جهاز «جامبورد»... شاشة تفاعلية مطورة للعصر الرقمي

تتمتع بوضوح فائق وتتصل بخدمة سحابية

شاشة «جامبورد» من «غوغل» - قلمان وممحاة رقمية مصاحبة لشاشة «جامبورد»
شاشة «جامبورد» من «غوغل» - قلمان وممحاة رقمية مصاحبة لشاشة «جامبورد»
TT

جهاز «جامبورد»... شاشة تفاعلية مطورة للعصر الرقمي

شاشة «جامبورد» من «غوغل» - قلمان وممحاة رقمية مصاحبة لشاشة «جامبورد»
شاشة «جامبورد» من «غوغل» - قلمان وممحاة رقمية مصاحبة لشاشة «جامبورد»

ما هو الشيء الأحمر الكبير، الذي يُفترض أن يكون ثاني أكبر شيء في مكان العمل؟ إنه «جامبورد»Jamboard من «غوغل»، وهو جهاز شبيه بالسبورة المدرسية، يتجسد في شاشة عرض عملاقة تعمل باللمس، ومعها خدمة سحابية من المفترض أن تساعد المستخدمين في القيام بشحذ الأذهان أو عصف الأفكار.
سبورة رقمية
يعمل «جامبورد» مثل لوحة بيضاء رقمية، ويسمح للمستخدمين بكتابة أفكارهم، وإرفاق ملاحظات رقمية، وكذلك إضافة محتوى من الإنترنت في مساحة عمل واحدة يتم تحديثها باستمرار. يمكن للأشخاص استخدام «جامبورد» للتعاون على شاشة عرض ضخمة بمقاس 55 بوصة لها الاسم نفسه، أو استخدام تطبيقات لجهاز لوحي، أو هاتف ذكي ملحق تعمل على نظامي «آي أو إس» و«أندرويد».
و«جامبورد» متاح بصيغته التجريبية لعملاء خدمة «جي سويت» (G Suite ) الخاصة بالإنتاجية من «غوغل» بداية نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتتوقع الشركة أن تتيح «جامبورد» للجميع في بداية العام المقبل. وبالنسبة للشركات، التي استثمرت بالفعل في استخدام «جي سويت»، وتريد إنفاق عشرات الآلاف من الدولارات مقابل الحصول على لوحات بيضاء رقمية لاستخدامها في مكان العمل، يبدو أن «جامبورد» خيار مثير للاهتمام. وتم تصميم هذه الوسيلة بشكل بارع، ويبدو أن الأداء الوظيفي الذي تقدمه «غوغل» قد يكون إضافة كبيرة، رقمية بالطبع، إلى عالم العصف الذهني التناظري، أي عالم الندوات التي يتبادل فيها العلماء والمديرون أفكارهم الجديدة.
مع ذلك تطلب شركة «غوغل» من الشركات التزامًا كبيرًا بـ«جامبورد». ولم تكشف الشركة عن السعر النهائي للجهاز بعد، لكنها تتوقع أن تقل تكلفته عن 6 آلاف دولار عند إطلاقه. ويعني هذا أن تكلفة استخدام أكثر من جهاز «جامبورد» في المؤسسة الواحدة سوف تبلغ عشرات الآلاف من الدولارات إن لم تكن مئات الآلاف. وتشحن شركة «غوغل» الجهاز مع زوج من الأقلام الرقمية وممحاة يمكن أن تطوى مثل قطعة قماش للتنظيف.
ومقابل هذا السعر، تحصل الشركات على عرض قوي معقول.
تصميم تفاعلي
ويتكون «جامبورد» من شاشة ذات جودة «4 كيه»، ويأتي معه زوج من الأقلام عالية الدقة التي تستخدم في الرسم والكتابة، مع ممحاة رقمية يمكن أن تطوى مثل قطع قماش للتنظيف. إضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدمين لمس الشاشة بأصابعهم، وتحريك الأشياء على الشاشة بإيماءات وحركات متعددة اللمس.
كذلك يدعم «جامبورد» التكنولوجيا التي سوف تحول خط اليد المستخدم على الشاشة إلى نص، وتحول الأشكال المرسومة إلى أشكال رقمية. إنها طريقة لتحسين العمل الذي يقوم به المستخدمون على الجهاز. ويتم توصيل كل أجهزة الـ«جامبورد» على حساب واحد خاص مستخدم واحد على «غوغل درايف»، مما يعني أنه في حال انقطاع التيار عن الجهاز، سيتم توصيل عمل المستخدمين بالسحابة.
