معرض يتتبع تاريخًا غنيًا وزواجًا ناجحًا بكارل لاغرفيلد

دار «فندي» و90 عامًا في صناعة الأحلام

جانب من قسم «إيسانشلز» وفيه تظهر خبرات الدار في صياغة الفرو وتطويعه
جانب من قسم «إيسانشلز» وفيه تظهر خبرات الدار في صياغة الفرو وتطويعه
TT

معرض يتتبع تاريخًا غنيًا وزواجًا ناجحًا بكارل لاغرفيلد

جانب من قسم «إيسانشلز» وفيه تظهر خبرات الدار في صياغة الفرو وتطويعه
جانب من قسم «إيسانشلز» وفيه تظهر خبرات الدار في صياغة الفرو وتطويعه

لا يُنكر أحد أن 90 عامًا محطة مهمة في حياة أي أحد أو شيء، لهذا عندما بلغت دار «فندي» عامها التسعين أخيرًا، لم ترده أن يمر مرور الكرام، ورأت أنه يستحق احتفاليات كبيرة تُعرف العالم بالمحطات التي شكلت شخصيتها وأوصلتها إلى ما هي عليه، فهي حاليًا واحدة من أهم صناع الترف في العالم، سواء تعلق الأمر بالأزياء لا سيما تلك المصنوعة من الفرو أو حقائب اليد المصممة على المقاس. من بين الفعاليات التي نظمتها بهذه المناسبة، معرضًا تحت عنوان «فندي روما – صنّاع الأحلام» FENDI Roma – The Artisans of Dreams، افتتحته في بالازو ديلا سيفيلتا إيتاليانا في شهر يوليو (تموز) وسيمتد إلى نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. فيه تحتفل الدار بالمبادئ التي تأسست عليها منذ بدايتها ولا تزال تحترمها إلى اليوم من دون أي محاولات كبيرة لتغييرها خوفًا على مكانتها أو خنوعا لإملاءات الموضة الموسمية. فحملات المناهضين لاستعمال الفرو والجلود الطبيعية مثلا لم تهز لها طرفا حتى عندما كانت في أوج قوتها وكان الكل يتخوف منها ويحسب لها ألف حساب. الآن بعد أن خمدت قوة هذه الحملات بعض الشيء، وتبنت العديد من بيوت الأزياء الفرو كخامة تُعبر عن الرفاهية والفخامة لكي تُبرر أسعارها وتُلبي متطلبات السوق، فإن «فندي» تبقى الأساس لا سيما أن عدم تراجعها عن قناعتها وسنوات التحدي علمتها الكثير من التقنيات والخبرات في هذا المجال، إلى حد أن الفرو الذي يخرج من معاملها يبدو أحيانا في خفة الحرير ومرونته. وهذا تحديدًا ما يظهر واضحًا في المعرض، الذي يُسلط الضوء على براعة العمل اليدوي والقيمة الفنية لكل قطعة تُنفذها يد حرفي فيها. وتؤكد الدار أن الحرفية المحتفى بها هنا، تُعبر عن ثقافتها وجمعها بين التراث والمستقبل في الوقت ذاته. فالتقنيات التي توارثها العاملون فيها أبًا عن جد تحترم تقاليد الصنعة القديمة من دون أن تتجاهل ضرورة مواكبة التطورات الاجتماعية والاقتصادية، والأهم من هذا متطلبات الأسواق العالمية. فخلال الـ90 عاما، لم تعد الدار محلية تستكين لزبائنها من الطبقات الأرستقراطية الإيطالية أو الأوروبية، بل توسعت وكبُرت لتشمل آسيا وغيرها من الأسواق التي تبحث عن كل ما هو مميز، وطبعا إذا كان مطعما بلمسة شاعرية إيطالية فإن هذا عز المنى والطلب.
ورغم أن أي معرض هو مجرد أفكار ومحطات تاريخية تُعرفنا بتاريخها عبر الصور أو بعض المنتجات، فإن «فندي» أرادت من معرضها أن يكون مختلفا، لا يُظهرها واحدة من «صناع الأحلام» فحسب، بل يعكس قوتها التسويقية والتجارية أيضًا، بدليل أن تشكيلتها للخريف والشتاء المقبلين معروضة في جناح مهم. ليس هذا فقط، بل حرصت على أن يكون المعرض تفاعليا من خلال وجود حرفيين يستعرضون أمام الزوار خبراتهم والتقنيات التي يتبعونها لصنع معطف من الفرو مثلا، يبدو من بعيد وكأنه من الدانتيل نظرا لألوانه وتخريماته أحيانا أو لخفته أحيانا أخرى.
عندما تدخل باب المعرض، أول ما يطالعك عند المدخل سترة متعددة الألوان من فراء المنك والثعلب، مشغولة بحرفية عالية وبدرجات من لوني الأصفر والأسود، بعدها مباشرة تدخل إلى غرفة تأخذك إلى صُلب عالم «فندي» من خلال فيلم سينمائي يستحضر أيضًا علاقة الدار بالسينما في أوج ازدهارها بروما. فمن على مقعد «إنتارسياتو» الوثير من الفراء، يمكن متابعة شريط فيديو بعنوان: «فندي: الأيادي التي تصنع الجمال»، يعطي فكرة عن أهم اللحظات التي عاشتها الدار ومرت بها فضلا عن التطوّرات التي شهدتها عبر 90 عامًا.
