون رائد فضاء يمكن استخدامها في التعقب والاقتراب من الأنقاض المعتمة التي تطير بحركات بهلوانية في الفضاء بسرعة 170 ألف ميلا في الساعة.
* خدمة «نيويورك تايمز»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.