تركيا تدمر 60 هدفًا لـ«داعش» شمال سوريا.. وأنباء عن تحضيرات لعمليات عسكرية جديدة

رغم نفي وزير دفاعها نية بلاده حاليا إشراك قوات برية

تركيا تدمر 60 هدفًا لـ«داعش» شمال سوريا.. وأنباء عن تحضيرات لعمليات عسكرية جديدة
TT

تركيا تدمر 60 هدفًا لـ«داعش» شمال سوريا.. وأنباء عن تحضيرات لعمليات عسكرية جديدة

تركيا تدمر 60 هدفًا لـ«داعش» شمال سوريا.. وأنباء عن تحضيرات لعمليات عسكرية جديدة

ذكرت صحيفة حرييت التركية، اليوم (الاربعاء)، أنّ تركيا سترسل قوات اضافية إلى شمال سوريا استعدادًا لعملية تهدف إلى طرد متطرفي تنظيم "داعش" من مدينة الباب.
ويفترض أن تسمح "عملية الباب" التي لم يذكر موعد بدئها، لفصائل المعارضة السورية المدعومة من الجيش التركي، بالتقدم باتجاه هذه البلدة لتوسيع المنطقة الامنية التي اقامتها انقرة في شمال سوريا باتجاه جنوب الحدود السورية التركية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد أعلن يوم الاثنين الماضي، أنّ الهجوم العسكري سمح "بتطهير حوالى 900 كلم مربع من الاراضي (السورية) من وجود العناصر الارهابية". مضيفًا أنّ "هذه المنطقة الآمنية ستبلغ مساحتها قريبا خمسة آلاف كيلومتر مربع".
وكانت تركيا بدأت في 24 اغسطس (آب)، هجومًا عسكريًا غير مسبوق، أطلقت عليه اسم "درع الفرات"، يهدف لطرد متطرفي تنظيم "داعش" وكذلك القوات السورية الكردية "وحدات حماية الشعب" من هذه المنطقة.
واكد مسؤول تركي لم تكشف الصحيفة عن اسمه، أنّه في اطار هذه المرحلة الجديدة باتجاه الباب "ستتم زيادة عدد الرجال". موضحا أنّ القوات الخاصة التي ستكون في الصف الاول ستعتمد على طائرات حربية ودبابات وستليها قوات برية، من دون أن تذكر أي رقم.
وتقول وسائل إعلام تركية عدة إنّ مئات العسكريين الاتراك وعشرات الدبابات ينتشرون حاليا في سوريا.
وأوضح المسؤول نفسه قائلا "كما قال الرئيس رجب طيب اردوغان، لا بد من تطهير الباب لضمان أمن الحدود التركية بالكامل".
وذكرت مصادر عدة لصحيفة "خبر ترك"، أنّ العملية التي تستهدف الباب ستستغرق وقتًا أطول من الهجوم الخاطف على مدينة جرابلس التي تمت السيطرة عليها خلال ساعات بعد إطلاق عملية "درع الفرات".
كما نقلت "حرييت" عن تقارير سرية للجيش أنّ الهدف الاول على طريق الباب وهو بلدة دابق وقد يكون بالغ الخطورة للعسكريين الاتراك، نظرا "للالغام المضادة للافراد التي زرعت والقنابل اليدوية الصنع الموزعة".
من جانبها، ذكرت وكالة الانباء التركية "دوغان" أمس، أنّ 10 عسكريين اتراك قتلوا منذ بدء الهجوم.
من جهة اخرى، صرح وزير الدفاع التركي فكري إيشيق بأنه ليس لدى بلاده حاليا خطط لإشراك القوات البرية في العمليات الدائرة في شمال سوريا. ونقلت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء عنه القول:"نقدم كل أنواع الدعم اللازم للجيش السوري الحر (في إطار عملية درع الفرات)، وسنستمر في ذلك، إلا أنّه لا توجد حاليًا خطة لمشاركة قواتنا البرية" في شمال سوريا.
على صعيد متصل، أعلنت رئاسة الأركان التركية، أن مدفعية القوات المسلحة دمرت 60 هدفاً لتنظيم "داعش" في شمال سوريا بـ170 قذيفة مدفعية. جاء ذلك في بيان لرئاسة الأركان ليل أمس الثلاثاء، بشأن تطورات عملية "درع الفرات" في يومها الـ28، التي أطلقتها وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، في أغسطس الماضي، في الشمال السوري لتطهير المنطقة الحدودية من "المنظمات الإرهابية" وعلى رأسها تنظيم "داعش"، حسب ما قاله البيان.
وأشارت رئاسة الأركان التركية إلى أنّ 5 مجموعات من المهام الخاصة التابعة للمعارضة السورية، تابعت هجومها على مسلحي تنظيم "داعش" في المناطق الجنوبية الواقعة بين إعزاز وجوبان باي (الراعي) شمال حلب، وتمكنت من السيطرة على منطقتي زيتنلك (بحورتا) و"جكا" غرب جوبان باي.
كما لفتت رئاسة الأركان إلى أن العمليات باتجاه منطقة "يابان" مستمرة، وأن عدد القذائف التي أطلقتها المدفعية التركية منذ بدء العملية بلغ 3330 قذيفة استهدفت 824 موقعًا. مضيفة أنّ قوات التحالف الدولي شنت ثلاثة هجمات جوية على مواقع لتنظيم "داعش" في منطقة زيتنلك، قُتل فيها أربعة عناصر من التنظيم، كما دُمر مبنيان إضافة إلى قاعدتي هاون.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».