في إطار ردود الأفعال على قمة براتيسلافا، التي استضافتها عاصمة الرئاسة السلوفاكية الحالية للاتحاد الجمعة، قال جياني بيتيلا، رئيس كتلة الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية، ثاني أكبر الكتل السياسية في البرلمان الأوروبي: «نريد الآن أن نرى مجلس الاتحاد الأوروبي يتحول من الأقوال إلى الأفعال». وأضاف بيتيلا في تصريحات مكتوبة صدرت السبت في بروكسل، وتسلمتها «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني: «لقد سمعنا كثيرًا من الكلمات من قادة أوروبا على هامش القمة، بعضها إيجابي وبعضها سلبي. ولكن المهم الآن أن نرى تحويل الأقوال إلى عمل حقيقي، واتخاذ التدابير اللازمة للوصول إلى السيطرة على الأزمات الحالية التي تواجهها دول الاتحاد.. سواء فيما يتعلق بأزمة خروج بريطانيا أو مشكلة الهجرة أو انعدام النمو الاقتصادي».
من جهته، قال شارل ميشال، رئيس الوزراء البلجيكي في ختام القمة، إن هناك قناعة لدى الجميع بأن أوروبا لا تزال تمثل مشروعًا قويًا وجيدًا، مشددًا على أهمية وجود إرادة قوية من القادة للتغلب على «الشلل» الذي يعاني منه الاتحاد وتقديم تنازلات، لأنه لا بد من مراعاة الواقع الذي تعيشه دول أخرى. أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فاعتبرت أن الأمر لا يتعلق ببيانات أو تغييرات في المعاهدات، ولكن بالأفعال. واتفق الجميع على أنه لا قرارات كبرى في القمة، ولكن تم التحضير لخارطة طريق في الفترة المقبلة.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي مساء الجمعة، عن عدم رضاه عن نتائج القمة الأوروبية، خصوصًا فيما يتعلق بملفات النمو والهجرة. وقال رينزي للصحافيين إن «القمة خطت خطوة صغيرة إلى الأمام، ولكننا لا نزال بعيدين عن رؤيتنا لأوروبا المستقبل». وأردف: «أنا غير راضٍ عن نتائج القمة بشأن النمو والهجرة، ولذلك لن أنضمّ إلى مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، كوني لا أشاطرهما الاستنتاجات».
وبشأن ملف مكافحة الهجرة غير النظامية، أشار رئيس الحكومة الإيطالية إلى أنه «كان من الأحرى أن يوقع الاتحاد الأوروبي اتفاقيات مع الدول الأفريقية، بدلاً من أن نوقعها نحن. وفي رأينا أنه سيكون أفضل بكثير إن تحركت أوروبا كمنظومة (متحدة). ولكن إذا قرر الاتحاد الأوروبي أن هذه ليست من أولوياته، فيتعين علينا أن نتخذ (إيطاليا) إجراءات» في هذا الصدد. يشار إلى أن مصادر أوروبية نوهت في وقت سابق بأن مكان انعقاد القمة بحد ذاته كان يطرح إشكالية، إذ إن سلوفاكيا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد، هي من أهم الدول التي تعارض عملية إعادة توزيع واستقبال اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا عبر إيطاليا واليونان.
وفي لقاء غير رسمي تغيب عنه بريطانيا، اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في العاصمة السلوفاكية (براتيسلافا)، لرسم ملامح أوروبا بعد مغادرة المملكة المتحدة. وطغى على مناقشات القمة موضوع الأمن وتعزيز الدفاع الأوروبي وتعزيز الدور الأوروبي، رغم الخلافات التي تعيق توحيد الصفوف. وقال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو: «نريد جميعًا أن نظهر وحدة ونريد أن نظهر أن هذا المشروع فريد من نوعه، ونحن نريد أن نواصله. وآمل في نهاية اليوم أن نتوصل إلى إعداد خارطة طريق للمواضيع الأكثر أهمية، والتي نود أن نتطرق إليها خلال الأشهر الستة المقبلة».
وبدأ القادة السبعة والعشرون بسبل تعزيز الدفاع الأوروبي، وقالت مصادر مقربة من القمة ان برلين وباريس المحركان الرئيسيان للدفاع المشترك عرضا مبادرة خلال الاجتماع، لتسهيل القيام بعمليات أوروبية والحصول على مزيد من التمويل الأوروبي. لكن الخلافات لا تزال عميقة حول قضايا مثل دعوة وزير خارجية لوكسمبورغ، جان اسلبورن، إلى إخراج المجر من الاتحاد الأوروبي، لأنها انتهكت قيمه الأساسية، إضافة إلى قضية العمالة المنتدبة وتوزيع اللاجئين الوافدين إلى إيطاليا واليونان داخل دول الاتحاد الأوروبي.
وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، قال إن الأوروبيين يريدون معرفة ما إذا كانت النخبة السياسية قادرة على السيطرة على القضايا التي تربكهم أم لا، في إشارة إلى الهجرة والإرهاب والعولمة. وينتظر أن تتخذ القرارات المهمة لا في قمة براتيسلافا، وإنما في قمة روما المقررة في مارس (آذار) المقبل، بمناسبة الذكرى الستين للمعاهدة الأوروبية.
قمة {الأوروبي}.. بين التفاؤل وعدم الرضا
رينزي رفض الانضمام إلى مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل وهولاند
قمة {الأوروبي}.. بين التفاؤل وعدم الرضا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة