«سايد».. منجم الشوكولاته السائحة في سوهو اللندنية

مغناطيس العرب ذواقة الحلوى المغرية

الشوكولاته الساخنة الأشهر في سوهو - من الحلوى التي يقدمها سايد - الشوكولاته الذائبة بثلاث نكهات (تصوير: جيمس حنا)
الشوكولاته الساخنة الأشهر في سوهو - من الحلوى التي يقدمها سايد - الشوكولاته الذائبة بثلاث نكهات (تصوير: جيمس حنا)
TT

«سايد».. منجم الشوكولاته السائحة في سوهو اللندنية

الشوكولاته الساخنة الأشهر في سوهو - من الحلوى التي يقدمها سايد - الشوكولاته الذائبة بثلاث نكهات (تصوير: جيمس حنا)
الشوكولاته الساخنة الأشهر في سوهو - من الحلوى التي يقدمها سايد - الشوكولاته الذائبة بثلاث نكهات (تصوير: جيمس حنا)

باب رمادي اللون، طاولتان وأربعة كراسي، خلفها تجد ما هو أشبه بمنجم حقيقي للشوكولاته، ولافتة على المدخل كتب عليها «SAID Dal 1923» وعبارة بالإيطالية مفادها «مصنع شوكولاته تقليدي – روما»، وسيارات تاكسي لندنية يترجل منها الزبائن وغالبتهم من منطقتنا العربية، وهنا يجب أن أنوه بذوق العرب في لندن فيما يخص الأكل ومعرفة أفضل أماكنه.
والأهم في هذا المشهد هو الطابور الطويل خارج المحل وموظف يحمل ورقة وقلم يسجل عليها أسماء المنتظرين ويعلمهم بطول وقت الانتظار.
هذا هو باختصار المشهد اليومي خارج محل «سايد SAID» المتخصص ببيع الشوكولاته السائحة منزلية الصنع، وهذا المتجر فتح أبوابه في روما في مقاطعة سان لورينزو عام 1923 وتحديدا في شارع 135 فيا تيبورتينا وبعدها افتتح فرعا جديدا له في منطقة سوهو اللندنية في شارع برودويك الموازي لشارع أكسفورد الشهير.
المحل صغير الحجم تزين جدرانه قوالب الشوكولاته فضية اللون بأشكال مختلفة، طاولات معدودة مع كراسي متواضعة، بالإضافة إلى بعض الكراسي التي كانت بالأصل براميل أو حاويات حديدية للحليب، عادة ما تجدها في المزارع.
وكل ما يقدمه «سايد» هو الشوكولاته الذائبة بنكهات مختلفة، شوكولاته داكنة وشوكولاته بيضاء وشوكولاته بالفستق، ويمكن شراء أكواب بثلاثة أحجام مختلفة، الشوكولاته السائحة لزجة وسميكة جدا وهذا ما يميزها عن غيرها، ويتم غرفها من وعاء كبير في الأكواب.
من الممكن شراء كوب الشوكولاته وتناوله خارج المتجر أو إذا كان بالك طويلا وانتظرت في الطابور فستحظى بفرصة الجلوس داخل المحل الذي يعبق برائحة الحلوى والشوكولاته، وإذا حالفك الحظ وتناولت الشوكولاته السائحة في المتجر أنصحك بتناولها داخل كوب قابل للأكل، بمعنى آخر أن الكوب مصنوع من الشوكولاته أيضا، حتى الملعقة مصنوعة من الشوكولاته، وتقدم الشوكولاته السائحة أيضا في أكواب تغطيها الشوكولاته البيضاء والداكنة من الخارج أيضا.
المتجر مؤسسه إيطالي، وجميع العاملين فيه من الجنسية الإيطالية، ومرتادوه هم بالأغلبية من الإيطاليين والعرب، وقد يكون هذا المتجر بمثابة كنز مغمور وسط سوهو، قد تمر بجانبه ولا تعرف سبب الزحمة خارجه إلى أن تتذوق الشوكولاته فستعرف السبب وستكون من رواده وزبائنه الدائمين من دون أدنى شك.
إلى جانب تقديم الشوكولاته الساخنة يقدم «سايد» الحلويات والتورتة مثل «البراوني» والبسكويت، ولكن وللحقيقة عندما تتذوق كوب الشوكولاته الساخنة فلن تطلب الكيك ولن تكون بحاجة لتذوق أي حلوى أخرى.
طابور الانتظار يتعدى في الكثير من الأحيان الـ40 دقيقة ولكن إذا اخترت تناول الشوكولاته خارج المتجر فلن تكون بحاجة للانتظار لأكثر من 10 دقائق.
توضع الشوكولاته في حاوية من الزجاج تحافظ على حرارتها وتحرك باستمرار.
المكان جميل على الرغم من صغر حجمه، فعلى الرغم من تواضعه فهو أنيق، ولو أن الطاولات من الخشب، إلا أن الشموع عليها تجعلها مكانا ملؤه الرومانسية.
والآن لنتكلم عن الأسعار، فلن أكذب وأقول إن «سايد» يقدم الشوكولاته بأسعار متهاودة لأن الحقيقة غير ذلك، لأن سعر فنجان الشوكولاته يتعدى الـ5 جنيهات إسترلينية (نحو 7 دولارات أميركية)، ولكن إذا ما قارنا النوعية بالسعر لوجدنا أن السعر مقبول جدا، فهذا المتجر هو من بين أكثر المتاجر التي ينصح بها الذواقة على موقع «تريب أدفايزر»، ويقصدها الذواقة من لندن وخارجها وهناك من يأتي من أبعد أصقاع العالم لتذوق الشوكولاته المميزة التي تعتمد على مذاقها اللذيذ ونوعية الكاكاو. 41 Broadwick St، Carnaby، London W1F 9QL
يفتح أبوابه من العاشرة صباحا ولغاية الساعة 11 مساء.
وأيام الأحد من العاشرة صباحا ولغاية 10 مساء.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».