تحتفي الدورة الثامنة عشرة لمظاهرة أيام قرطاج المسرحية بمختلف أنشطتها وعروضها المسرحية بالكاتب الإنجليزي العالمي ويليام شكسبير، وذلك بمناسبة مرور أربعمائة سنة على وفاته.
وفي هذا الإطار، قدمت المخرجة ماري فاينا مسرحية «روميو وجولييت» وهي إنتاج مشترك بين كل من بلجيكا والبينين وبوركينا فاسو وغويانا، وعلى امتداد ساعتين روى أبطال المسرحية قصة حب تراجيدية حزينة، حيث كانوا يقدمون لوحات متنوعة، ولكن مع إدخال عدة تغييرات في النص الأصلي لكي يتلاءم مع واقع اليوم.
وكان الجمهور أمام عمل أفريقي وأوروبي مشترك بدا واضحا من خلال وجود ممثلة واحدة بيضاء (جولييت) محاطة بمجموعة من الممثلين الزنوج من بينهم «روميو».
وقدم الممثلون للجمهور قصة بسيطة تختزل علاقة الحب التي نشأت بين «جولييت» المرأة البيضاء القادمة من بلجيكا و«روميو» الفتى الأسمر الأفريقي. ولكن قصة الحب هذه المرة حملت كثيرا من المضامين والرسائل من أهمها ضرورة القبول بالآخر المختلف ونشر قيم التسامح والانفتاح على ثقافات وحضارات أخرى، إضافة إلى أهمية القضاء على جميع أشكال الميز العنصري والتفرقة بين البشر لأسباب عرقية أو دينية.
وفي السياق ذاته، نظمت هذه المظاهرة المسرحية الدولية التي انطلقت يوم 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وتتواصل إلى غاية يوم 26 من الشهر نفسه، يوم أمس مؤتمرا دوليا تحت شعار «شكسبير بلا حدود» طرحت من خلاله مدى تأثير المؤلف المسرحي البريطاني في المسرح العربي والأفريقي وهو بدعم من المجلس الثقافي البريطاني بتونس.
وقدم ثلاثة باحثين من مصر مداخلات حول الأدب المسرحي لدى شكسبير، إذ قدم أحمد خميس ضمن فقرة «من الشرق إلى الغرب» مداخلة بعنوان «جوهرة شكسبير تلمع أكثر» كما قدم حازم عزمي مداخلة عنوانها «ملاحظات نقدية حول تلقي شكسبير في مصر المعاصرة» ثم قدمت إيمان عز الدين ضمن محور «شكسبير في فضاءات مصرية» «قراءات جديدة لنص الملك لير: بين المسرح والدراما التلفزيونية في الألفية الثانية».
أما فيما يتعلق بالمداخلات الغربية فقد شملت مداخلة لمارفن كارلسن من الولايات المتحدة الأميركية بعنوان «شكسبير في الجنوب» ضمن محور «شكسبير من الشمال إلى الجنوب» تلتها مداخلة ثانية لجاك نيفس من بلجيكا تحت عنوان «من التخيل إلى الروعة لدى شخصيات ويل العظيم»، وقدمت الفرنسية لورا قوداي مداخلة بعنوان «شكسبير في الثقافة الشعبية: التناص المعاصر»، كما قدم غريغوري طمسن من المملكة المتحدة مداخلة بعنوان «شكسبير: أكثر هناك من هنا».
أما المشاركة التونسية فقد كانت من خلال مداخلة قدمها حسن المؤذن بعنوان «الشرق المميت: كليوباترا بين الشرق والغرب». وسيكون «شكسبير في قرطاج» محور اليوم الثاني للمؤتمر حيث سيتحدث التونسي حمدي الحمايدي عن «المسرح التونسي وشكسبير» ومحمد المديوني عن «شكسبير تونسيا» فيما تتناول إيمان المزوغي تقييم «الروح البدوية في مختارات من كتابات ويليام شكسبير».
وعلى الرغم من اختلاف الثقافات والتوجهات الفكرية بين العالمين الغربي والعربي بشقه الأفريقي، فقد جمعت كتابات شكسبير تلك الاختلافات، وجعلتها منابع للتفكير من جديد في العلاقات الإنسانية.
أيام قرطاج المسرحية في تونس تحتفي بشكسبير
بعرض لمسرحية روميو وجولييت وبمؤتمر عن أعمال الروائي البريطاني
أيام قرطاج المسرحية في تونس تحتفي بشكسبير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة