فصائل المعارضة تتقدم في ريف حماة وتستعيد المبادرة الهجومية في حلب

قوات النظام انسحبت من حلفايا وخسرت عددًا كبيرًا من الحواجز

صور تداولها ناشطون، أمس، حول التشويش على الغارات الجوية بالدخان دعمًا للفصائل المشاركة في معارك حماة ضد قوات النظام
صور تداولها ناشطون، أمس، حول التشويش على الغارات الجوية بالدخان دعمًا للفصائل المشاركة في معارك حماة ضد قوات النظام
TT

فصائل المعارضة تتقدم في ريف حماة وتستعيد المبادرة الهجومية في حلب

صور تداولها ناشطون، أمس، حول التشويش على الغارات الجوية بالدخان دعمًا للفصائل المشاركة في معارك حماة ضد قوات النظام
صور تداولها ناشطون، أمس، حول التشويش على الغارات الجوية بالدخان دعمًا للفصائل المشاركة في معارك حماة ضد قوات النظام

تمكنت فصائل المعارضة السورية يوم أمس، من تحقيق تقدم كبير في منطقة ريف حماة، وسط البلاد، على حساب قوات النظام وحلفائه، بعد ساعات قليلة من إعلانها انطلاق عملية عسكرية واسعة في الريف الشمالي لمدينة حماة تهدف إلى كسر خطوط الدفاع الأولى لقوات النظام في المنطقة، وتخفيف الضغط عن فصائل المعارضة في حلب، وتشتيت قوات النظام عن معاركه في المدينة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ«معارك عنيفة مستمرة في ريف حماة الشمالي الغربي، بين مقاتلي تنظيم جند الأقصى المدعوم بفصائل مساندة له من جهة، وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى»، لافتًا إلى «نجاح مقاتلي جند الأقصى باقتحام حلفايا، والسيطرة على أجزاء واسعة منها، وسط انسحاب قوات النظام وانصرافها لتنفيذ قصف مكثف وغارات مستمرة من الطائرات الحربية».
وذكر بيان للفصائل أنها بدأت الهجوم بتمهيد وقصف مدفعي كثيف استهدف نقاط النظام في المنطقة، وأنها ستستمر طالما استمرت هجمات النظام على مواقع المعارضة في حلب.
وقال ناشطون إن المقاتلين شنوا هجومًا واسعًا على حاجز زلين، تمكنوا خلاله من تدمير دبابات ومدرعات عسكرية لقوات النظام والسيطرة عليها، كما شنوا هجومًا آخر على حاجز «مداجن أبو حسن» وحواجز «الخيم» و«السرو» في محيطها، وسيطروا عليها وقتلوا عددا من عناصر النظام والميليشيات التابعة له.
وقال مصدر مقرب من فصائل المعارضة لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إن هذه الفصائل «سيطرت بعد ظهر يوم أمس الاثنين على قرية البويضة ومستشفى مدينة حلفايا وحاجزي زلين وبيوت حبيب العسكريين شرقي وشمالي المدينة، بعد اشتباكات مع القوات الحكومية»، لافتا إلى أن المواجهات لا تزال مستمرة بين الطرفين في محاولة من المعارضة للسيطرة على كامل مدينة حلفايا الواقعة بريف حماة الشمالي.
وإذ أكد المصدر أن الفصائل، وبالاشتراك مع تنظيم جند الأقصى، تمكنت من السيطرة على قرية المصاصنة، بالإضافة إلى عشرة حواجز في محيطها ومحيط بلدة مركبة، بالإضافة إلى نقاط عسكرية أخرى في محيط البلدة كانت القوات الحكومية تتمركز فيها، وأشار إلى تكبد قوات النظام خسائر كبيرة بلغت أكثر من 25 قتيلاً.
بالمقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن «ما لا يقل عن 11 قتيلاً بين صفوف التنظيمات الإرهابية أغلبهم من «جبهة النصرة» سقطوا بنيران الجيش والقوات المسلحة في ريف حماة الجنوبي الغربي»، مشيرًا إلى أن «وحدة من الجيش نفذت فجر يوم أمس عمليات مكثفة على مواقع ونقاط تحرك التنظيمات الإرهابية في بلدة طلف ومحيطها بالريف الجنوبي الغربي من محافظة حماة، أسفرت عن تدمير آلية ثقيلة وسيارتي دفع رباعي مزودتين برشاشات ثقيلة».
وبالتزامن، أفاد موقع «آرا نيوز» بشن فصائل المعارضة هجومًا على المواقع والنقاط التي تقدمت إليها قوات النظام مؤخرًا جنوب غربي مدينة حلب، شمالي سوريا، حيث دارت معارك بين الجانبين تمكنت خلالها الفصائل من استعادة السيطرة على جميع تلك النقاط، وتكبيد قوات النظام المزيد من الخسائر بالعتاد والأرواح، فيما استهدفت الطائرات الحربية الروسية مواقع المعارضة بالريف الغربي وقرب المدخل الجنوبي لحلب، مُوقعة عددًا من القتلى والجرحى بصفوف المدنيين.
وأكد محمد النصر، أحد القادة الميدانيين بصفوف المعارضة في ريف حلب الجنوبي أن «مقاتلي جيش الفتح استعادوا المبادرة الهجومية من قوات النظام، وتمكنوا من تنفيذ هجوم معاكس نحو النقاط التي تقدمت إليها صباح أمس الاثنين قوات النظام ضمن الأبنية الغربية من مشروع 1070 شقة الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة»، مشيرًا إلى «اندلاع معارك عنيفة بين الجانبين تبادلا خلالها القصف المدفعي والصاروخي ما أدى إلى وقوع إصابات بصفوف قوات النظام، فضلاً عن تمكن مقاتلي جيش الفتح من تدمير عربة BMB ومدفع رشاس عيار 14.5 مم، بعد استهدافهما بصواريخ (فاغوت) ليتمكن بعدها مقاتلو جيش الفتح من بسط سيطرتهم التامة على مشروع 1070 شقة، وطرد قوات النظام من المباني المعروفة بمباني شارع النصر ضمن المشروع».
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع «اشتباكات في منطقة الكليات العسكرية بجنوب مدينة حلب، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سوريا وعربية وآسيوية من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة فتح الشام ومقاتلين أوزبك من طرف آخر، وسط قصف للفصائل على تمركزات قوات النظام في المنطقة، ومعلومات عن إصابات وخسائر بشرية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.