المعارضة الفنزويلية: سنبقى في الشوارع احتجاجًا على الأوضاع السياسية

الحكومة تزعم إحباط انقلاب بعد مسيرات يوم الخميس وضبط عدد كبير من الأسلحة والمتفجرات

صور أرشيفية لمظاهرات المعارضة الفنزويلية والتي جرت في الأول من سبتمبر في كاراكاس (أ.ف.ب)
صور أرشيفية لمظاهرات المعارضة الفنزويلية والتي جرت في الأول من سبتمبر في كاراكاس (أ.ف.ب)
TT

المعارضة الفنزويلية: سنبقى في الشوارع احتجاجًا على الأوضاع السياسية

صور أرشيفية لمظاهرات المعارضة الفنزويلية والتي جرت في الأول من سبتمبر في كاراكاس (أ.ف.ب)
صور أرشيفية لمظاهرات المعارضة الفنزويلية والتي جرت في الأول من سبتمبر في كاراكاس (أ.ف.ب)

بعد قرار المعارضة الفنزويلية الخروج للشوارع يوم الخميس الماضي وتنظيم مظاهرات ضد حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو جاء رد الفعل الحكومي للتقليل من أهمية المظاهرات والتشديد على أن فقط الآلاف هم من خرجوا مما يبعث الارتياح لحكومة الرئيس مادورو، ويدفع بالقول إن هذا العدد الذي خرج هو من يعبر عن رغبتهم في عزل الرئيس وليس الشعب الفنزويلي.
المعارضة من جانبها وعلى لسان حركة «الإرادة الشعبية» وهي الجهة المنظمة لهذه المظاهرات قالت إن الفعاليات القادمة ستكون أكبر، وسيتم الدعوة للتظاهر أمام لجنة الانتخابات في الأيام القادمة، كما ستتم الدعوة إلى مظاهرات جديدة تحت اسم «احتلال كاراكاس» في خطوة تصعيدية من المعارضة والتي يقبع عدد من قاداتها في السجون الفنزويلية وأبرزهم ليوبولدو لوبيس والذي تم القبض علية عام 2014 ويقبع في السجن الحربي في كاراكاس ويواجه عقوبة بالسجن تصل لنحو 14 عاما.
واشتبك الأمن الفنزويلي وعدد من الشبان في كاراكاس بعد احتجاجات الأول من سبتمبر (أيلول) وقال شهود عيان إن شبانا ملثمين ألقوا الحجارة والقنابل الحارقة على قوات الأمن التي ردت بالغاز المسيل للدموع على طريق سريع في كراكاس بعد مسيرات احتجاجية حاشدة ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
الحكومة الفنزويلية من جانبها قالت إنها أحبطت انقلابا بعد هذه المسيرة الاحتجاجية، بينما خططت المعارضة لمواصلة الضغط عقب أكبر مسيرة احتجاجية تنظمها في أكثر من عقد من الزمن بمزيد من الاحتجاجات في الشوارع للمطالبة بإجراء استفتاء للإطاحة بالرئيس. وتسعى المعارضة لتنظيم مزيد من المسيرات في السابع من سبتمبر للمطالبة بإجراء استفتاء ضد الرئيس نيكولاس مادورو هذا العام. لكن مع مماطلة مجلس الانتخابات في العملية، وتعهد مادورو بعدم إجراء مثل هذا التصويت في 2016 من الصعب معرفة كيف يمكن للمعارضة أن تمارس ضغوطا لتمرير هذا الاستفتاء.
في هذه الأثناء قال الباحث السياسي لويس فيسنتي ليون عقب المسيرات إنها كانت حاشدة وسلمية. لكن ذلك النجاح يترك سؤالا أساسيا دون إجابة وهو ماذا بعد؟
وفي الوقت الذي أعلن فيه تحالف الوحدة الديمقراطي المعارض جدول التحركات المستقبلية بالتفصيل، جمعت الحكومة دبلوماسيين أجانب لتطلعهم حول اعتقال كثير من الناشطين وضبط أسلحة، وأن هناك خططا للإطاحة بمادورو بالقوة. وقال وزير الداخلية نستور ريفيرول للدبلوماسيين إن بلاده أحبطت انقلابا مخططا. أما وزيرة الخارجية دلسي رودريجيز قالت إن قوات الأمن استطاعت منع مذبحة كبرى. وقال ريفيرول إن اعتقال نشطاء في المعارضة هذا الأسبوع أدى لضبط أسلحة ومتفجرات في معسكر مؤقت يبعد بضعة كيلومترات عن القصر الرئاسي.
وقال خيسوس توريالبا المتحدث باسم ائتلاف طاولة الوحدة الديمقراطية (وسط اليمين) أن الفنزويليين أظهروا للعالم أهمية فنزويلا التي تريد التغيير وتدعو إلى تحرك جديد بعد أسبوع. واستيقظ سكان المدينة صباحا فوجدوا الشرطة تطوقها. وكتب متظاهرون يسكنون في المحافظات، على شبكات التواصل الاجتماعي، إنهم منعوا من الصعود إلى الحافلات، في حين أقامت الشرطة حواجز لتنظيم الوصول إلى كراكاس.
ونددت المعارضة باعتقال اثنين من رؤساء البلديات المؤيدين لها في وسط البلاد كانا يعتزمان التوجه إلى كراكاس للمشاركة في المظاهرة.
وندد زعيم المعارضة هنريكي كابريلس بتوقيف أجهزة الاستخبارات «اثنين من رؤساء البلديات وهما أورلاندو هيرنانديز وبيدرو لوريتو من ولاية أراغوا».
وتواجه فنزويلا انكماشا اقتصاديا ناجما عن انهيار أسعار النفط الذي يؤمن 96 في المائة من العملات الأجنبية. وبلغ النقص في المواد الغذائية والأدوية، بسبب عدم توافر الدولار لاستيرادها، مستوى غير مسبوق.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».