ويستطيع جهاز «جامبورد» دعم تجربة «هانغ أوت» بالكامل باستخدام كاميرا مثبتة داخليًا، وسماعة خارجية، وميكروفون. ويعني ذلك أن بمقدور المستخدمين التفاعل مع مكالمة يشارك بها عدد يصل إلى 50 مع استخدام اللوحة البيضاء في الوقت ذاته، وبذلك يتحول الجهاز إلى مركز عمل مشترك متجول، وهو ما قد يكون مفيدًا.
كذلك سيتمكن المستخدمون من التفاعل مع جميع خصائص «جامبورد» باستخدام تطبيقات الجهاز اللوحي، التي ابتكرتها شركة «غوغل»، لكل من نظامي الـ«أندرويد» والـ«آي أو إس». وبهذه الطريقة يستطيع الأشخاص، الذي لا يسيطرون على شاشة العرض الضخمة، المشاركة بشكل كامل في المحادثة التي تتم، سواء كانوا في الغرفة أو يعملون عن بعد. كذلك يستطيع الأشخاص إضافة محتوى إلى «جامبورد» باستخدام تطبيق «جامبورد» على الهاتف الجوال المناسب لـ«آي فون» و«أندرويد». مع ذلك لن يمنح ذلك المستخدمين القدرة الكاملة على تعديل ما يعمل عليه الأفراد، لكنه سوف يجعل من الأسهل لهم القيام بأمور مثل إضافة محتوى خارجي، وملاحظات، لما يتم مناقشته.
بالنسبة للأشخاص الذين يريدون متابعة ما يحدث فحسب، سيتمكنون من الدخول على جهاز «جامبورد» باستخدام متصفح الإنترنت «كروم» على جهاز كومبيوتر أو «ماكنتوش».
منتج مستقبلي
ويرى آدم بريسيت، مدير «غارتنر ريسيرش»، أن تأثير «جامبورد» على السوق سيكون مماثلا لـ«سيرفيس هاب» من «مايكروسوفت». سيستحوذ هذا المنتج، الذي يعد شاشة عملاقة تعمل باللمس مصممة ليتمكن 365 مستخدما في مكتب من التعاون والعمل معًا بشكل مباشر وشخصي باستخدام الإنترنت، على حصة بائعي اللوحات البيضاء الرقمية المتوفرة، حيث يرى أن «جامبورد» يقوم بدور مشابه. وقال بريسيت في مقابلة مع وكالة «آي دي جي للإعلام الرقمي» أن «المؤسسات التي تلتزم بمنتجات (غوغل) بالفعل، ولم تجد حلا مفيدا بدرجة كافية يتمثل في لوحة بيضاء رقمية تعمل جيدًا مع (غوغل)، ستشعر بالرضا. مع ذلك لن يجذب هذا الجهاز المزيد من أصحاب العمل إلى خدمة (جي سويت) من (غوغل)».
من عدة أوجه يبدو «جامبورد» منتجًا مثاليًا مقدمًا من «غوغل»، فقد تم تصميمه بحيث يتمتع بخصائص تنتمي إلى عالم المستقبل، ومن الأفكار المقبلة، ولينصهر في بوتقة احتياجات الشركة الملحّة. مع ذلك ومثل عروض الشركة الأخرى في هذا الاتجاه، لا يزال هناك سؤال بلا جواب وهو: هل سيهتم العملاء به، وهل هم مستعدون للمستقبل؟».
وفي النهاية يبدو هذا مثل المجيء الثاني لـ«غوغل ويف»، المنتج التشاركي السابق لزمنه، الذي أتاح للأفراد العمل معًا على لوحات بيضاء رقمية، متطورة ومحدثة باستمرار، دون المكون المادي. وتم تدشين «ويف» عام 2009، واختفى عام 2012 بسبب فقدان الاهتمام به. ولا يزال هناك الكثير، الذي سيتم إدخاله على «جامبورد»، ليصبح منتجًا. ولا تدعم الخدمة حاليًا إعادة «جامبورد» إلى الوراء لمعرفة كيف تطور بمرور الوقت، أو تضمين مقطع مصور في الجهاز. ويوجد كل ذلك على خريطة طريق مستقبل المنتج بحسب ما صرح به ممثلو الشركة.



رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج، وقال: «المتعة تكمن حقاً في الرحلة. في كثير من الأحيان، نركز فقط على الوجهات - سواء كان ذلك إطلاق التطبيق الأول أو تحقيق الاكتتاب العام الأولي - ونفتقد الإنجاز الذي يأتي من المسار نفسه».

وشجَّع كوك، خلال لقاء خاص بعدد من المطورين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المطورين الشباب على متابعة شغفهم مع معالجة التحديات في العالم الحقيقي. وقال: «وجد المطورون الذين التقيتهم تقاطعاً بين اهتماماتهم وإحداث تأثير ذي مغزى، سواء كان ذلك من خلال تقديم خصومات على الطعام، أو تحسين أداء الرياضات المائية، أو تحسين إمكانية الوصول».

وشدَّد الرئيس التنفيذي لـ«أبل» على ثقته في منظومة المطورين المزدهرة في الإمارات، ودور «أبل» في تعزيز الإبداع، في الوقت الذي أكد فيه دور البلاد بوصفها مركزاً للتكنولوجيا والإبداع؛ حيث يستعد المطورون لإحداث تأثير عالمي دائم.

قصص للمبدعين

وشدَّد تيم كوك على النمو والديناميكية الملحوظة لمجتمع المطورين في المنطقة، مشيراً إلى وجود قصص للمبدعين المحليين، وشغفهم بإحداث فرق في حياة الناس.

وقال كوك في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي: «مجتمع المطورين هنا نابض بالحياة وينمو بشكل كبير. لقد ازدادت الفواتير بنسبة 750 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يدل على نمو غير عادي».

وأضاف: «المسار لا يصدق»، مشيراً إلى حماس والتزام المطورين المحليين. ووصف التفاعل مع المبدعين بأنه «لمحة مباشرة عن الابتكار الذي يقود التغيير المؤثر».

وحول زيارته للمطورين في العاصمة السعودية، الرياض، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «من الرائع قضاء بعض الوقت في أكاديمية المطورات الخاصة بنا في الرياض. نحن فخورون بدعم مجتمع المطورين النابض بالحياة هنا، وتوسيع برنامجنا الأساسي لخلق مزيد من الفرص في البرمجة والتصميم وتطوير التطبيقات».

منظومة «أبل» وتمكين المطورين

وعندما سُئل عن دعم «أبل» للمطورين، أكد تيم كوك على منظومة «أبل» الشاملة، وقال: «نحن ندعم المطورين بطرق مختلفة، بداية من علاقات المطورين، إلى أدوات مثل (Core ML). نسهِّل على رواد الأعمال التركيز على شغفهم دون أن تثقل كاهلهم التعقيدات التقنية».

وزاد: «يلعب النطاق العالمي لمتجر التطبيقات، الذي يمتد عبر 180 دولة، دوراً محورياً في تمكين المطورين من توسيع نطاق ابتكاراتهم».

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» إلى أن «رائد الأعمال في أي مكان في العالم يمكنه، بلمسة زر واحدة، الوصول إلى جمهور عالمي، حيث تمَّ تصميم مجموعة أدوات وأنظمة دعم (أبل)؛ لتمكين المطورين، ومساعدتهم على الانتقال من النجاح المحلي إلى العالمي».

ويواصل اقتصاد تطبيقات «أبل» إظهار نمو كبير وتأثير عالمي، حيث سهّل متجر التطبيقات 1.1 تريليون دولار من إجمالي الفواتير والمبيعات بحسب إحصاءات 2022، مع ذهاب أكثر من 90 في المائة من هذه الإيرادات مباشرة إلى المطورين، حيث يُعزى هذا النمو إلى فئات مثل السلع والخدمات المادية (910 مليارات دولار)، والإعلان داخل التطبيق (109 مليارات دولار)، والسلع والخدمات الرقمية (104 مليارات دولار).

وذكرت الإحصاءات أنه على مستوى العالم، يدعم اقتصاد تطبيقات «iOS» أكثر من 4.8 مليون وظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعكس دوره القوي في دفع التوظيف والابتكار، حيث تمتد منظومة «أب ستور» عبر 180 سوقاً، حيث يستفيد المطورون من الأدوات التي تبسِّط توزيع التطبيقات وتحقيق الدخل منها.

رئيس «أبل» مع حسن حطاب مطور للوحة مفاتيح خاصة لضعاف البصر

الالتزام بالنمو وخلق فرص العمل

وألقى الرئيس التنفيذي الضوء على مساهمات «أبل» في اقتصاد المنطقة وفي الإمارات، وتطرَّق إلى خلق الشركة نحو 38 ألف وظيفة في الإمارات، تشمل المطورين وأدوار سلسلة التوريد وموظفي التجزئة.

وقال: «نحن ملتزمون بمواصلة هذا النمو»، مشيراً إلى الإعلان الأخير عن متجر جديد، مما يجعل إجمالي حضور «أبل» في الإمارات 5 متاجر. وزاد: «يعكس هذا التوسع تفانينا في دعم مجتمع المطورين ومساعدتهم على الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم».

يذكر أن كوك زار كلاً من السعودية والإمارات، والتقى عدداً من المطورين في البلدَين، بالإضافة إلى مسؤولين من البلدين.

مَن هو تيم كوك

تيم كوك هو الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم. وقد خلف ستيف جوبز في منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس (آب) 2011، في الوقت الذي تعدّ فيه «أبل» أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم بقيمة نحو 3.73 تريليون دولار.

شغل في البداية منصب نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية. لعب كوك دوراً حاسماً في تبسيط سلسلة توريد «أبل»، وخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وغالباً ما يوصف أسلوبه القيادي بأنه «هادئ، ومنهجي، وموجه نحو التفاصيل».