{حقوق الإنسان} البرلمانية تحذر من مجزرة في قرية بديالى

اختلفوا على وجود «الميلشيات» و«داعش» واتفقوا على حضور العمليات الإرهابية

{حقوق الإنسان} البرلمانية تحذر من مجزرة في قرية بديالى
TT

{حقوق الإنسان} البرلمانية تحذر من مجزرة في قرية بديالى

{حقوق الإنسان} البرلمانية تحذر من مجزرة في قرية بديالى

حذر رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي والقيادي في كتلة «متحدون» سليم الجبوري من وقوع كارثة محتملة بسبب ما تخطط له الميليشيات المسلحة بإحدى قرى محافظة ديالى شمال شرقي بغداد فيما نفت اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة مثل هذه الأخبار عادة إياها نوعا من التصعيد السياسي الذي يسبق الانتخابات البرلمانية.
وقال الجبوري في بيان له أمس إنه يحذر «من كارثة محتملة لمجزرة جديدة في قرية (المخيسة) في ديالى على يد الميليشيات التي تواصل هجماتها على القرية». وعبر الجبوري عن استغرابه مما سماه اتباع «سياسة خلط الأوراق التي تنتهجها بعض التشكيلات الأمنية من خلال ادعائها بوجود تنظيمات لداعش في محاولة لتبرير هجوم الميليشيات من جهة أو التخطيط للتعامل معها وفق أسلوب حرب الفلوجة بالقصف والعقاب الجماعي». وأضاف الجبوري أن «أهالي القرية على تواصل بالساعات معنا ومع الجهات الرسمية وهم يرفضون الإرهاب من داعش و(القاعدة) والميليشيات إلا أن بعض الجهات تصر على إلصاق هذه التهم جزافا بهم».
وفي السياق نفسه فقد حذر رئيس اللجنة الأمنية في ناحية أبي صيدا عواد الربيعي والتي تتبع لها قرية «المخيسة» مما سماه «ساعة الصفر» التي تسعى جماعات مسلحة إلى تنفيذه قبيل الانتخابات، مؤكدا وجود أكثر من 50 مسلحا نصفهم من عرب الجنسية في محيط بساتين قرية المخيسة شرق الناحية. لكن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى صادق الحسني نفى وجود مثل هذا المخطط على الإطلاق. وقال الحسني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما موجود في ديالى فلول لتنظيمات داعش التي تقتل السنة والشيعة في كل مكان تصل إليه ولا وجود للميليشيات التي يتحدث عنها الإخوة سواء في البرلمان أو في الحكومة المحلية في المحافظة وإنما هناك فعلا خلط للأوراق وهو خلط مقصود وطبقا للمواسم وبما أننا الآن في موسم انتخابي فإن هذه اللغة باسم الدفاع عن الطائفة الفلانية هي البضاعة التي يمكن أن تكون أكثر مقبولية الآن».
وأضاف الحسني أنه «مع كل محاولة للأجهزة الأمنية ضد داعش التي لنا معها حرب معلنة ترتفع الأصوات التي تريد تحفيز الشارع للصراع الطائفي وذلك كشكل من أشكال المزايدات الانتخابية». وأوضح أن «البعض يسعى للكيل بمكيالين ففي الوقت الذي يقتل فيه مواطن شيعي من أبي صيدا لا يحصل أي استنكار من قبل أي طرف سياسي في حين إذا قتل مواطن من المخيسة تحصل عمليات استنكار وتقوم الدنيا ولا تقعد بينما يفترض أن ننظر إلى الإرهاب بوصفه يستهدف الجميع ولا يفرق بين عراقي وعراقي». وأشار إلى أن «ما يؤسف له أن بعض المرشحين للانتخابات يريد أن يستثمر في هذه الأزمة لصالحه وذلك من خلال اتهام الميليشيات التي نرجو أن يعطينا أي منهم دليلا واحدا على وجودها في المحافظة وأنا رئيس اللجنة الأمنية فيها».
لكن محافظ ديالى السابق عمر الحميري والمرشح لخوض الانتخابات البرلمانية أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «وضع قرية المخيسة في ديالى ليس جديدا بل هي تعاني منذ أكثر من سنتين من مخطط يهدف إلى تهجير سكانها والاستيلاء على بساتينها تطبيقا لسياسة تغيير ديمغرافي» مشيرا إلى أن «هناك أيادي خبيثة تعمل على ذلك وإن هذه الأيادي بعضها معروف لنا بينما بعضها الآخر تعمل في الخفاء من أجل عمل كل ما من شأنه إيذاء أهالي القرية من فرق الموت إلى قطع المياه عنها وغيرها من الممارسات غير الإنسانية».
وأكد الحميري أن «الأوضاع في ديالى عموما مأساوية ويمكن أن تكون بداية للاحتراق الكبير في العراق» مطالبا بـ«اللجوء إلى الحكمة والتعقل من أجل حل هذه المشاكل بعيدا عن أي تصعيد لأن الجميع سيكون خاسرا في النهاية».
على صعيد متصل وجه بهاء الأعرجي القيادي في التيار الصدري انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء نوري المالكي وذلك على خلفية تركه الأوضاع الأمنية في البلاد تسير من سيئ إلى أسوأ ويتجول في المحافظات لأغراض الدعاية الانتخابية. وقال الأعرجي في بيان له أمس الجمعة إن «المالكي يدعي إنه لولا كتلته لانهار العراق ولم تتحقق كل هذه المُنجزات». وتساءل الأعرجي «عن أي مُنجزات يتكلم؟ فالعراق مُمزق ويشهد تدهورا أمنيا كبيرا، وداعش على أبواب بغداد، وانهيار اقتصادي كبير». وأشار الأعرجي «أعتقد أنه يؤمن بالمقولة المشهورة (اكذب اكذب حتى يصدقك الناس) لكن العراقيين في هذه المرة سوف يغيّرونك وقائمتك».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.