من الواضح أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اختار كلماته بعناية حول وفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو. وقال الرئيس المنتهية ولايته، والذي كان وراء التطبيع في العلاقات بين البلدين: إن «التاريخ سيحكم على التأثير الهائل» للزعيم الكوبي الراحل. واعتبر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن كاسترو كان «ديكتاتورا وحشيا قمع شعبه».
أما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فقد ردد ما ردده مرارا الكثير من الزعماء والمنظمات الدولية بخصوص إنجازات كوبا على الصعيدين التعليمي والصحي، أن كوبا «بقيادة الرئيس السابق كاسترو حققت تقدما في مجالات التربية ومحو الأمية والصحة».
وأرسل الحبر الأعظم البابا فرانسيس برقية تعزية يؤكد فيها «الصلاة من أجل راحة نفسه». وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن «رجل الدولة المميز يعتبر بحق رمزا لحقبة في التاريخ الحديث للعالم»، مضيفا أن كاسترو «كان صديقا وفيا لروسيا يمكنها الاعتماد عليه».
من جهته، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ، في رسالة بثها التلفزيون السبت «لقد فقد الشعب الصيني رفيقا صالحا ووفيا». وأضاف جينبينغ وهو أيضا الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني «الرفيق كاسترو سيبقى خالدا».
بدوره، كتب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على «تويتر» «يجب على كل الثوار في العالم، مواصلة إرثه وحمل شعلة الاستقلال والاشتراكية والوطن الإنساني». ورأى الرئيس البوليفي إيفو موراليس الزعيم الكوبي واحدا من «عمالقة التاريخ» الذي دافع عن «كرامة شعوب العالم».
كما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس كاسترو بأنه كان «مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم»، كما ذكرت وكالة «وفا». ونعى المجلس الوطني الفلسطيني فيدل كاسترو وكذلك حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح). ويثني الفلسطينيون على كوبا في عهد فيدل كاسترو باعتبارها الدولة الأميركية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947. وكان فيدل كاسترو أعلن في 1973 في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز بالجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقال آخر رئيس للاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف: إن «فيدل قاوم وعمل على تحصين بلاده خلال الحصار الأميركي الصعب، عندما كان يتعرض لضغوط هائلة واستطاع (...) قيادة بلاده على طريق التنمية المستقلة».
أما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فقال: إن كاسترو «جسد الثورة الكوبية من خلال الآمال التي آثارها ومن ثم في خيبات الأمل الذي كان سببها». وأضاف أن كاسترو الذي «لعب دورا في الحرب الباردة، عرف كيف يكون فخرا بالنسبة للكوبيين برفضه الهيمنة الأجنبية».
ودعا هولاند إلى رفع الحظر عن كوبا بشكل نهائي. وفي أوتاوا، عبر رئيس الوزراء جاستن ترودو عن «الحزن» لوفاة «صديق قديم» لبلاده وعائلته.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني في بيان إن كاسترو كان «صاحب عزم وشخصية تاريخية». كما علق رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي على وفاة كاسترو قائلا: إنه كان «إحدى الشخصيات الأكثر رمزية في القرن العشرين». كما قال رئيس الوزراء الإسباني المحافظ ماريانو راخوي إن للزعيم الكوبي «مكانة تاريخية»، مشيرا في بيان إلى تأثيره في كوبا و«نفوذه الواسع» في المنطقة.
من جهته، أعاد رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس بث تغريدة لحزبه اليساري على «تويتر» جاء فيها «وداعا أيها القائد حتى انتصار الشعوب»، مشيرا إلى أن «التاريخ يقف إلى جانب فيدل كاسترو».
واعتبر رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أن «صفحة مهمة في التاريخ السياسي العالمي انطوت»، موضحا أن هذا «يضع حدا للحرب الباردة التي قسمت حتى السكان في القرن الماضي».
