انضمت رقصة المزمار السعودية ورقصة التحطيب المصرية واليوغا وصيد الصقور لقائمة التراث غير المادي للبشرية لقائمة اليونيسكو إلى جانب 11 عنصرا جديدا، وذلك استنادًا للقرارات التي اعتمدتها لجنة التراث الثقافي غير المادي المجتمعة في إثيوبيا.
وعلق زياد الدريس مندوب المملكة العربية السعودية الدائم في اليونيسكو على القرار في حديث لـ«الشرق الأوسط» بقوله إن قرار إضافة رقصة المزمار السعودية، التي تؤدّى بالرقص بالعصا على إيقاع الطبول، مر من دون أي معوقات، وأشار إلى أنه شكر خلال كلمته التي ألقاها بعد إعلان القرار كلا من الجمعية السعودية للتراث ووزارة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للسياحة السعودية الذين تضافرت مجهوداتهم من أجل إدخال رقصة المزمار للقائمة هذا العام. كما أثنى على مجهودات قائد أشهر فرقة مزمار في السعودية محمد سليم الذي توفي منذ شهرين، وأضاف قائلا: «عمل محمد سليم معنا على هذا الملف على مدى عامين، وكنا نتمنى أن يكون معنا اليوم». وهنأ في كلمته «محبي وممارسي فن الرقص بالمزمار الذي يعد أهم الفنون الرائجة في المنطقة الغربية من المملكة».
وتعدّ رقصة المزمار من الرقصات التقليديّة في المنطقة الغربية في المملكة العربية السعودية، وعادة ما تمارس لإحياء المناسبات العائليّة أو الاحتفالات الوطنيّة. وتجري هذه الرقصة بمشاركة نحو 100 رجل مصطفين في صفين مقابل بعضهم البعض ويصفقون ويرددون أغاني عن البطولة والحب. ويرقص رجلان بالعصي في وسط ساحة الرقص على إيقاع الطبول لفترة محدّدة ثمّ يفسحان المجال لغيرهما وهكذا. ويتم تناقل هذه الرقصة في فرق الفنون المسرحيّة ومراكز التراث. وتعدّ هذه الرقصة رمزًا من رموز هويّة المجتمع وجزءًا من تاريخه المشترك.
وخلال الخمس سنوات الماضية سجلت السعودية مع دول خليجية عناصر تراثية مشتركة مثل القهوة العربية والمجلس العربي.
وأشار الدريس إلى أن المزمار يعد العنصر الثاني الذي يعتمد من السعودية ضمن قائمة التراث غير المادي، بعد اختيار رقصة العرضة في العام الماضي، كما أشار إلى أن السعودية ستتقدم لقائمة العام المقبل بفن القط العسيري، وهو فن الرسم على الحوائط الذي تمارسه النساء في عسير.
وضمت القائمة هذا العام أيضا الممارسات المرتبطة بعيد الخضر إلياس من العراق وصيد الصقور الذي يمارس في 60 دولة، إلى جانب الرومبا الكوبية بموسيقاها وحركاتها الراقصة. كما قامت اليونيسكو بتعريف عيد نوروز كأقدم تراث وعيد معنوي عالمي وقومي في الشرق الأوسط، والذي يحتفل به في 12 دولة في العالم، ويقع العيد في أول يوم في فصل الربيع وبداية السنة الشمسية ويصادف الحادي والعشرين من شهر مارس (آذار) من كل سنة.
وقد وصف موقع اليونيسكو رقصة التحطيب المصرية بأنها «أحد أشكال الفنون القتالية في مصر القديمة، ويعد اليوم من الألعاب الاحتفالية التي حافظت على جزء من الرموز والقيم المرتبطة بممارستها».
وأضاف الموقع «تؤدى هذه المباراة أمام جمهور من المشاهدين، حيث يقدم المتبارزون على أنغام الموسيقى الشعبية عرضا قصيرا للحركات غير العنيفة باستخدام عصا طويلة. وتمارس هذه اللعبة من قبل الذكور الذين غالبا ما يكونون من سكان محافظات الصعيد في مصر العليا».
وتابع الموقع: «تقوم قواعد المبارزة على الاحترام المتبادل والصداقة والشجاعة والفروسية والفخر. ويتم تناقل فنون هذه المبارزة في العائلات والمجتمعات والبيئة المحيطة».
