خادم الحرمين: ندرك أهمية العناية بتاريخ مكة المكرمة وعظم المسؤولية الكبرى على بلادنا

استقبل سلطان بن سلمان والوزراء المعنيين بالسياحة في دول الخليج العربية * وزراء سياحة الخليج: رؤية شاملة للعمل المشترك في دول المجلس

خادم الحرمين الشريفين خلال حديثه إلى أعضاء إدارة كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة المكرمة (واس)
خادم الحرمين الشريفين خلال حديثه إلى أعضاء إدارة كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة المكرمة (واس)
TT

خادم الحرمين: ندرك أهمية العناية بتاريخ مكة المكرمة وعظم المسؤولية الكبرى على بلادنا

خادم الحرمين الشريفين خلال حديثه إلى أعضاء إدارة كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة المكرمة (واس)
خادم الحرمين الشريفين خلال حديثه إلى أعضاء إدارة كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة المكرمة (واس)

أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عن تمنياته ودعواته للوزراء والمسؤولين المعنيين بالسياحة في دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعاتهم في العاصمة الرياض، ومرحبًا بهم في السعودية.
جاء ذلك لدى استقباله يوم أمس في مكتبه بقصر اليمامة، الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والوزراء الخليجيين المعنيين بالسياحة، وهم كل من: الشيخ سلمان صباح السالم الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت، والشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة بدولة قطر، ووزير السياحة بسلطنة عمان أحمد بن ناصر المحرزي، ووزير الصناعة والتجارة والسياحة بالبحرين زايد بن راشد الزياني، والدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ووكيل وزارة الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة محمد خميس المهيري.
من جانبهم، نقل الوزراء والمسؤولون إلى خادم الحرمين الشريفين تحيات وتقدير قادة دولهم، بينما حضر اللقاء الدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وعادل الجبير وزير الخارجية.
من جانب آخر، أكد خادم الحرمين الشريفين، أهمية العناية بتاريخ مكة المكرمة وتوثيقه، مشيرا إلى المسؤولية الكبرى على المملكة بصفتها بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومهد الرسالة النبوية، مجددًا أن لقب خادم الحرمين الشريفين يعد شرفا كبيرا له ومسؤولية عظيمة، وذلك لدى استقباله بقصر اليمامة يوم أمس، أعضاء إدارة كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى، يتقدمهم الدكتور بكري عساس مدير جامعة أم القرى، والدكتور فهد السماري المستشار بالديوان الملكي الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز المكلف.
وأوضح مدير جامعة أم القرى، أن رعاية خادم الحرمين الشريفين إصدارات كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة «تجسد اهتمامه بالشأن الثقافي والتاريخي»، مبينًا أن الكرسي يختص بأشرف بقعة على هذه البسيطة مكة المكرمة، وهو تاريخ الأمة، وذاكرتها ومبدؤها النابض.
وأعلن مدير الجامعة، في كلمته، أن جامعة أم القرى تتشرف بهذه المناسبة بإهداء خادم الحرمين الشريفين، المجموعة الأولى من إصدارات كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة المكرمة «تقديرًا لاهتمامه بتاريخ هذه الأرض المقدسة»، مبديا أمله بأن تكون هذه الإصدارات العلمية الثرية فاتحة لمشاريع تاريخية أكبر وأعظم.
حضر اللقاء، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وعادل الجبير وزير الخارجية.
على صعيدأخر, وجّه خادم الحرمين الشريفين، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع قيادة قوات التحالف، والحكومة اليمنية الشرعية، والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، لتسهيل ونقل جرحى حادثة القاعة الكبرى بمدينة صنعاء التي وقعت السبت الماضي، الذين تستدعي حالاتهم العلاج خارج اليمن.
ويأتي هذا التوجيه امتدادًا لأعمال المركز والمبادرات الإنسانية التي تقدمها السعودية للشعب اليمني.
وذكر المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبد الله الربيعة، أن المركز بادر بالتنسيق مع قوات التحالف والمنظمات الدولية ووزارة الصحة والسكان اليمنية واللجنة العليا للإغاثة لضمان سرعة نقل وعلاج المصابين الذين تستدعي حالتهم ذلك في المراكز الطبية المتخصصة وعلى حساب المركز في داخل السعودية وخارجها وفق التقارير الطبية من اللجان الطبية المختصة، وسيتابع المركز سرعة النقل والعلاج بما يضمن أمن وسلامة المصابين.
وقال الربيعة إن «المركز نفذ برامج متنوعة في القطاع الصحي للأشقاء في اليمن، إذ وقّع أول من أمس برنامجًا تنفيذيًا لتقديم خدمات المياه والإصحاح البيئي في خمس محافظات يمنية مع الهيئة الطبية الدولية، كما وقّع اليوم (أمس) مع الهلال الأحمر عقد تجديد مشروع تأمين كوادر طبية مع الهلال الأحمر السوداني لعلاج المصابين اليمنيين، إضافة إلى تقديم الدعم للمستشفيات والمراكز الصحية في الداخل اليمني وعلاج المصابين في داخل وخارج اليمن».
وأضاف أن المركز يعمل بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لتسهيل وتقديم الاحتياجات للمنكوبين اليمنيين وتقديم المساعدة لهم سواء بطريقة مباشرة عبر المركز أو من خلال منظمات الأمم المتحدة أو مؤسسات المجتمع المدني، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة واللجنة العليا للإغاثة.
من جانبهم أقر وزراء السياحة في دول الخليج، أمس، الرؤية الشاملة للعمل السياحي المشترك في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تم إعدادها من خلال الفريق المشكل لإعداد الرؤية برئاسة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والتي تهدف إلى وضع خريطة عمل مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي استنادا إلى المقومات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تتميز بها، وذلك لتكون دول المجلس التعاون الخليجي في عام 2030م من أهم المقاصد السياحية في العالم، لما تمثله من نموذج تراثي وحضاري وثقافي متميز، والأبرز عالميا فيما يتعلق بحركة السياحة البينية.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، خلال كلمة افتتاحية في الاجتماع الثالث لوزراء السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض، «سعدنا بلقاء مقام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أكد على أهمية التضامن والتعاون في كل ما يخدم التلاقي وتضامن دول الخليج ومواطنيها، وأكد أيضًا على أن السياحة هي من القطاعات الأساسية في لم الشمل وتعزيز التلاقي بين شعوب ودول الخليج التي هي بلاد واحدة يجمعها مصير واحد، واستمعنا إلى التوجيهات حول السياحة وارتباطها بتاريخ بلادنا المشترك، وأثرها الكبير على الاقتصاد ودورها الواضح في تحفيز الاستثمارات وتوفير فرص العمل، إضافة إلى دورها الأساس في تعزيز الهوية الوطنية».
ونبه إلى أن قطاع السياحة لم يعد ترفيها فقط بل هو اقتصاد وتنمية وأمن اجتماعي، وهو ما يتطلب من دول المجلس التي تملك مقومات اقتصادية كبيرة استثمار هذه القدرات الهائلة والتنسيق فيما بينها لتحقيق عوائد اقتصادية وخلق فرص وظيفية مناسبة لشبابها.
وأقر الاجتماع «الرؤية الشاملة للعمل السياحي المشترك في دول مجلس التعاون الخليجي» التي تم إعدادها من خلال الفريق المشكل لإعداد الرؤية برئاسة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني
وتهدف الرؤية إلى وضع خريطة عمل مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي استنادا على المقومات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تتميز بها، وذلك لتكون دول المجلس التعاون الخليجي في عام 2030 من أهم المقاصد السياحية في العالم لما تمثله من نموذج تراثي وحضاري وثقافي متميز، والأبرز عالميا فيما يتعلق بحركة السياحة البينية.
وتركز الرؤية على مدى خمس سنوات (2016 - 2020)، على أوجه التلاقي الواضح بين السياحة والتراث الثقافي والحضاري بوصفهما عناصر رئيسية في الهوية الوطنية ومجالات اقتصادية وتنموية مهمة، وتحديد مجالات العمل المشترك التي من أبرزها «مساهمة السياحة والثقافة في تنمية الاقتصاد الوطني، ودور السياحة والثقافة في تعزيز الهوية الخليجية}.
واستعرض الوزراء السبل المثلى للمساهمة في تشجيع رؤوس الأموال الخليجية والأجنبية للاستثمار في صناعة السياحة، والمشاركة في صياغة القوانين الخاصة بها، والعمل على توحيدها بالتنسيق مع الأمانة العامة للمجلس.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.