إلى ذلك، قال روبرت فيكو، رئيس الوزراء السلوفاكي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي: إن «كوبا لم تهدد أحدا قط، ولا تريد سوى أن تحيا بطريقتها الخاصة. كثيرون أولئك الذين كرهوها ولا يزالون بسبب شجاعتها». وقال رئيس الفيليبين، رودريغو روترتي: إن كاسترو «انتفض ضد الغرب والإمبريالية». وأشادت سلطات النيبال بـ«نزاهة» كاسترو ووصفته بأنه «بطل قضايا الشعوب».
ونعى الرئيس التنفيذي لمؤسسة نيلسون مانديلا الزعيم الكوبي لمساهمته في الحرب ضد التفرقة العنصرية.
وقال سيلو هاتانج، الرئيس التنفيذي للمؤسسة «أقول لشعب كوبا إن ألمكم هو ألمنا. فيدل كاسترو كان يخصكم مثلما كان يخصنا»، واصفا كاسترو بأنه «رجل أبيّ» أسهم في «الكثير من مواقف النضال في أنحاء العالم من أجل تحقيق الحرية».
ومن ردود الفعل الأخرى ما ذكرته وسائل إعلام رسمية صينية وفيتنامية. وقال التلفزيون الصيني إن «الصين وكوبا صديقان حميمان، رفاق طيبون».
ورأت وكالة الأنباء الفيتنامية أن كاسترو كان «قائدا عظيما» و«مرآة مشرقة للاستقلال والحركات الثورية في دول أميركا اللاتينية والعالم».
أما وسائل الإعلام الأميركية فكتبت أنه كان «مصدر متاعب» لـ11 رئيسا أميركيا و«كاد أن يدفع العالم إلى حرب نووية»، بحسب «نيويورك تايمز» في حين اعتبرته «لوس أنجليس تايمز» أنه كان «رمزا ثوريا» ونددت «واشنطن بوست» بممارسته «القمع».
من جهته، قال بيار لوران، أمين عام الحزب الشيوعي الفرنسي: إن كاسترو كان «أحد قادة حركة انعتاق البشرية»، وخصوصا «صموده بوجه الإمبريالية الأميركية».
وانتقدت وسائل إعلام أميركية الزعيم الكوبي ووصفته بأنه «زعيم مارس القمع»، كما أنه كان «مصدر متاعب» بالنسبة لرؤساء أميركيين عدة. وخصصت وسائل الإعلام في نسخها الإلكترونية مساحات واسعة لهذا «القائد الثوري الذي تحدى الولايات المتحدة» كما كتبت «نيويورك تايمز»، وذكرت أن كاسترو «نقل الحرب الباردة إلى نصف الكرة الأرضية الغربي، كما كان مصدر متاعب بالنسبة لـ11 رئيسا أميركيا، وكاد أن يدفع العالم إلى حرب نووية». وأشارت إلى «أهمية هذه الشخصية العالمية» في القرن العشرين التي حكمت جزيرة صغيرة في البحر الكاريبي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة.
أما صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، فقالت: إن كاسترو كان «رمزا ثوريا تجاوز نفوذه كوبا». وهذا الرأي شاركته صحيفة «ميامي هيرالد» التي كتبت أنه بسط «ظله» طوال خمسين عاما في جميع أنحاء أميركا اللاتينية والعالم. ورأى منتقدوه أنه كان «زعيما مارس القمع وحوّل بلاده إلى معسكرات اعتقال»، حسبما ذكرت «واشنطن بوست».
وتبقى معرفة ما إذا كانت وفاته ستؤدي إلى تغيرات كبيرة في إدارة كوبا. وقال بيتر شيشتر، من مركز الأبحاث «أتلانتيك كاونسل» في واشنطن أنه من المتوقع أن يسود الاستقرار.
ردود فعل عالمية وتغطية إعلامية إثر رحيل كاسترو
البابا يقيم الصلوات والصين تصفه بالرفيق الوفي وترامب يعتبره «وحشًا»
ردود فعل عالمية وتغطية إعلامية إثر رحيل كاسترو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة