مطعم الاسبوع: «سوشي سامبا».. البرازيل والبيرو واليابان مجتمعة في الطابق الـ39

فيه أعلى شرفات مطعم في أوروبا وسط لندن المالي

من أصناف السوشي المتنوعة - الكافيار على طريقة «سوشي سامبا»
من أصناف السوشي المتنوعة - الكافيار على طريقة «سوشي سامبا»
TT

مطعم الاسبوع: «سوشي سامبا».. البرازيل والبيرو واليابان مجتمعة في الطابق الـ39

من أصناف السوشي المتنوعة - الكافيار على طريقة «سوشي سامبا»
من أصناف السوشي المتنوعة - الكافيار على طريقة «سوشي سامبا»

لائحة الانتظار للحصول على طاولة في مطعم «سوشي سامبا» قد تصل إلى ثلاثة أشهر، والسبب هو شهرته العالمية الواسعة لعدة معطيات، أولها موقعه في وسط لندن المالي، وتحديدا في ناطحة السحاب «هيرون تاور» Heron Tower وثانيها أنه يقدم طعاما مميزا يجمع مطابخ ثلاثة بلدان، اليابان والبرازيل والبيرو، وثالث سبب هو أنه يمتد على طابقين، الثامن والثلاثين والتاسع والثلاثين، وفيه شرفات أو «تراسات» خارجية تعتبر الأعلى في أوروبا.
عندما تصل إلى مدخله تظن أنك تدخل مقرا رسميا، رجال أمن باللباس الأسود يفتشون حقائب أيدي السيدات، وعبر بوابة إلكترونية تدخل المصعد الزجاجي، ولا تفوت فرصة رؤية لندن الجميلة وأنت تنتقل من أسفل المبنى إلى أعلاه في أقل من 30 ثانية، وبمجرد أن تصل إلى المطعم تشعر بالحيوية، وتنزل عبر سلم حلزوني إلى الطابق السفلي، حيث تجد مقاعد مخصصة لتناول الشراب فقط، وهناك إمكانية تناول العشاء على البار الذي ترى منه الطهاة وهم يقومون بتحضير الأطباق. وإذا حالفك الحظ فإنك تحصل على طاولة بمحاذاة الحائط الزجاجي لتطل على معالم لندن. وتجدر الإشارة إلى أن الطاولات الأفضل من حيث الإطلالة تتسع لشخصين أو 4، ولكن إذا كان العدد يتعدى ذلك فستكون الطاولة في الوسط، ولكن من الممكن التمتع بالمنظر أيضا.
الديكور عصري جدا يتميز بالإنارة المتدلية من السقوف، وتحديدا 237 مصباحا معلقا بين جذوع القصب، وتشاهد شجرة عملاقة على الشرفة الخارجية تزينها الإنارة البرتقالية، وبمحاذاتها مقاعد مريحة، ويتهافت عليها الذواقة خلال فصل الصيف.
«سوشي سامبا لندن» هو أحدث فرع لسلسلة المطاعم الناجحة. افتتح الفرع الأول في نيويورك عام 1999، وبعدها افتتحت فروع أخرى في ميامي بيتش ولاس فيغاس، لكن فرع لندن يعتبر من أجمل الفروع، من حيث الموقع والديكور.
أطباق «سوشي سامبا» مميزة جدا، بسبب خلطة ثلاثة مطابخ، فالمتعارف عليه أن المطبخ البيروفي يتناسب مع المطبخ الياباني، ولكن هذه المرة دخل المطبخ البرازيلي أيضا إلى تلك الخلطة السحرية.
من أشهر أطباق «سوشي سامبا»، السيفيتشي Sevicheالبيروفي، وهذا الطبق يعتمد على نقع السمك في الحامض والليمون، وبدلا من تركه لساعات يُترك لمدة 20 دقيقة، وهنا تدخل التقنية اليابانية لطهي السمك بالأسيد، وليس بالنار.
وإضافة إلى أنواع السوشي المتنوعة، وعلى رأسها السوشي بالجبن، تتذوق التامبورا، وساسا هاندرول Sasa Handroll، وإيزو رول Ezo Roll، ومن ألذ أطباق الحلوى «موتشي» Mochi، وهو عبارة عن كيك ياباني مصنوع من الأرز محشو بالآيس كريم، والطبق الثاني هوChocolate Banana Cake وهو الطبق الأكثر مبيعا في المطعم منذ إطلاقه عام 2003.
يشرف على مطبخ «سوشي سامبا» الشيف الجنوب أفريقي المولد كلاوديو كاردوسو، وبدأ الطهي من سن 15، واكتسب خبرته من خلال السفر، وتنقل بين البحرين ودبي والبرتغال، ويعتبر من أنجح الطهاة الذين يتمتعون بقدرة على ابتكار أطباق جديدة. وهذا واضح من خلال تطويعه للمنتجات البرازيلية والمكونات البيروفية في المطبخ الياباني.
«سوشي سامبا» في لندن هو أكثر من مجرد مطعم؛ لأنه يقدم كل ما يسعى إليه الزبون، وبخاصة أنه من بين المطاعم الغالية، بحيث تتراوح تكلفة العشاء بين 50 و80 جنيها إسترلينيا للشخص الواحد، إنما الموقع والإطلالة ونوعية الطعام والنكهة تنسيك الفاتورة www.sushisamba.com.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».