يبدو أن إيران ليست وحدها هي من تهتم بالتواجد في أميركا الجنوبية، بل هناك دول أخرى في الآونة الأخيرة، خصوصا الأشهر القليلة الماضية، حيث ظهر جليا التواجد الروسي والصيني في القارة اللاتينية.
من المعروف أن إيران دائما ما كانت تسعى إلى مكاسب عسكرية واقتصادية من وراء هذه الدول، لكن الجديد في الأمر الآن هو البحث عن الصناعات النووية، الذي شبهه أحد الباحثين في الشؤون اللاتينية بأن روسيا والصين أصبحت تضع حصان طروادة للولايات المتحدة الأميركية هناك بالقرب منها وفي القارة الجارة لها.
الاكتشافات الأخيرة من اليورانيوم في بوليفيا وفنزويلا فتحت أعين العالم والإعلام عن مدى الاهتمام من بلدان مثل إيران والصين وروسيا للحصول على هذه المادة اللازمة للصناعات النووية والعسكرية، وليس مستغربا أيضا أن تحلم دول مثل بوليفيا وفنزويلا بتطوير برامج نووية والتعاون مع بلدان مثل إيران وروسيا والصين؛ وذلك بغية الحصول على تكنولوجيا تطوير اليورانيوم وإقامة مراكز الأبحاث النووية وتدريب عناصرها على يد خبراء من البلدان التي تستطيع تخصيب هذه المادة.
في السنوات الأخيرة، وقبيل توقيع الاتفاق النووي الإيراني المثير للجدل، اتهمت إيران في أكثر من مرة بأن تواجدها في أميركا الجنوبية، خصوصا بوليفيا وفنزويلا كان بهدف البحث عن اليورانيوم، وهو اللازم للصناعات النووية، ومعروف أن فنزويلا وبوليفيا وعلى الرغم من امتلاكهما اليورانيوم فإنهما لا يملكان التقنية اللازمة للتخصيب، وبالتالي أصبحت تتعاون هاتان الدولتان مع النظام الإيراني؛ وذلك من أجل بيع هذه المادة الثمينة لنظام طهران مقابل الحصول على التدريب وإنشاء مراكز التدريب النووي وذلك طبقا لتقارير إعلامية صادرة من الولايات المتحدة ودول أخرى.
«الشرق الأوسط» تحدثت إلى جوسيف أوميري، الخبير الأمني والاستخباراتي الأميركي، البوليفي الأصل، وقال: إنه يتوقع أن تكون إيران حصلت بالفعل على يورانيوم بوليفي، وقد تمت تغطية هذه العملية بشكل آمن جدا، وأشار أوميري إلى أن بوليفيا تمتلك نحو 22 منجما لاستخراج اليورانيوم (من ضمنهم 11 منجما لليورانيوم الطبيعي منتشرة في أماكن مختلفة داخل البلاد) وأكد أوميري لـ«الشرق الأوسط»، أن فنزويلا وبوليفيا لديهما مشروع عسكري مشترك لاستخراج اليورانيوم في منطقتي «اورورو» و» بوتوسي»، كما أكدت عناصر قبلية داخل هذه المناطق النائية داخل البلاد، أنه لوحظ تواجد لشركات أجنبية تعمل في التنقيب أيضا عن اليورانيوم وأشار أوميري إلى أن مصادر قبلية هناك تحدثت عن قيام طائرات حوامة بالتردد على هذه المواقع بشكل دوري لنقل مواد إلى تشيلي، البلد المجاور، وبعدها بحرا إلى فنزويلا، ثم إيران؛ وهو ما يفسر الزيارات الأخيرة لوزير الخارجية الإيرانية لهذه الدول دون غيرها.
وقال أوميري إن «النظام الإيراني بجانب فنزويلا أقاما شراكة مع بوليفيا عام 2008 بالفعل للتعدين ونقل المواد المستخرجة من المناطق الحدودية لبوليفيا مع البرازيل عبر الأنهار، ومنها إلى تشيلي، ثم فنزويلا عبر طرق سرية وهو ما يفسر فضيحة الاتجار في اليورانيوم التي تورط فيها الملحق الدفاعي لسفارة فنزويلا في العاصمة البوليفية (لاباز) وقتها». وأوضح أوميري، أن التحركات الإيرانية جلية، حيث دائما ما تستخدم الشركات الوهمية للتماهي خلف عمليات الاتجار والتهريب في أميركا اللاتينية.
ويبدو أن الولايات المتحدة لن تكون مرتاحة للتواجد الصيني أو الروسي أو حتى الإيراني في فنائها الخلفي، خصوصا إن كان الهدف هو الصناعات النووية، والغريب في الأمر أن الولايات المتحدة الأميركية احتضنت في واشنطن منذ أشهر قمة نووية إشارات فيها أن الجنوب الآسيوي ومنطقة الكاريبي وأميركا اللاتينية أصبحت خالية من التخصيب النووي، وبخاصة بعد تدمير الأرجنتين مخزونا نوويا قدر وقتها بنحو أربعة كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب، واعتبر وقتها أن الدول التي لا تمتلك أكثر من كيلوغرام واحد من هذه المادة لا تعتبر نووية، ولم يشر أوباما إلى فنزويلا أو بوليفيا أو الإكوادور، وهم حلفاء إيران في الصناعات النووية.
ويكفي التذكير بأن الحضور الروسي والصيني والإيراني في أميركا الجنوبية أصبح متركزا في المشروعات الضخمة والاستراتيجية في البلاد، وآخرها زيارة رئيس أكبر إحدى شركات الطاقة الروسية اليكسي ميلر رئيس شركة غازبروم إلى بوليفيا وقام بإهداء الرئيس موراليس سيارة هدية في إطار الصداقة والتعاون الذي قد تنظر إليه الولايات المتحدة بتوجس وريبة.
الصناعات النووية واليورانيوم في أميركا الجنوبية تثير شهية إيران ودول كبرى
خبير أمني لـ «الشرق الأوسط»: إيران حصلت على يورانيوم من بوليفيا.. وتحركاتها تتم بشكل سري
الصناعات النووية واليورانيوم في أميركا الجنوبية تثير شهية إيران ودول كبرى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة