تعيش مدينة صفاقس التونسية خلال هذه الأيام على وقع الأسبوع الثقافي الجزائري الذي افتتح يوم الاثنين ويتواصل إلى غاية يوم 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي ويجمع عددا هاما من أهل الثقافة والفن والإبداع من البلدين. وأشرف محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية التونسي وعز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري على افتتاح هذه التظاهرة الثقافية التي تندرج في إطار احتفالات تونس بتظاهرة «صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016».
ويتضمّن البرنامج عروضا موسيقية وسينمائية ومسرحية ومعارض تشكيلية وأمسيات شعرية، ويتكون الوفد الجزائري من قرابة 36 مشاركًا بين موسيقيين وفنانين تشكيليين وشعراء وممثلين عن هياكل ثقافية رسمية.
وللمرة الأولى في هذه التظاهرة يجتمع وزيران للثقافة على صلة مباشرة بالنشاط الثقافي، فعز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري شاعر ومحمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية التونسي عازف عود لذلك كان الموعد مع وزير يقرأ الشعر ووزير يرافق الشعر عزفا على العود.
وجمع الأسبوع الثقافي الجزائري بين الفنّ التشكيلي والشعر والموسيقى وافتتاح بقراءة وزير الثقافة الجزائري قصيدته الشهيرة حول شهيدة مدينة بن قردان (جنوب شرقي تونس). وخلفت هذه الفقرة الإبداعية تعالي التصفيق وصيحات الإعجاب نظرًا لجمال الفقرة وتلقائيتها وعفويّتها في آن واحد.
وفي هذا الشأن، أعطت هدى الكشو المنسقة العامة للتظاهرة إشارة الانطلاق بالاحتفالات الجزائرية بتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 وقالت: «ربما هي المرّة الأولى التي يجتمع فيها وزيران على ركح واحد ليقدما فقرة من فقرات افتتاح تظاهرة ثقافية، وإن جاءت عفوية وبطلب من الإعلامية الجزائرية نجيّة خثير مقدّمة الحفل، فإن هذه الفقرة كانت عفوية وطريفة ولاقت تجاوبا كبيرا من الحضور وتفاعلا غير مسبوق».
وخلال السهرة قدمت المجموعة الوطنية للموسيقى الأندلسية الجزائرية التي تأسست سنة 2008 حفلا موسيقيا ممتعا استرجعت من خلاله أمجاد الموسيقى الأندلسية وقدمت ألوانا من الموسيقى التقليدية الجزائرية من الجزائر العاصمة وقسنطينة وتلمسان.
وأكد محمد زين العابدين وزير الثقافة والمحافظة على التراث في تصريح إعلامي، دعمه لفكرة إحداث مركز ثقافي جزائري في صفاقس ومركز ثقافي تونسي مماثل في الجزائر، وأشار إلى أن «الوزارة بصدد التفكير في بعث تمثيليات ثقافية لتونس في الخارج وستكون الجزائر أول بلد يحتضن مثل هذه التمثيليات الثقافية».
واعتبر عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري أن «الثقافة لم تكن في يوم من الأيام إلا دليل الشعوب والأفراد والمجتمعات للوصول إلى الإنسان داخلها، وكان المثقف في كل حالاته راسم هذا الدليل ومحدد معالمه».
وقال إن مشاركة الجزائر بأسبوع ثقافي متنوع في تظاهرة «صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016» تحمل تعبيرا صادقا عن الاحترام الكبير لتونس.
وأضاف الوزير الجزائري قوله إن «تأخر وتراجع دور المثقف العربي أدى إلى تقدم مجموعات متطرفة ساهمت في تلويث الجو العام في المجتمعات العربية بأوبئة آيديولوجية في غاية الخطورة لينتشر التعصب والتكفير وإلغاء الآخر» على حد تعبيره.
ويتضمن البرنامج عدة فقرات إبداعية من بينها معرض الفن التشكيلي والخط العربي لثلاثة فنانين جزائريين هم حجاب الدوادي ومصطفى أجعوط والطيب العبيدي، وعرض مسرحية «الثلث الخالي» للفنانة الجزائرية تونس آية الله، هذا علاوة على عرض موسيقي مشترك يجمع بين المجموعة الوطنية للموسيقى الأندلسية (من الجزائر) ونادي الأصيل (من تونس).
وزير الثقافة الجزائري يقرأ الشعر ونظيره التونسي يرافقه عزفًا على العود
ضمن احتفالات تظاهرة «صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016»
وزير الثقافة الجزائري يقرأ الشعر ونظيره التونسي يرافقه عزفًا على العود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة