ضحايا الإرهاب البلجيكيون في الخارج سيحصلون على مساعدة مالية من الحكومة

إطلاق سراح المشتبه في تورطهما بالتحضير لهجمات في بروكسل

ضحايا الإرهاب البلجيكيون في الخارج سيحصلون على مساعدة مالية من الحكومة
TT

ضحايا الإرهاب البلجيكيون في الخارج سيحصلون على مساعدة مالية من الحكومة

ضحايا الإرهاب البلجيكيون في الخارج سيحصلون على مساعدة مالية من الحكومة

قال المحامي البلجيكي ماري سفين، المكلف بالدفاع عن الأخوين مصطفى وجواد، كانت الشرطة قد اعتقلتهما في بروكسل مع شخص ثالث في يونيو (حزيران) الماضي، وقالت السلطات وقتها إنهم كانوا يخططون لهجوم إرهابي؛ إن الأخوين لم يخططا لأي هجمات، وقد أصدرت غرفة الاتهام في محكمة بروكسل قرارا بإطلاق سراحهما بشروط. يذكر أن إطلاق سراح المشتبه بهم بشروط، تتضمن بقاء المراقبة عليهم وعدم مغادرة المدينة أو بلجيكا، إلا بموافقة السلطات، وأيضا في بعض الحالات الحضور بشكل يومي إلى مركز الشرطة لإثبات وجوده في المدينة وأنه لم يغادرها، وفي حالات أخرى يتم وضع أساور إلكترونية حول القدم لمراقبة تحركاته.
وأضاف المحامي سفين، في تصريحات لوسائل إعلام بلجيكية، أن الملف برمته قد استند إلى تفسيرات خاطئة وسوء فهم، ولم يكن هناك من الأساس أي مخطط إرهابي.
وكانت السلطات الأمنية قد نفذت في منتصف يونيو الماضي حملة مداهمات شملت 40 منزلا و152 مرفأ للسيارات، واعتقلت عدة أشخاص وأبقت على ثلاثة منهم في الحبس الاحتياطي. وحسب وسائل الإعلام البلجيكية أمس، فقد كانت عملية تنصت على الهواتف قد أظهرت وجود مخطط لتنفيذ هجمات تستهدف عدة أماكن، منها أحد الميادين الكبرى وسط بروكسل، توجد به شاشة عرض كبيرة لعرض مباريات بطولة أوروبا وأيضا إحدى السفارات الأجنبية، واستمع رجال التحقيق أثناء التنصت على الهواتف إلى عدة جمل، ومنها «سنخرج إلى هذا المكان، وسنبدأ في التنفيذ، وستنتشر النيران في كل مكان»، وبناء عليه قرر عناصر الأمن المبادرة بالمداهمة والتفتيش، ولكن لم يتم العثور على أسلحة أو متفجرات، وتمسك الدفاع عن الأشخاص الثلاثة بالتأكيد على عدم وجود أي أي مخططات إرهابية.
وأضافت المصادر نفسها، أن مصطفى وجواد كانا من بين المشتبه بهم، لأنهما يرتبطان بعلاقة عائلية مع الأخوين خالد وإبراهيم البكراوي اللذين شاركا في تنفيذ هجوم انتحاري في بروكسل مارس (آذار) الماضي، في مطار ومحطة للقطارات الداخلية، وأسفر عن مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين، كما أن الأخوين مصطفى وجواد ومعهما الأخوان البكراوي يرتبطون بصلة قرابة مع عائلة أسامة عطار الذي تشتبه السلطات البلجيكية في احتمال تورطه بالتخطيط لهجمات بروكسل في مارس الماضي.
من جهة أخرى، سيصبح البلجيكيون الذين وقعوا ضحايا عمل إرهابي بالخارج الآن مؤهلين للحصول على مساعدة مالية من خلال صندوق إغاثة الضحايا. وليس هجوم مالي والهجوم على شاطئ بتونس والكارثة الجوية في أوكرانيا إلا بعض الهجمات التي وقعت في الخارج والتي وقع بلجيكي واحد على الأقل ضحية لها. وينص المرسوم الملكي الذي وافق عليه مجلس الوزراء الجمعة الماضي على حق ضحايا الأفعال الإرهابية المنفذة بالخارج في تقديم طلب الحصول على المساعدة المالية، بحسب ما أعلن عنه وزير العدل كوين جينس. وكانت المساعدة المالية المقدمة من صندوق إغاثة الضحايا مخصصة مسبقا للأعمال الإرهابية، وغيرها من أعمال العنف المتعمدة المنفذة فوق أراضي بلجيكا. ولكن المرسوم الملكي الجديد يوسعها الآن لتشمل الهجمات التي وقعت بالخارج.