طبعًا بعد متابعة الفيلم، ستغمرك رغبة بالتعرف على المزيد لتجد نفسك في قسم «لابيرينت» Labyrinth سينقلك هذا الجزء إلى ما يمكن وصفه بمختبر الأفكار والألوان، ويأخذك في رحلة ثلاثية الأبعاد تتفتح فيها هذه الألوان والأشكال وكأنها براعم ورود أو كأنها متاهة لا تنتهي عبر الفضاء، وعلى الجدران والأرضية والسقف من الإبداعات التي يركز فيها الفيديو على تغيرات منتجات الفراء الغرافيكية، مع تسليط الضوء على كيفية التعايش في دار «فندي» بين التقليد والابتكار والإبداعية والتقنيات المشغولة باليد.
هناك أيضًا قسم بعنوان «أوبسيشن» (Obsession)، يبدو فيه الفراء وكأنه غابة من الألوان والإكسسوارات الصغيرة مثل الحلي الخاصة بتزيين حقائب اليد، نحو ثلاثمائة حلية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإكسسوارات الصغيرة أكدت أنها منجم ذهب من الناحية التجارية، بدليل أنها تحقق للدار الكثير من الأرباح، إلى جانب أنها باتت تُستعمل لكي تعكس جانبا مرحا من الدار. جانبا كان خفيا أو نائما قبل أن توقظه سيلفيا فنتوريني فندي منذ بضع سنوات، على شكل وحوش وأشكال غريبة كان من الممكن أن تثير الرهبة وتجعل الزبائن يعزفون عنها لكن العكس حصل. لهذا لم يكن من المكن تجاهل هذا الجانب وعدم الإشارة إليه في معرض من المفترض تتبع أهم المراحل والمحطات التاريخية والفنية والإبداعية وعدم تجاهل أي منها، مهما كانت صغيرة أو بسيطة.
القسم الآخر الذي يقل أهمية، إن لم نقل الأهم، هو ذلك الذي يحتفل بالحرفية، التي تعتبرها الدار من أهم رموزها وجيناتها الوراثية.
في هذا القسم يمكن تتبع القدرات الإبداعية لكارل لاغرفيلد منذ التحاقه بدار فندي سنة 1965 إلى الآن. فقد مزج خياله الخصب بما توفره الدار من قدرات حرفية ومهارات تقليدية لتكون النتيجة علاقة زواج ناجحة لم يخفت وهجها حتى اليوم. في جو قائم على الغرافيكية والتحفيز البصري، ويجمع التكنولوجيا بالتراث، سيكتشف الزائر عمل الحرفيين بشكل مباشر. فمجموعة منهم موجودة طوال الوقت تحيطها مواد مذهلة ورسومات كارل لاغرفيلد، ما شابه من أدوات مهمة في عملية الإبداع. مثلا يمكن معاينة كل مراحل ابتكار وتنفيذ سترة قصيرة من مجموعة «الهوت فورير» لخريف وشتاء 2015 - 2016 باللون الوردي وفراء المنك والريش، بدءًا بالرسم مرورا بالكانفا والنموذج الورقي ووصولاً للبراعات الحرفية المختلفة للتنفيذ. أما النتيجة النهائية المعروضة فلا تحتاج إلى وصف أو كلام.
بعد هذا يتم توجيه الزائر إلى غرفة بعنوان «إكسبيرينس» (Experience) مصممة على شكل رواق طويل يقسم إلى أربع مسارات تجريبية يمكن فيها لمس الفراء بشكله الخالص قبل أن يخضع للتطوير والتنعيم الذي يجعله كأي قماش قابل للابتكار. بعدها تجد نفسك في غرفة «إسنشالز»Essentials وهي بمثابة نافذة على التاريخ الروماني، حيث تبدو وسط مشهد عتيق وعصري في آن واحد مخصص لاستعراض مجموعة منتقاة من منتجات الفراء والحقائب. بعضها خرج من الأرشيف ويعود تصميمه إلى حقبة السبعينات، مثل فراء استوتشيو وإسكيمو وبعضها الآخر أكثر حداثة مثل إنتارسي التي أبدعت ما بعد 2000. ولا ينسى المعرض استعراض الحقائب الأيقونية مثل «باغيت» و«بيكابو» وغيرها، لتنتهي هذه الرحلة في غرفة الأحلام، «دريم» (Dream)، التي تضم مجموعة من أزياء الـ«هوت فورير» لخريف وشتاء 2016 - 2017 فيما يمكنك متابعة أخرى من على شاشات ضخمة بتأثيرات ثلاثية الأبعاد تجعلك تشعر كما لو أنك تتابع عرضا حيا.
إذا انتهت رحلتك في المعرض وأنت لا تزال تشعر بالعطش للمزيد، فعليك بكتاب «فندي روما» FENDI ROMA، يبقى معك كذكرى لرحلة عبر تاريخ الجمال والأحلام. فهو يضم صورا فوتوغرافية تتبع تاريخ الدار وهويتها فضلا إلى تلك العلاقة الحميمة التي تربط بينها وبين عاصمة السينما الإيطالية، روما: علاقة كانت ولا تزال مصدر إلهام وحب.

معرض FENDI Roma – The Artisans of Dreams
يقام في Palazzo della Civiltà Italiana
Quadrato della Concordia، 3 – Rome
يستمر المعرض إلى 29 أكتوبر 2016.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.