كينيا ترحل مواطنين إيرانيين اتهما بالتخطيط لعمل إرهابي

كينيا ترحل مواطنين إيرانيين اتهما بالتخطيط لعمل إرهابي
TT

كينيا ترحل مواطنين إيرانيين اتهما بالتخطيط لعمل إرهابي

كينيا ترحل مواطنين إيرانيين اتهما بالتخطيط لعمل إرهابي

قررت محكمة كينية أول من أمس ترحيل مواطنين إيرانيين متهمين بالتخطيط لعمل إرهابي في العاصمة نيروبي؛ وذلك بعد اعتقالهما على متن سيارة دبلوماسية تتبع للسفارة الإيرانية في نيروبي، وهما يصوران مبنى السفارة الإسرائيلية رفقة سائق كيني، تم التحقيق معهما بتهمة «التجسس والتخطيط لشن عمليات إرهابية». وجاء قرار ترحيل المواطنين الإيرانيين وهما سيد نصر الله إبراهيمي، وعبد الحسين غولا صفافي، إلى بلادهما بعد عقد صفقة مكنت من وقف الإجراءات القضائية وترحيلهما إلى طهران، إثر تدخل رفيع المستوى من السلطات الإيرانية التي نفت التهم الموجهة إلى مواطنيها وقالت إنهما أستاذان في الجامعة يقيمان في طهران. وكانت السلطات الكينية قد اعتقلت الرجلين، يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أثناء وجودهما داخل سيارة دبلوماسية، حيث كانا عائدين من زيارة اثنين آخرين من الإيرانيين المحكوم عليهما بالسجن 15 عاما في كينيا بتهمة «الإرهاب» و«حيازة أسلحة ومتفجرات بشكل غير شرعي»، كان الحكم عليهما بعام 2013 السجن المؤبد قبل أن تخففه محكمة الاستئناف إلى 15 عامًا.
وخلال التحقيقات مع المواطنين الإيرانيين والسائق الكيني، نفى الثلاثة التقاط مقاطع فيديو للسفارة من أجل استخدامها في عمل إرهابي، وفق ما تحدث عنه المحققون خلال جلسات التحقيق، فيما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن المدعي العام دانكان أونديمو قوله إنه قدم طلبا للمحكمة بوقف المحاكمة وترحيل المتهمين إلى إيران فورا ونجح في مسعاه، كما تم الإفراج عن السائق الذي يعمل في السفارة الإيرانية.
الصحف المحلية في كينيا تحدثت عن ترحيل السلطات للمواطنين الإيرانيين، مشيرة إلى أنهما «كانا يتآمران لتفجير السفارة الإسرائيلية بنيروبي»، قبل أن تؤكد أن «وحدة شرطة مكافحة الإرهاب عثرت بحوزة المواطنين الإيرانيين على تسجيل مصور بكاميرا مراقبة لمبنى السفارة»، لتتصاعد أزمة دبلوماسية بين طهران ونيروبي. واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الكيني في طهران، وقدمت له استفسارًا حول قضية اعتقال المواطنين الإيرانيين والتهم الموجهة لهما، فيما نفى متحدث باسم الخارجية الإيرانية ارتكاب أي منهما مخالفات، وقال إنهما محاضران جامعيان. وأكد المتحدث باهرام قاسمي، أن المعتقلَين محاميان ذهبا إلى كينيا لتقديم المشورة القانونية لموكليهما السجناء في نيروبي، وأن الاعتقال تم بعد انتهاء اجتماعهما مع الموكلين في السجن.
وتأتي هذه الحادثة بوصفها ثاني حادثة من نوعها تشهدها الأراضي الكينية يكون أطرافها من إيران؛ ففي 2013 أصدرت محكمة في نيروبي حكما بالسجن مدى الحياة على إيرانيين اثنين عن اتهامات مرتبطة بالإرهاب، من بينها حيازة متفجرات؛ وخفف الحكم في الاستئناف إلى سجنهما 15 عاما. وقبل عام تمامًا، أعلن قائد الشرطة الكينية جوزف بوانيت، أن رجلين كينيين خططا لشن اعتداءات داخل البلاد، رصدت لهما سفريات متعددة إلى الأراضي الإيرانية، وقال حينها: «لدينا أدلة دامغة على تجنيد إيران لكينيين داخل شبكة تجسس، ومهمة هذه الشبكة التحضير لاعتداءات في نيروبي، ولا تستهدف مصالح غربية فحسب، بل أيضًا مواطنينا»؛ وسارعت طهران وقتها بالنفي، وأبدت استعدادها للتعاون مع نيروبي حيال هذا الملف. وفي السنوات الأخيرة اتهم مواطنون إيرانيون بالتخطيط لأعمال إرهابية في عدد من الدول الأفريقية، إضافة إلى تهريب كميات كبيرة من الأسلحة عبر موانئ أفريقية كبيرة باتجاه مجموعات شيعية مسلحة، ولعل من أشهر هذه القضايا ضبط نيجيريا عام 2010 لشحنة أسلحة قادمة من إيران باتجاه غامبيا، مرورًا بميناء العاصمة الاقتصادية لنيجيريا لاغوس.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».