وعلاوة على ذلك، وبمبادرة من وزير العدل كوين جينس، تمت الموافقة على مرسومين ملكيين آخرين، ينص أحدهما على القيام بإجراء للاعتراف بأفعال العنف «ذات الطابع الإرهابي». ويمكن الاعتراف بعمل من أعمال العنف على أنه «إرهابي» أيضا من تبسيط إجراء الحصول على مساعدة مالية، من خلال إلغاء شرط الحصول على حكم إدانة. ويقوم المرسوم الملكي الثاني بمضاعفة سقف المساعدة المالية أربع مرات لتغطية نفقات الجنازة، ولهذا ترتفع من ألفين إلى 6 آلاف يورو، وتوسِّع بغرفتين لجنة المساعدة المالية لضحايا أعمال العنف المتعمدة ولرجال الإنقاذ العرضيين، من أجل ضمان معالجة طلبات الضحايا في فترة زمنية معقولة. وفي نهاية شهر يونيو الماضي، قام تعديل تشريعي بالفعل بمضاعفة سقف المساعدة المالية التي يمكن للضحايا أن يصبحوا مؤهلين للحصول عليها، ليصل هذا السقف إلى 125 ألف يورو. وفي أغسطس (آب) الماضي صرف الصندوق الخاص بتقديم المساعدات العاجلة لضحايا تفجيرات بروكسل في مارس الماضي، ما يقرب من 675 ألف يورو لعدد المتضررين من التفجيرات.
وبلغ عدد الملفات التي حصل أصحابها على موافقة بصرف مساعدات عاجلة لهم 83 ملفا، وقال إدوارد لاندتشير، المتحدث باسم الهيئة المشرفة على عمل الصندوق التابع لوزارة العدل البلجيكية، إن الأوضاع في أعقاب تفجيرات بروكسل استدعت وجود آلية خاصة، لأن غالبية الضحايا كانوا في حاجة إلى مساعدات عاجلة. ومنذ هجمات 22 مارس، دفعت لجنة المساعدة المالية لضحايا أعمال العنف المتعمد ولرجال الإنقاذ، بالفعل 674.500 يورو مساعدة طارئة لصالحهم، وذلك وفقا لما أعلنت عنه الخدمة العامة الاتحادية للعدل التي تنتمي إليها هذه اللجنة.
وتم إنشاء صندوق وحيد خاص بهؤلاء الضحايا في أعقاب هجمات زافنتيم ومحطة المترو مالبيك. وتوضح الخدمة العامة الاتحادية للعدل أن هذه اللجنة تتدخل لصالح ضحايا أعمال العنف المتعمدة على أثر قرار أحد القضاة بهذا الخصوص، وفي حالة ما إذا كان المنفذ معسرا. «ولكن الوضع بعد الهجمات يتطلب نظاما خاصا، لأن أغلب الضحايا هم في حاجة إلى مساعدة مالية طارئة. ويمكنهم تقديم طلب لدى هذا الشباك الوحيد، حتى قبل تقديم شكوى. وإذا تم قبول طلبهم، لا يتعين عليهم انتظار نهاية الإجراءات للحصول على المساعدة المالية اللازمة». وبعد مضي خمسة أشهر على الهجمات، تم تقديم 215 طلبا في هذا الشأن، من بينهم 83 قرار مساعدة مالية خدم رسميا الضحايا المعنيين، الذين حصلوا على 674.500 يورو في المجموع. وتنوي الحكومة الاتحادية أيضا، مضاعفة سقف المساعدة المالية لضحايا الإعمال الإرهابية. كما يمكن للأشخاص الحاملين للجنسية البلجيكية الذين يعيشون في بلد أجنبي لا يخصص أي تنظيم لمثل هذه الأحداث، الاستعانة بهذا الصندوق.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».