بلجيكا: المشتبه به في الهجوم على المتحف اليهودي كان على اتصال بمدبر هجمات باريس

نيموشي اعترف بأنه جاء من سوريا لتنفيذ الاعتداء الذي أودى بحياة 4 أشخاص

صورة للمتحف اليهودي في بروكسل بعد يومين من الحادث (تصوير: عبد الله مصطفى)
صورة للمتحف اليهودي في بروكسل بعد يومين من الحادث (تصوير: عبد الله مصطفى)
TT

بلجيكا: المشتبه به في الهجوم على المتحف اليهودي كان على اتصال بمدبر هجمات باريس

صورة للمتحف اليهودي في بروكسل بعد يومين من الحادث (تصوير: عبد الله مصطفى)
صورة للمتحف اليهودي في بروكسل بعد يومين من الحادث (تصوير: عبد الله مصطفى)

أوشكت التحقيقات على الانتهاء من ملف حادث الاعتداء على المتحف اليهودي الذي وقع في بروكسل في مايو (أيار) 2014، وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص، واعتقال فرنسي مسلم يدعى مهدي نيموشي، على خلفية الاشتباه بتورطه في تنفيذ الحادث. ورغم أن بلجيكا تسلمت نيموشي من فرنسا في يوليو (تموز) من العام نفسه، فإنه لا يزال يلتزم الصمت، وينكر كل الاتهامات التي وجهتها إليه النيابة العامة، بحسب بعض وسائل الإعلام المحلية في بلجيكا، التي أوضحت أن التحقيقات أوشكت على الانتهاء، وأنه سيتم محاكمة نيموشي في العام المقبل مع أكثر من شخص قدموا له المساعدة لتنفيذ الهجوم.
وأوضحت وسائل الإعلام البلجيكية، نقلا عن مصادر أمنية، أمس، أن نيموشي كان على اتصال مع عبد الحميد أباعود الذي يشتبه بأنه العقل المدبر لهجمات باريس التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. كما نقلت عن مصادر إعلامية فرنسية أن نيموشي تحدث مع أحد زملائه في الزنزانة خلال فترة اعتقاله في فرنسا عقب الحادث، وعن حضوره خصيصا من سوريا لتنفيذ هذا الهجوم، وكان يفتخر بأنه نجح في قتل أربعة من اليهود، الذين عادوا في توابيت إلى إسرائيل، موضحة أن نيموشي كان يتحدث مع زميل له في الزنزانة عاد هو الآخر من سوريا، وأنه جرى تسجيل الحديث بينهما من طرف رجال الأمن.
وفي مارس (آذار) الماضي طالب الدفاع عن نيموشي بإطلاق سراحه بسبب خطأ في الإجراءات، بعد أن مددت المحكمة الاستشارية في بروكسل حبس نيموشي ثلاثة أشهر على خلفية التحقيقات الجارية في الهجوم على المتحف، لكن محامي المشتبه به اعتبر أن فترة الاعتقال التي خضع لها مهدي طويلة، وتخالف القوانين، في إشارة إلى المقترحات التشريعية التي قدمتها وزارة العدل، والتي تقضي بأن يتم عرض الأشخاص بشكل دوري كل شهر على المحكمة للنظر في تمديد الاعتقال.
وفي سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، جرى الإعلان في بروكسل أن نيموشي أصبح يواجه اتهامات جديدة في ملف آخر، بعد أن قرر المدعي العام في العاصمة الفرنسية باريس فتح تحقيق قضائي بتهمة الخطف والاحتجاز في حق نيموشي، ويركز على خطف أربعة صحافيين واحتجازهم رهائن في سوريا، وفي هذا السياق ذكرت تقارير إعلامية بلجيكية في بروكسل، نقلا عن صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن أحد الصحافيين الأربعة سبق أن أشار إلى أنه تعرف على مهدي بوصفه واحدا من خاطفيه في سوريا.
وكانت السلطات الفرنسية قد اعتقلت مهدي نيموشي بعد ستة أيام من الحادث أثناء وصوله إلى مرسيليا عبر حافلة قادمة من هولندا عن طريق بروكسل، وفي نهاية يوليو من العام نفسه، وتنفيذا لقرار محكمة فرنسية، تسلمت السلطات البلجيكية نيموشي، وعشية وصوله إلى بروكسل جرى الكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بالفترة التي سبقت وقوع الحادث، ومنها أن نيموشي جاء من سوريا مباشرة إلى بروكسل، وظل لمدة شهر ونصف يبحث عن فرصة عمل في العاصمة البلجيكية، واستأحر غرفة في عقار بحي مولنبيك، المعروف بغالبية سكانه من أصول أجنبية.
من جهة أخرى، وفي بلدية مولنبيك ببروكسل أيضا، طلب مكتب التحقيقات في بروكسل من قاضي التحقيقات أمس، تمديد اعتقال الشخص الذي أوقفته الشرطة بعد ظهر الأربعاء عقب الاعتداء على اثنين من عناصر الأمن بسكين في أحد شوارع بلدية مولنبيك، ولكن لم يسفر الحادث عن إصابة أي من الشرطيين، بسبب ارتدائهما القميص الواقي من الرصاص. ولم تعرف بعد دوافع الحادث، وإن استبعدت مصادر إعلامية وجود دوافع إرهابية، بعكس حادث الاعتداء على شرطيين في مدينة شارلوا جنوب بروكسل، قبل ما يزيد على شهر، ولقي فيه منفذ الحادث مصرعه، وهو أيضا من أصول عربية.
وقالت وسائل الإعلام في بروكسل إن الشخص الذي نفذ الاعتداء قام بطعن الشرطيين سبع طعنات، وأضافت فور الحادث بأنه مغاربي الأصل، يبلغ 24 عاما، ومعروف للشرطة بسبب تورطه في جرائم سرقة، ولا يحمل أوراق إقامة قانونية، لكن مكتب التحقيقات نفى تحديد هويته بشكل قاطع، نظرا لأن المقبوض عليه سبق اعتقاله عدة مرات، لكن بأسماء مختلفة.
وكانت سيدة في إحدى حدائق بلدية مولنبيك، قد أبلغت الشرطة بوجود شخص يحمل سكينا، وعندما اقتربت منه عناصر الشرطة هاجمهما بسكين ولاذ بالفرار، لكن أفراد الشرطة السرية تمكنت من الإمساك به، ويواجه اتهاما من مكتب التحقيقات يتعلق بمحاولة القتل.
يذكر أن بلدية مولنبيك تقطنها غالبية من السكان من أصول أجنبية، خصوصا من العرب والمسلمين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».