أنقرة تستفسر من واشنطن عن أسباب مطالبة عائلات دبلوماسييها بالمغادرة

إطلاق النار على نائب رئيس أكبر حزب معارض في تركيا

نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أثناء تلقيه الإسعافات الأولية إثر تعرضه لهجوم مسلح في مدينة أيدن غرب تركيا («الشرق الأوسط»)
نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أثناء تلقيه الإسعافات الأولية إثر تعرضه لهجوم مسلح في مدينة أيدن غرب تركيا («الشرق الأوسط»)
TT

أنقرة تستفسر من واشنطن عن أسباب مطالبة عائلات دبلوماسييها بالمغادرة

نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أثناء تلقيه الإسعافات الأولية إثر تعرضه لهجوم مسلح في مدينة أيدن غرب تركيا («الشرق الأوسط»)
نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أثناء تلقيه الإسعافات الأولية إثر تعرضه لهجوم مسلح في مدينة أيدن غرب تركيا («الشرق الأوسط»)

أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتصالا هاتفيا مع نظيره الأميركي جون كيري أمس الأحد على خلفية مطالبة الخارجية الأميركية عائلات الدبلوماسيين العاملين بالقنصلية الأميركية في إسطنبول بمغادرة تركيا لأسباب أمنية تتعلق بتهديدات إرهابية محتملة. وذكرت مصادر دبلوماسية أن جاويش أوغلو بحث الأمر مع كيري وأساب مطالبة الولايات المتحدة عائلات الدبلوماسيين بمغادرة إسطنبول، كما تناول معه التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب. وطالبت الخارجية الأميركية مساء السبت عائلات العاملين في قنصليتها في إسطنبول بمغادرة تركيا بسبب مخاوف أمنية، فيما يعد تطويرا لتحذيرين سابقين خلال شهر واحد للمواطنين الأميركيين من الوجود في الأماكن المزدحمة والتوجه إلى مدن جنوب تركيا القريبة من الحدود السورية. وذكر بيان للخارجية الأميركية أن القرار جاء بناء على معلومات أمنية، تفيد بنية جماعات إرهابية مهاجمة مواطنين أميركيين في مناطق إسطنبول؛ سواء المقيمون فيها أو الذين يقومون بزيارتها. وأشار البيان إلى أن القنصلية ستبقى مفتوحة وتقدم خدماتها، وأن التحذير موجه فقط للعاملين في القنصلية الأميركية العامة في إسطنبول، ولا يشمل الدبلوماسيين.
وجدد البيان تحذيره للمواطنين الأميركيين من تهديدات تتعلق بجماعات إرهابية في أنحاء متفرقة من تركيا، وقال إنه ينبغي عليهم تجنب السفر إلى «جنوب شرقي البلاد المضطرب». وهذا ثاني تحذير من نوعه تعممه الخارجية الأميركية على مواطنيها في تركيا في غضون أسبوع واحد.
وحذرت أميركا من قبل رعاياها في تركيا بعدم التوجه إلى مراكز تجارية ومقاه وأماكن أخرى في مدينة غازي عنتاب جنوب البلاد تحمل علامات تجارية أميركية، كما أصدرت تحذيرا آخر لمواطنيها المقيمين في أضنة، جنوب تركيا، بتوخي الحذر بسبب وجود تهديدات إرهابية للأماكن المزدحمة وأماكن التجمعات والمواطنين الأميركيين المترددين عليها.
في سياق آخر، أصيب بولنت تيزجان، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية بجروح إثر تعرضه لهجوم مسلح بمدينة أيدن غرب تركيا. وقالت مصادر أمنية، إن مجهولاً أطلق النار على تيزجان أثناء اجتماعه مع أعضاء من حزبه على مأدبة عشاء مساء السبت الماضي بأحد المطاعم وسط المدينة.
وألقت السلطات التركية القبض على منفذ الاعتداء ويدعى «ألب أرسلان أرسلان.س».
وذكرت ولاية أيدن في بيان، أن شخصًا آخر كان مع «ألب أرسلان. س»، سلم نفسه للشرطة. وأوضحت أن قوات الأمن ألقت القبض على أرسلان وبحوزته مسدس غير مرخص، إلى جانب تسليم مرافقه «ف.ي» نفسه للشرطة. ولفتت إلى أن الحالة الصحية لنائب رئيس الحزب مستقرة وأنه لا توجد أي خطورة على حياته. وقال أرسلان أثناء القبض عليه إنه يعد ما قام به عملا مجيدا وإن القيود التي وضعها رجال الأمن في يده بمثابة تكريم له من الحكومة.
وندد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بالاعتداء على نائب رئيس الحزب المعارض، واصفا إياه بالعمل الإرهابي الجبان المعادي للديمقراطية، مشددا على عزم تركيا على التخلص من كل مظاهر الإرهاب.
من جانبه، دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، أثناء زيارته لنائبه في المستشفى، الشعب التركي كله لإبداء رد فعل قوي على الإرهاب والتضامن في مواجهته. كان كليتشدار أوغلو تعرض لهجوم على موكبه في أرتفين بشرق تركيا في أغسطس (آب) الماضي، واعترف حزب العمال الكردستاني بتنفيذ الهجوم، لكنه أشار إلى أنه لم يكن يستهدف موكب رئيس الحزب وإنما قوات الدرك المرافقة له. في الوقت نفسه، حظرت محكمة تركية على الرئيس المشارك لـ«حزب الشعوب الديمقراطي» الموالي للأكراد، فيجان يوكسكداغ المتهمة بـ«الانتماء إلى منظمة إرهابية»، الخروج من الأراضي التركية.
وقالت المحكمة إن يوكسكداغ المتهمة بـ«الدعاية الإرهابية والانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة، لم يعد مسموحا لها بمغادرة تركيا، نظرا لأنشطة تبعث على القلق من حدوث عملية هروب». واستنكر حزب الشعوب الديمقراطي في بيان هذا القرار الذي وصفه بـ«التعسف الكامل»، وأعلن نيته الطعن على الحكم. وجاء قرار المحكمة عشية مظاهرات خرجت أمس في أنحاء البلاد، لا سيما في إسطنبول، وديار بكر، كبرى مدن جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية، احتجاجا على القبض على جولتان كيشناك رئيس بلدية ديار بكر المقالة من منصبها والرئيس المشارك للبلدية فيرات أنلي بتهمة تقديم الدعم لمنظمة إرهابية.
في سياق مواز، أصيب شرطيان تركيان في هجوم بقذيفة صاروخية استهدف عربتهم المصفحة في ديار بكر جنوب شرقي البلاد أثناء إحدى المهام على الطريق إلى مدينة إلازيغ.
وقالت مصادر أمنية إن الشرطة اتخذت تدابير أمنية واسعة في منطقة الهجوم، وبدأت عملية بحث وتمشيط لإلقاء القبض على المنفذين.
كما أعلنت رئاسة هيئة أركان الجيش التركي مقتل 10 أشخاص في غارات نفذتها مقاتلات حربية على مواقع حزب العمال الكردستاني في أفاشين وباسيان شمال العراق ردا على مقتل 3 جنود أتراك السبت الماضي. وأشار البيان إلى تدمير منصة سلاح من نوع «دوشكا»، و3 منصات «هاون»، و4 أهداف.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.