الجيل الجديد من السياسيات وسيدات الأعمال.. أنوثة تعانق الموضة

..والمصممون يتفقون ويُلبّون

وزيرة التعليم الفرنسية نجاة فالو بلقاسم - العارضة أنيا روبيك وتايور أنيق من «سان لوران» - أمل كلوني وتايور باللون الوردي «على الموضة»
وزيرة التعليم الفرنسية نجاة فالو بلقاسم - العارضة أنيا روبيك وتايور أنيق من «سان لوران» - أمل كلوني وتايور باللون الوردي «على الموضة»
TT

الجيل الجديد من السياسيات وسيدات الأعمال.. أنوثة تعانق الموضة

وزيرة التعليم الفرنسية نجاة فالو بلقاسم - العارضة أنيا روبيك وتايور أنيق من «سان لوران» - أمل كلوني وتايور باللون الوردي «على الموضة»
وزيرة التعليم الفرنسية نجاة فالو بلقاسم - العارضة أنيا روبيك وتايور أنيق من «سان لوران» - أمل كلوني وتايور باللون الوردي «على الموضة»

مهما تغير وضع المرأة، ومهما تدرجت في المناصب، فإن عشقها للموضة لا يتغير. صحيح أنها تُغير أسلوبها، وقد تفرضه على المصممين، لكنها تؤمن دائما في قرارة نفسها بأن الأناقة لا تتعارض مع مسؤولياتها، سواء كانت أمًّا، أو سيدة أعمال، أو محامية، أو سياسية. عواصم الموضة العالمية، لا سيما باريس، التقطت هذا الخيط وبنت عليه خزانة متكاملة تخاطب هذه المرأة ذات الشخصية القوية والإمكانات الشرائية العالية على حد سواء. الأناقة الرفيعة كانت ولا تزال لصيقة بباريس، ففيها ولد ما أصبح متعارفا عليه باسم الـ«هوت كوتير» منذ أكثر من قرن من الزمن، وفيها أيضا اشتد عود الأناقة مع مصممات - نذكر منهن كوكو شانيل - زرعن بذرة تحرير المرأة من الكورسيهات وكل ما كان يعوق حركتها وحريتها في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، ثم زادت الجُرعة في الخمسينات مع مصممين أغلبهم من الرجال، كانت لهم نظرة مختلفة عن الأنوثة، من أمثال كريستيان ديور، وإيف سان لوران، وكريستوبال بالنسياجا.. وغيرهم. تعددت أساليب كل واحد منهم؛ بين فخامة التنورات المستديرة، ونعومة الفساتين، أو هندسيتها، لكن بقيت دائما تلعب على الرومانسية. في الثمانينات تسلم الإيطاليون المشعل، عندما أخذ الراحل جياني فيرساتشي مفهوم الأنوثة إلى مرحلة الإثارة الحسية، وتدخل جيورجيو أرماني في الفترة نفسها ليقدم مضادا لها من خلال تايورات بأكتاف صارمة وكأنها دروع، لتدخل بها المرأة عالم الرجل. ثم مرت بضع سنوات، فتدرجت المرأة من سيدة أعمال ناجحة إلى سياسية محنكة، وفي كل الحالات ظلت تهتم بمظهرها، لإدراكها أن الانطباع الذي يخلقه ويخلّفه، له تأثير كبير على الناخبين. في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، زادت قوة المرأة الفرنسية مع دخولها لعبة السياسية والموضة، لتُغير الصورة المترسخة لدينا عن المرأة الجادة، وتُذكرنا بأن باريس ليست فقط مهد الأناقة الراقية فحسب؛ بل أيضا كتابا يمكن أن نقرأ بين طيات صفحاته التغيرات الحضارية ككل. من سيغولين رويال، ورشيدة داتي، إلى نجاة فايو بلقاسم.. وغيرهن، حرص الجيل الجديد من السياسيات على أن يكنّ أكثر صدقا مع النفس والآخر، عندما يتعلق الأمر بالموضة على الأقل. على اختلاف أدوارهن وسياستهن، بقي القاسم المشترك بينهن دائما التايورات المفصلة المحددة والفساتين الناعمة والأحذية المبتكرة، وقصات الشعر القصيرة.
ما نجح فيه هذا الجيل تأكيده أن مفهوم الأنوثة القديم تغير بالتدريج، ومعه النظرة إلى المرأة، لأنهن فرضن أسلوبهن على المصممين. وفي المقابل، رد هؤلاء الجواب بطرح تصاميم تمزج الذكوري بالأنثوي بطريقة ذكية وفي غاية الأناقة. والحقيقة أن هذا الأسلوب ليس جديدا، بل ظهر في عشرينات القرن الماضي، الحقبة التي شهدت بداية تحرر المرأة ومطالبتها بحق الانتخاب وما شابه من أمور، لكن ما نجحوا فيه أنهم جددوه وأضفوا عليه رشات أنثوية جعلته أكثر تناغما مع دور المرأة الحالي وثقتها بنفسها. فبينما كانت في السابق تريد إخفاء أنوثتها من خلال تايورات واسعة بأكتاف صارمة لكي تُعامل في أماكن العمل بجدية، أصبحت الآن تريد الاحتفال بها من دون استعراض أو اتجار بها من خلال جاكيتات محددة على الجسم وفساتين ناعمة. بيد أن الأهم في الأمر، رغبتها الواضحة في معانقة الموضة بوصفها جزءا لا يتجزأ من شخصيتها. وقد تكون رشيدة داتي أكثر من أظهرت عشقها لآخر صيحات الموضة، إلى حد أثار عليها استنكار البعض، لأنها كانت تتصدر مجلات الموضة البراقة في كل أنحاء العالم بأحذيتها العالية جدا من «كريستيان لوبوتان» وأزيائها المحددة على الجسم، التي كانت تختارها من بيوت أزياء عريقة، مثل «ديور» وما شابهها. وزيرة التعليم، نجاة فالو بلقاسم، في المقابل تتعامل مع الموضة باهتمام، لكن لا يصل إلى محاولتها جذب الأنظار أو التشبه بعارضات الأزياء. فهي تعكس صورة لامرأة عادية تحب الأناقة، وربما هذا ما يجعل أغلب النساء يتفاعلن معها أكثر. المهم بالنسبة للمرأة عموما أن المصممين ترجموا لها هذه الموجة الجديدة من خلال أزياء، أغلبها تايورات، مفعمة بالأنوثة، لكن من دون إثارة حسية، لتكون النتيجة ولادة مفهوم أنثوي قوي يعكس الصورة التي تريدها المرأة الناجحة والواثقة بنفسها.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.