أرباح شركات التأمين السعودية تقفز 100 %.. وحجم السوق يتخطى 10 مليارات دولار

رئيس شركة «نمار»: القطاع سيكون محورًا رئيسيًا في تحقيق «رؤية 2030»

إياد الهيبي الرئيس التنفيذي لشركة نمار لوساطة وإعادة التأمين («الشرق الأوسط»)
إياد الهيبي الرئيس التنفيذي لشركة نمار لوساطة وإعادة التأمين («الشرق الأوسط»)
TT

أرباح شركات التأمين السعودية تقفز 100 %.. وحجم السوق يتخطى 10 مليارات دولار

إياد الهيبي الرئيس التنفيذي لشركة نمار لوساطة وإعادة التأمين («الشرق الأوسط»)
إياد الهيبي الرئيس التنفيذي لشركة نمار لوساطة وإعادة التأمين («الشرق الأوسط»)

قفزت أرباح شركات التأمين السعودية خلال الأشهر الـ9 الماضية من العام الحالي، بنسبة 100 في المائة، مقارنة بما كانت عليه خلال الفترة ذاتها من العام المنصرم، وسط تطورات مهمة على صعيد أداء القطاع، الذي من المرشح أن يكون واحدًا من أهم القطاعات المساهمة في نمو الاقتصاد المحلي، وبالتالي مساهمته في تحقيق «رؤية المملكة 2030» في التحول إلى مرحلة ما بعد النفط.
ودعمًا لهذه الأرقام الإيجابية التي شهدتها ربحية شركات التأمين السعودية خلال العام الحالي 2016. أكد إياد الهيبي الرئيس التنفيذي لشركة «نمار لوساطة وإعادة التأمين»، أن شركات التأمين السعودية مرشحة مع اكتمال نتائج الربع الأخير من هذا العام، في تحقيق معدلات نمو في الأرباح يبلغ حجمها نحو 104 في المائة، مقارنة بما كانت عليه في العام المنصرم 2015.
وأرجع الهيبي النمو الملحوظ لربحية قطاع التأمين السعودي إلى 5 أسباب رئيسية، وقال خلال حديثة لـ«الشرق الأوسط»، أمس: «ترتكز أسباب النمو الملحوظة في أرباح شركات التأمين السعودية إلى التشريعات الحكومية الضابطة التي أصدرتها كل من مؤسسة النقد العربي السعودي ومجلس الضمان الصحي في البلاد، بالإضافة إلى نمو حجم سوق التأمين الإجمالي، ونضوج إدارات الشركات، ووجود الخبير الاكتواري، وبدء الاستفادة من خدمات التأمين غير الإلزامية التي ارتفع عليها الطلب بفضل تزايد وعي القطاع الخاص بأهمية هذه الخدمات».
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة «نمار لوساطة وإعادة التأمين»، أن شركات التأمين السعودية بدأت تضع بصمتها بوصفها عنصرا فاعلا في نمو الاقتصاد الوطني، مضيفا: «حجم سوق التأمين السعودية حاليًا يزيد على 40 مليار ريال (10.6 مليار دولار)، وبنهاية عام 2020 سيقفز حجم السوق إلى مستويات قريبة من الـ80 مليار ريال (21.3 مليار دولار)، مما يعني زيادة مستوى تأثيره على معدلات النمو الاقتصادي للمملكة، وزيادة حصته في الوقت ذاته من الناتج المحلي الإجمالي».
وفي هذا الخصوص، بلغت القيمة السوقية المجمعة لشركات التأمين المدرجة في سوق الأسهم السعودية نحو 33.3 مليار ريال (8.8 مليار دولار)، فيما بلغت الأرباح المجمعة للقطاع 1.6 مليار ريال (426 مليون دولار) بناء على نتائج الشركات في آخر 12 شهرا.
وبلغت الأرباح المجمعة لقطاع التأمين السعودي باستثناء شركة «وقاية تكافل»، التي لم تعلن نتائجها حتى الآن، نحو 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) بنهاية التسعة أشهر الأولى من العام الحالي، بنسبة نمو بلغت مائة في المائة، مقارنة بأرباح 710.6 مليون ريال (189.4 مليون دولار) تم تحقيقها خلال الفترة نفسها من عام 2015.
وفي إطار ذي صلة، أعلنت السوق المالية السعودية «تداول» أن صافي مبيعات الأجانب عبر الاستثمار الأجنبي المباشر في سوق الأسهم المحلية خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بلغ 109.1 مليون ريال (29 مليون دولار)، في حين أن استثمارات الأجانب عبر اتفاقيات المبادلة بلغ صافي مشترياتها 1.7 مليار ريال (453.3 مليون دولار) خلال الشهر نفسه، في وقت اتجه فيه المستثمرون السعوديون الأفراد للبيع بجميع فئاتهم خلال شهر أكتوبر الماضي، بينما قامت جميع فئات المؤسسات السعودية بالشراء.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي بات فيه نجاح السعودية الملحوظ في طرح السندات الدولية، محط أنظار كثير من المستثمرين حول العالم، فيما يمثل القرار الملكي المتعلق بإعفاء وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، وتعيين محمد الجدعان وزيرا للمالية، استمرارًا واضحًا للسياسة المالية السعودية.
ويأتي قرار تعيين محمد الجدعان في منصب وزير المالية، عقب أن أمضى نحو عامين في منصب رئيس هيئة السوق المالية، مؤشرا مهما على ثبات السياسة المالية السعودية، حيث لا يعتبر الجدعان وجهًا جديدًا على عالم الاستثمار والمال، وأسواق السندات والصكوك.
وعمل الجدعان خلال فترة رئاسته لهيئة السوق المالية السعودية على مشروع فتح الاستثمار المباشر أمام رؤوس الأموال الأجنبية في سوق الأسهم السعودية، وهو القرار الذي شهد لاحقًا مزيدًا من التعديلات المتعلقة بتخفيف قيود تدفقات الاستثمارات الأجنبية إلى سوق الأسهم المحلية.
وتمتاز السعودية بوجود سياسة مالية واضحة، وقطاع مصرفي قوي يحظى بملاءة مالية مطمئنة، الأمر الذي يعزز من فرصة الاستقرار المالي للبلاد، في حين يعتبر مكتب إدارة الدين في وزارة المالية السعودية هو الجهة المنفذة والمعنية بالسندات الدولية التي يتم طرحها، ويحظى هذا المركز بهيكل تنظيمي مستقر، ورؤية واضحة، واستراتيجية ثابتة.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.