ونقلت «رويترز» عن وزير الثقافة المصري حلمي النمنم تعليقه حول قبول الملف المصري ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية بأنه «نجاح في الحفاظ على التراث المصري من التبديد». مضيفا أن «تسجيل لعبة التحطيب هو البداية لتسجيل الكثير من الألعاب التراثية المصرية».
وشملت القائمة على تعبيرات مختلفة تشهد على التنوع الثقافي حول العالم مثل اليوغا الهندية، التي وصفها موقع اليونيسكو بأنها أثرت عدة أوجه من طريقة عمل المجتمع الهندي تتراوح بين الصحة والطب إلى التعليم والفنون.
ونظرا لأن رياضة صيد الصقور وتربيتها تراث بشري حي منتشر في عدد كبير من بلدان العالم فقد تم ضمه نسبة لكل من الإمارات العربيّة المتحدة، المغرب، البرتغال، قطر، السعودية، سوريا، النمسا، بلجيكا، التشيك، فرنسا، ألمانيا، المجر، إيطاليا، كازاخستان، كوريا، منغوليا، باكستان، إسبانيا. ويعد فن الصيد بالصقور من أساليب الصيد والحصول على الطعام، وسرعان ما تطوّر ليصبح وجهًا من وجوه حماية الطبيعة والتراث الثقافي والتزام المجتمع. ويقوم مربّو الصقور بتدريب هذه الطيور والحرص على تكاثرها، وينمّون معها علاقة وثيقة فيصبحون بذلك حماة لها. ويمارس هذا الفن في نحو 60 دولة وتتباين جوانبه من بلد إلى آخر ولكن تبقى أساليبه ثابتة. ويمارس مربّو الصقور فنّهم هذا ضمن مجموعات من الأشخاص. ويسافر بعضهم لأسابيع للتمتّع بهذا الفن ويمضون أماسيهم بسرد القصص والحكايات. وتتناقل العائلات هذا الفن من خلال التدريب والتوجيه والالتحاق بالنوادي والمدارس الخاصة.
ويشير موقع اليونيسكو إلى أن عيد الخضر إلياس في العراق يعد مناسبة لتكريم «الخضر»، اعتقادا بأنّه يحقّق أماني الناس لا سيما الأكثر حاجة. حيث تجتمع العائلات على قمة تلّة، ويرتدون ملابس تقليديّة ويتناولون أطباقًا خاصة ويرقصون الدبكة (رقصة شعبيّة) ويكتبون أمانيهم ويرسلونها مع الشموع طافية على ماء النهر. ويتم تناقل هذه الممارسة الثقافيّة التي من شأنها الحفاظ على الترابط الاجتماعي في العائلات وفي المدارس.
ممارسات تراثية حية أضيفت للقائمة:
· إسبانيا: مهرجان فاياس فالنسيان.
·جمهورية الدومينيكان: موسيقى ورقصة الميرينغي.
· إثيوبيا: الجدى وهو نظام اجتماعي سياسي ديمقراطي مستقل لشعب الأورومو.
· كوريا: ثقافة الهاينيو (الغواصين) في جزيرة جيجو.
· أذربيجان، إيران، كازاخستان، قيرغيزستان، تركيا: ثقافة صنع وتوزيع الخبز الرقيق: لافاش، كاتيرما، جوبكا، يوفكا.
·فرنسا: كرنفال جرانفيل.
·جورجيا: الثقافة الحيّة لأنظمة كتابة الحروف الأبجديّة الجورجيّة الثلاثة.
·ألمانيا: فكرة المصالح المشتركة وممارستها في إطار التعاونيّات.
·اليونان: الموموريا، وهي الاحتفال برأس السنة في ثماني قرى في كوزاني في مقدونيا الغربية في اليونان.
·اليابان: مهرجانات العربات ياما واوكا وياتاي في اليابان.
رقصتا المزمار السعودية والتحطيب المصرية ضمن قائمة التراث الثقافي لليونيسكو
إلى جانب صيد الصقور واليوغا
رقصتا المزمار السعودية والتحطيب المصرية ضمن قائمة التراث الثقافي لليونيسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة