ليبيا: مخاوف من اندلاع حرب بين جيش حفتر وقوات السراج

استمرار الاشتباكات في بنغازي ومصرع 4 جنود

ليبيون موالون لحكومة الوحدة الوطنية يتفقدون موقع انفجار في سرت أمس (أ.ف.ب)
ليبيون موالون لحكومة الوحدة الوطنية يتفقدون موقع انفجار في سرت أمس (أ.ف.ب)
TT

ليبيا: مخاوف من اندلاع حرب بين جيش حفتر وقوات السراج

ليبيون موالون لحكومة الوحدة الوطنية يتفقدون موقع انفجار في سرت أمس (أ.ف.ب)
ليبيون موالون لحكومة الوحدة الوطنية يتفقدون موقع انفجار في سرت أمس (أ.ف.ب)

هددت «غرفة عمليات طرابلس» التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي في شرق البلاد، بإسقاط أي طائرة تقترب من قاعدة الوطية المعروفة باسم «عقبة بن نافع» الجوية، وسط مخاوف من احتمال نشوب حرب جديدة بين الجيش الذي يقوده الفريق خليفة حفتر والقوات الموالية لحكومة الإنقاذ الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة في غرب ليبيا برئاسة فائز السراج.
وحذرت الغرفة في بيان أصدرته أمس من أنها سترد وبقوة على أي عمل عدائي أو استفزازي في المنطقة من قبل من سمتها الجماعات الخارجة عن شرعية الدولة. وأوضحت أنها رصدت أول من أمس طائرة مقاتلة نوع «ميغ 23» فوق أجواء قاعدة الوطية، معتبرة أن مثل هذه الأعمال من شأنها تصعيد حالة التوتر وتقويض الأمن داخل المنطقة وإرجاعها إلى نقطة الصفر.
وكان المركز الإعلامي لـ«عملية البنيان المرصوص» التي تشنها قوات موالية لحكومة السراج، أعلن عن البدء بتنفيذ طلعات استطلاعية تغطي المنطقة الوسطي بالكامل حتى أقصي الجنوب الليبي وفي المنطقة الغربية حتى معبر رأس جديد والحدود الليبية - التونسية.
‫وقال المركز في بيان مقتضب له نشره عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن‏ غرفة الطوارئ الجوية دشنت هذه الغارات بهدف رصد ومنع تسلل فلول تنظيم داعش من مدينة ‏سرت الساحلية.
ووزع المركز الإعلامي صورا فوتوغرافية جديدة تظهر سيطرة قواته على مساحات واسعة ومقرات حكومية وسط مدينة سرت، لافتا إلى فرار بعض الدواعش تاركين ملابسهم ومعداتهم. وأضاف أن «قواتنا تتقدم معززة بالمدفعية الثقيلة والدبابات نحو شعبية بوفرعة وتبسط سيطرتها على مبنى الأمن الداخلي (سابقًا) الذي يعدّ أحد سجون الدواعش».
وتمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على مجمع عيادات سرت ومقر ما يعرف بـ«ديوان الحسبة» التابع لتنظيم داعش، بالإضافة إلى تحرير مسجد «الرباط» الذي كانت عناصر «داعش» تستخدمه مقرا لها.
وفى مدينة بنغازي، قتل 4 جنود من قوات الصاعقة التابعة للجيش الليبي، إثر انفجار لغم أرضي بمنطقة القوارشة غرب المدينة، فيما قال الناطق باسم هذه القوات إن الاشتباكات لم تتوقف بين الجيش الليبي والتنظيمات الإرهابية بالمنطقة.
إلى ذلك، نفى علي القطراني، عضو المجلس الرئاسي المقاطع لحكومة السراج، عقد اجتماع في تونس مع السراج أو أي عضو آخر في المجلس الرئاسي، ونقلت وكالة الأنباء الليبية أنه لا صحة لهذه الأخبار.
وكان المجلس الرئاسي لحكومة السراج قد دعا القطراني إلى ضرورة الالتحاق باجتماعات المجلس في موعد انتهى الأسبوع الماضي، محذرًا من أنه سيخاطب أعضاء الحوار السياسي لاستبدال مرشح آخر به.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.