إنتاج النفط الروسي يسجل رقمًا قياسيًا.. ويتجاوز أفضل المؤشرات «السوفياتية»

بالتزامن مع تراجع الأسعار وعدم التوصل إلى اتفاق مع «أوبك»

إنتاج النفط الروسي يسجل رقمًا قياسيًا.. ويتجاوز أفضل المؤشرات «السوفياتية»
TT

إنتاج النفط الروسي يسجل رقمًا قياسيًا.. ويتجاوز أفضل المؤشرات «السوفياتية»

إنتاج النفط الروسي يسجل رقمًا قياسيًا.. ويتجاوز أفضل المؤشرات «السوفياتية»

أظهرت محصلة شهر أكتوبر (تشرين الأول) أن متوسط حجم الإنتاج النفطي في روسيا تجاوز مؤشر 11.2 مليون برميل يوميا، وهو ما يشكل رقما قياسيا في تاريخ إنتاج النفط في روسيا، علما بأن حجم الإنتاج منذ عام 1991 كان يراوح دوما عند مؤشر 11 مليون برميل يوميا، إلى أن تم تجاوز ذلك المؤشر لأول مرة في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الجاري. ويبدو أن زيادة الإنتاج استمرت في الشهر التالي وفق ما تدل معلومات نقلتها وكالة «إنتر فاكس» عن دائرة التحكم بمجمع إنتاج الطاقة في وزارة الطاقة الروسية، وتشير فيها إلى أن روسيا أنتجت خلال شهر أكتوبر هذا العام 47.386 مليون برميل نفط، وهو ما يزيد على إنتاجها خلال شهر أكتوبر من العام الماضي بنسبة 3.9 في المائة.
وفي وقت سابق نشر محللون من شركة «Goldman Sachs» توقعاتهم لحجم الإنتاج النفطي في روسيا، قالوا فيها إن الإنتاج سيحقق ارتفاعًا، ويصل إلى نحو 11.21 مليون برميل يوميًا، أي بزيادة 1.35 في المائة مقارنة بحجم الإنتاج العام الماضي، بينما تشير توقعات «أوبك» إلى أن روسيا ستحقق زيادة إنتاج نفطي هذا العام بنسبة 1.74 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
كما تشير التوقعات إلى أن حجم الإنتاج اليومي في روسيا سيصل حتى 11.41، ومع نهاية عام 2018 سيصل حتى 11.65 مليون برميل يوميا، ما يعني أن قطاع النفط الروسي سيتجاوز أفضل مستويات سجلها قطاع النفط السوفياتي في حقول النفط على أراضي «جمهورية روسيا السوفياتية» حينها، الذي ارتفع عام 1987 حتى مؤشر 11.42 مليون برميل يوميا.
وبصورة عامة أنتجت روسيا خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2016 ما يزيد على 454.116 مليون طن من النفط ومكثفات الغاز، أي بزيادة 2.2 في المائة عما أنتجته في الفترة نفسها من العام الماضي. وتحتل «روس نفط» المكانة الأولى بين الشركات الروسية بحجم إنتاجها هذا العام، حيث تزيد حصتها على الثلث، أو 157.84 مليون برميل، بما في ذلك 16.369 مليون برميل خلال شهر أكتوبر. ويتزامن الكشف عن زيادة إنتاج النفط في روسيا في وقت عادت فيه أسعار النفط للتراجع في السوق العالمية، بينما يستمر الحديث عن استعداد السلطات في موسكو لتجميد حصتها من الإنتاج في إطار اتفاق مع الدول الأخرى المصدرة للنفط يهدف إلى إعادة استقرار أسعار النفط في السوق العالمية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد في العاشر من أكتوبر استعداد روسيا للموافقة على اقتراح تجميد الحصص، وهو ما أكده كذلك وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الذي وإن أبدى استعداد بلاده لدراسة اقتراح تقليص الإنتاج، لكنه أشار إلى أن روسيا تفضل اقتراح تجميد حصص الإنتاج، دون أن يحدد المستويات التي ستوافق روسيا على تجميد الإنتاج عندها.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.